طنجة 25 نوفمبر 2023 (الأنباء الليبية) – شارك وزير الخارجية المفوض بالحكومة الليبية رئيس حركة المستقبل الليبية عبد الهادي الحويج، أمس الجمعة، في فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى طنجة الدولي للشباب والديموقراطية، الذي تنظمه منظمة الشبيبة الاشتراكية بحضور قيادة حزب التقدم والاشتراكية وممثلي تنظيمات شبابية من المغرب، وعدد من دول العالم وفعاليات سياسية ونقابية وطنية ومحلية.
وتقدم الوزير في بداية كلمته بالشكر والتقدير باسمه وباسم رئيس مجلس الوزراء بالحكومة الليبية (أسامة حماد)، إلى حزب التقدم الاشتراكية والشبيبة الاشتراكية التي استطاعت أن ترسخ هذا المنتدى الدولي الهام، وساهمت في ترسيخ الديمقراطية في المملكة المغربية. (حسب قوله)
كما أكد على قوة العلاقة الأخوية القوية الراسخة بين الشعبين الليبي والمغربي، اللذان يتقاسمان فضاء مغاربي واحد، وفضاء متوسطيا وعربيا وأفريقية مشتركا، مشيرا إلى أن ليبيا والمغرب تجمعهم الروابط الاجتماعية والثقافية التي لا تنقسم مهما كان حجم التحديات.
وقال الحويج في كلمته، “أن العالم الجديد يتشكل الآن لنودع الأحادية القطبية وهيمنة القطب الواحد على سيرورة العالم، في ظل إعادة تشكل الجغرافية وتفكك مشروع الهيمنة الاستعماري، ليتدخلوا تارة باسم حقوق الإنسان وتارة باسم حماية وصيانة السلم والأمن الدوليين، وليس هذا فحسب بل يستخدموا المؤسسات الدولية لفرض هيمنته ومشروع استعماره الجديد لتطويع الدول الصغيرة والمستضعفة، العالم الجديد يتشكل لكنه يجب أن يعاد تشكيله أولا بإصلاح المؤسسات الدولية وأولها الأمم المتحدة والمنظومة الأممية بشكل عام، وإصلاح مجلس الأمن وذلك بتحويل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكي نضمن العدالة والمساواة والتوازن في اتخاذ القرارات الدولية، ونضمن وجود مقعد دائما على الأقل لأفريقيا وذلك لإعادة التوازن وتشكل حقيقي للعالم”.
وتابع: “العالم الجديد لن يكون جديد ما لم نكن نحن العالم الثالث وأفريقيا وقضاياه أولوية قصوى في مشكلاته، وأولها الحل العادل للقضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وإيقاف مسلسل الإبادة الجماعية الذي يمارس على الشعب الفلسطيني اليوم أمام مرأ ومسمع العالم أجمع، وضرورة إنهاء الأزمات المفتعلة التي فرضتها قوة الهيمنة لغرض تعزيز بيع السلاح وترويجه في دولنا وبين شعوبنا”، منوها إلى أن العالم لن يتشكل من جديد كما نريد إلا بالتوزيع العادل لاقتصادات العالم وشطب ديون العالم الثالث، ويجب ألا تفرض على دولنا وشعوبنا حلول من الخارج وكأننا حقل تجارب، ولعل الأزمة الليبية التي لا نزال نعيشها اليوم خير دليل على ذلك، وتدخل القوى الكبرى فيها الذي يعطل ويؤجل حلا مستداما وعادلا وشاملا ونهائيا للازمة، ويؤجل حلا ليبيا ليبيا والدليل أن الحكومة الليبية المنتخبة من مجلس النواب الليبي تتم محاولة عزلها عن العالم، وبين حكومة أخرى فرضها المجتمع الدولي دون حد أدنى لمراعاة إرادة الشعب الليبي وحقوقه المشروعة في اختيار حكامه ويتم التعامل معها وكأنها حكومة منتخبة أو ممثلة عن الشعب الليبي “.
وتسائل الحويج عن أين نحن من بنية هذا التشكل، وماذا نشكل فيه، والسؤال الأكثر إلحاحا من نحن؟ وهل نشكل قوة اقتصادية وسياسية وبشرية لنكون من المشهد القادم وجز منه، وكيف نكون جزء من البنية الدولية الجديدة فاعلين ومؤثرين وإيجابيين أقوياء.
وسلط الحويج الضوء على “أن التعاون العربي الأفريقي يشكل لبنة أساسية لهذه القوة في الخارطة السياسية القادمة، وأن عالم متعدد الأقطاب غير كافي لنا كعرب وأفارقة ما لم نكن جزء أساسا من القرار فيه، وإن ما نريده اليوم ليس عالم جديد يتشكل فقط متعدد الأقطاب فقط، بل ما نريده وما يجب أن نعمل عليه هو عالم تتساوى فيه الدول صغيرها وكبيرها وتكون العدالة بديل عن الهيمنة والتعاون، والشراكة بديل عن الاستغلال والعمل المشترك على أساس سياسات وليس خاسر ورابح وليس قوى وضعيف، وليس فاعلا ومفعول به وليس عالم أول وعالم ثالث”.
وتابع: “نريد عالما يكون المناخ والتوازن فيه اولوية قصوة لاهمية وقف انبعاثات الدول الصناعية الكبرى، التي خلفت تطرفا مناخيا جديدا تاثرت منه دولنا وشعوبنا، ولعل اعصار وفيضانات درنة الليبية الجريحة التي خلفت الآلاف الشهداء وجرفت اكثر من ربع المدينة سكانها، وزلزال اطلس الذي خلف اكثر من 3 آلاف شهيد أكبر دليل على ذلك”.
وأضاف خلال كلمته: “نعمل على ألفية ثالثة جديدة نكون فيها كلنا اقطاب ويكون الانسان محور التنمية فيها واساس لها، ونريد ان لا تكون هناك ازدواجية في المعايير كما يحدث الان من انتهاكات وابادة وتهجير جماعي تجاه شعبنا الفلسطيني البطل، الذي يواجه قوى الهيمنه والغطرسة والاستعمار وحده دون اي سند عربي او اقليمي او دولي”.
واختتم قائلاً : “نريد ألفية جديدة يكون التنافس فيها للمعلوماتية ومحاربة الأمراض والفقر والجوع، وللحوكمة والشفافية ومحاربة الفساد والتوازن البيئي والمناخ، ألفية جديدة للديمقراطية الجديدة والسلام والتنمية، وليس للحروب والنزاعات والموت التي تغذيها الدول الكبرى التي تقتات على الازمات والحروب، ألفية يتم فيها تصفير الحروب والنزاعات ووقف نزيف الدم، ويكون التدافع للتنمية والديمقراطية وحقوق الإنسان”. (الأنباء الليبية _ طنجة) ه ع