بنغازي 04 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – شهدت الأيام الماضية تحركات واسعة على المستويين الأمني والسياسي لمواجهة ظاهرة الهجرة غير الشرعية في ليبيا، خصوصاً المهاجرين القادمين من الجنوب عبر الصحراء الإفريقية، فمع زيادة الاضطرابات الأمنية والسياسية في دول الجوار الجنوبي، خصوصاً السودان وتشاد والنيجر ومالي، وهي الدول الأحدث في سلسلة حدوث الأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية تزداد المخاوف من تدفق آلاف اللاجئين والمهاجرين إلى ليبيا قاصدين شواطئ البحر المتوسط ومنها إلى أوروبا.
ترحيل مهاجرين
وقبل أيام أعلن المكتب الإعلامي لجهاز الهجرة غير الشرعية، ترحيل 120 مهاجراً من جنسية النيجر إلى بلادهم جواً، فيما ستتم إعادة 128 مهاجرا من جنسية تشاد إلى بلادهم براً عبر الحدود البرية المشتركة مع ليبيا، لتكون هذه أحدث عمليات الجهاز الذي يرحل العشرات بشكل يومي، بينما ينجح آخرون في ركوب البحر ويواجهون مصيراً مجهولاً حيث تبتلع مياه المتوسط آلافاً منهم سنوياً.
اجتماعات أمنية مكثفة
أمس الأحد شهدت مدينة بنغازي اجتماعاً أمنياً استثنائياً برئاسة وزير الداخلية بالحكومة الليبية اللواء “عصام أبو زريبة”، والذي ناقش التداعيات الوخيمة للهجرة غير الشرعية على المستوى المحلي وتطوير آليات فعالة لمكافحتها.
وناقش الاجتماع الذي عقد في مقر جهاز البحث الجنائي بمدينة بنغازي، أهمية التعاون لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تعاني منها البلاد، وخاصة في الفترة الأخيرة وتدفق المهاجرين كونها بلد عبور.
تعزيز آليات مكافحة ومحاربة أوكار الهجرة
وركز الاجتماع على مناقشة التداعيات الوخيمة للهجرة غير الشرعية وتحدياتها التي تشكل تحدياً كبيراً للحكومة الليبية والمجتمع، وتعزيز الرقابة على المنافذ الحدودية وتحسين آليات رصد ومكافحة شبكات الاتجار بالبشر. كما تمت مناقشة تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية والعسكرية والمؤسسات المعنية.
وأصدر الوزير تعليماته بضرورة محاربة جميع أوكار الاتجار بالبشر وتفكيك شبكات التهريب المتواجدة، وذلك بتكثيف الحملات التفتيشية عبر الحدود البرية، بالتعاون مع القوات المسلحة. كما أكد على ضرورة تقديم جميع أنواع الدعم لمكافحة الهجرة غير الشرعية ومراكز الإيواء، وضمان معاملة المهاجرين بإنسانية واحترام حقوقهم.
اجتماع في روما لبحث القضية
وعلى الجانب الآخر من البحر المتوسط احتضنت العاصمة الإيطالية روما خلال الأيام الماضية، اجتماعاً أمنياً مشتركاً، ضم وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، عماد الطرابلسي ونظيريه التونسي كمال الفقي والإيطالي “ماتيو بيانتدوزي”، لبحث آليات مواجهة الهجرة غير الشرعية وتأمين الحدود.
وخلال الاجتماع دعا الطرابلسي الجانب الأوروبي إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم للأجهزة الليبية، لا سيما جهازا مكافحة الهجرة غير الشرعية وحرس الحدود وإدارة أمن السواحل، وذلك عبر توفير الاحتياجات التدريبية واللوجستية بما يمكنها من أداء مهامها.
وأكد الاجتماع الثلاثي ضرورة تضافر الجهود لمواجهة هذه الظاهرة، التي لها تأثير كبير على الدول خصوصاً وأنها تحولت لجريمة منظمة لا يمكن لطرف وحده مواجهتها دون دعم الآخرين.
ودعا الاجتماع إلى إيجاد آليات عمل مناسبة، لتبادل المعلومات حول الشبكات الإجرامية التي تقف وراء تهريب البشر والاتجار فيهم. (الأنباء الليبية – بنغازي) ع ع / هــ ع