حوار – نعيمة المصراتي
طرابلس 03 ديسمبر 2023 م (الأنباء الليبية) – لا تزال التساؤلات قائمة في الشارع الليبي بشأن الجسر الحديدي طريق المطار بطرابلس والمرتبطة أساسا بخطورة السير فوقه أو تحته خاصة بعد أن قدم مكتب استشاري متخصص عام 2017 دراسات فنية تشير إلى خطورة وضع الجسر من الناحية الفنية، وصدور قرار الإذن من مجلس الوزراء في يونيو 2022 لجهاز تنفيذ مشروعات المواصلات بالتعاقد عبر المناقصة المحدودة على إزالته وتنفيذ جسر خراساني محله.
وتواصلت مراسلة لوكالة الأنباء الليبية (وال) مع رئيس مصلحة الطرق والجسور، الحسين إبراهيم سويدان، في عطلة نهاية الأسبوع، لاستيضاح التطورات المتعلقة بهذا الجسر، فأكد أن الجسر لحقته بعض الأضرار البسيطة بالفعل بسب غياب الصيانة منذ أكثر من 20 عاما غير أنه شدد على أن القذائف التي أصابت أجزاء منه خلال الحرب التي عُرفت بـ “فجر ليبيا” عام 2014 ألحقت به أضرارا مباشرة وجعلت سير المركبات فوقه محفوفا بالمخاطر وهو ما أكدته دراسة لمكتب استشاري عام 2017.
وأضاف أن الحرب على طرابلس في 2019 عطلت تنفيذ مشروع صيانة الجسر بعد أن انسحبت الشركة الإيطالية التي تم التعاقد معها بسبب الأوضاع الأمنية المتصلة بتلك الحرب، مشيرا إلى أنه تم سحب المشروع من الشركة الإيطالية بعد تسلم حكومة الوحدة الوطنية مهامها والتي أعطت الإذن فيما بعد لجهاز تنفيذ مشروعات المواصلات للتعاقد عل تنفيذ جسر بديل.
وبين ” سويدان ” أنه تواصل مع رئيس جهاز تنفيذ المشروعات بالمواصلات الذي أفاد بأن العطاء لتنفيذ الجسر قد رسا على شركة أجنبية وتم إحالة الإجراء إلى الوزير ومنه إلى رئاسة الوزراء للاعتماد والإذن بالتعاقد مع الشركة الفائزة بالمشروع والبدء في التنفيذ الذي توقع أن يكون قريبا.
وفي رده على سؤال حو سلامة المرور فوق هذا الجسر حاليا قال سويدان إنه سيعقد اجتماعا الأسبوع القادم مع رئيس جهاز تنفيذ مشروعات المواصلات وفنيين مختصين لاتخاذ قرار بشأن استمرار الحركة فوق الجسر للسيارات الخفيفة أو غلق الجزء العلوي واستمرار حركة المرور على المسارات السفلية.
من جانبه قال رئيس جهاز تنفيذ مشروعات المواصلات ” سامي العبش ” إن الجسر طالته بعض الأضرار خلال الحروب التي شهدتها طرابلس وضواحيها علاوة عن انعدام الصيانة لعدة سنوات.
وأكد ” سامي العبش ” – في رده على سؤال بشأن فاعلية الجسور الحديدية – أن الجسور الحديدية جيدة على عكس ما يعتقد الكثيرون، وهي منتشرة في العالم اليوم أكثر من الجسور الخرسانية خاصة بعد تطور البحوث العلمية والتغلب إلى حد كبير عن مشاكل الصدأ بفضل الجلفنة العميقة، مبينا أن الجسور الحديدية غير مكلفة مثل الجسور الخرسانية وهي خفيفة الوزن إلا أنه يتعين الحفاظ على صيانتها الدورية.
وقال: في بداية طرح مشكلة الجسر الحديدي طريق المطار استقر الرأي على صيانته حيث اعتبر وضعه جيدا وبالتالي أسند العمل إلى مصلحة الطرق والجسور من حيث الاختصاص، إلا أن الدراسات فيما بعد رأت أن الصيانة لن تنقذ هذا الجسر ويتعين إزالته ورجع الأمر إلى جهاز تنفيذ مشروعات المواصلات باعتباره الجهة المختصة في بناء المشروعات الكبرى الاستراتيجية.
