الخرطوم 24 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية)- تصاعدت حدة المخاوف من انزلاق الوضع في السودان بعدما أعلنت عددا من الحركات المسلحة في البلاد أنها ستنخرط في النزاع القائم في البلاد منذ منتصف أبريل الماضي.
وأعلن جزء من الحركات المنتشرة في أقاليم السودان أنه سينضم إلى الجيش السوداني في حربه ضد مجموعات الدعم السريع، بينما أعلنت حركات أخرى قربها من الدعم، وهو ما يعني أن الأزمة ربما تتعقد بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
مخاوف من حرب أهلية
خلال الأيام الماضية أعلنت حركتي “تحرير السودان” بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، و “العدل والمساواة” بزعامة وزير المالية جبريل إبراهيم، أنهما لن يقفا على الحياد، وربما ينخرطان في الصراع، إلى جانب الجيش السوداني.
الأكثر خطورة أن الحركتين تملكان نفوذا كبيرا داخل إقليم دارفور غربي البلاد، وهو نفسه الإقليم الذي شهد قتالا واسعا خلال الفترة الماضية، وتتهم قوات الدعم السريع بارتفاع جرائم فيه ضد العرقيات التي تزعم أنها تدعم الجيش السوداني.
في الجهة الأخرى وتحديدا في بورتسودان شمال شرقي البلاد، أعلن نائب قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو، أنه التقى ممثلين عن حركات مسلحة أخرى وهي “تحرير السودان- المجلس الانتقالي”، و “تحرير السودان”، و “العدل والمساواة” بغية التنسيق المشترك من أجل فرض الأمن في الإقليم المضطرب، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية.
إقالة وزراء تابعين لحركات مسلحة
ما يزيد الأمر خطورة أن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، أعلن قبل أيام إقالة كل من وزير الداخلية خالد محيي الدين، ووزير العدل محمد الحلو، ووزيرة الصناعة بتول عوض، ووزير الشؤون الدينية والأوقاف عبد العاطي عباس.
وشملت قرارات البرهان أيضا إقالة 6 من حكام الولايات، من بينهم “حكام ولايات الجزيرة وكسلا والولاية الشمالية وغرب كردفان ووسط دارفور وجنوب دارفور.
ويرى مراقبون أن هذا القرار شمل أعضاء تابعون للحركات المسلحة، وكان تعينهم بموجب اتفاق جوبا للسلام، وهو ما يعني أن هذه الحركات قد تتحرك بعد إقالة ممثليها في المجلس السيادي.
وذكرت تقارير إعلامية أن إعلان الحركات المسلحة جاء بعد إقالة عضو مجلس السيادة، الهادي إدريس وهو زعيم حركة مسلحة، ثم الطاهر حجر وهو قائد لحركة مسلحة كذلك، وكلاهما وقع على” اتفاق جوبا للسلام “في 2021.
أوضاع إنسانية قاسية
وتأتي هذه الأوضاع في ظل كارثة إنسانية يواجهها السودان بعدما أجبرت الحرب 6.3 ملايين مواطن على النزوح، منهم أكثر من مليون فروا خارج البلاد إلى دول الجوار.
في الوقت نفسه تقول منظمة الصحة العالمية إن 25 مليون سوداني يحتاجون لمساعدات إنسانية بينما 11 مليونا يحتاجون لمساعدات صحية، عقب إنهيار شبه تام للقطاع الطبي في البلاد. (الأنباء الليبية- الخرطوم) ر ت