وأوضح أن الجهاز يتوفر على تصميم لاستبدال الجسر الحديدي بآخر (خرساني) ليس لميزات في الجسر الخرساني وإنما لإضافة مداخل ومخارج جديدة إلى بلدية (أبو سليم) في عدة اتجاهات وتم بالفعل طرح العطاء وتقدمت شركات من جنسيات مختلفة، تركية ومصرية وتونسية ورومانية وليبية وغيرها، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الخوض في تفاصيل العطاء بسبب السرية في تداول العطاءات التي ترعاها لجنة مستقلة ترفع تقريرها مباشرة إلى وزير المواصلات للاعتماد.
وأكد أن العطاء يُوجد حاليا في مرحلة الترسية وأن الشركة المنفذة ستكون شركة أجنبية ومدة الإنجاز محددة بـ 12 شهرا بما في ذلك تجهيز الموقع، مبينا أن الجهاز وضع خططا للحرص على عدم تعطيل حركة المرور بالكامل خلال فترة إنجاز المشروع، وسيتم السماح باستمرار الحركة بصورة جزئية، لافتا إلى أن استمرار مرور المركبات فوق الجسر إلى حين البدء الفعلي في تنفيذ المشروع بعد استكمال كافة الإجراءات الخاصة بالتعاقد وتوفير التغطية المالية متوقف على تقرير لجنة من الفنيين ستجتمع الأسبوع القادم.
وأضاف ” العبش” في – رده على سؤال حول أهمية هذا المشروع في المدخل الجنوبي لوسط العاصمة طرابلس خاصة مع قرب افتتاح مطار طرابلس الدولي المتوقع في منتصف العام القادم 2024 – أن طريق المطار، وهي أوسع طريق في طرابلس، علاوة عن كونها توصل إلى المطار فهي متصلة بأكثر الأحياء كثافة سكانية في طرابلس منها بلدية (أبو سليم) وحي الدريبي، وحي الفلاح، الأمر الذي أوجب ضرورة تطوير هذا الجسر لتسهيل حركة المرور بين وسط العاصمة والمطار والأحياء المذكورة والمخارج الجنوبية والجنوبية الغربية لطرابلس.
وبخصوص أسباب سحب العطاء من الشركة الإيطالية خلال التعاقد الأول اكتفى العبش بالقول إن “هذا الموضوع من اختصاص مصلحة الطرق والجسور وهي التي تتعاقد وتفسخ العقود”.
وحول سؤال بشأن استكمال مشروع الطريق الدائري الثالث أوضح أن هذا المشروع يُعتبر داخل مخطط المدينة ويشرف على تنفيذه جهاز الإسكان والمرافق مع ائتلاف شركات مصرية وليس من اختصاص الجهاز. أما ما يُعرف بجسر الـ 27 في المدخل الغربي للعاصمة، الذي يُشرف عليه جهاز تنفيذ مشروعات المواصلات، أكد العبش وصول (الكمرات) الحديدية الخاصة به وسيتم الانتهاء من الأعمال خلال شهر ونصف الشهر، مشيرا إلى أنه تم التعاقد مع شركة مشتركة ليبية – إيطالية تحت إشراف الجهاز لترميمه وصيانته بمبلغ حوالي 20 مليون دينار، بعد أن تعرض إلى دمار جزئي خلال الحرب.
وعن الجديد لدى الجهاز قال ” سامي العبش ” إن الجهاز يعمل حاليا على برامج الصيانة، وهي أكثر من برامج التنفيذ مشيرا إلى أن الطرق العامة أصبحت في حالة متردية ما تسبب في الكثير من الحوادث القاتلة وضرب مثلا على ذلك بطريق «الشويرف – براك» والطريق الساحلي الذي يمتد على مسافة 1760 كلم.
وأوضح في هذا الصدد أنه تم تقسيم الطريق الساحلي إلى قواطع وبدأت عمليات الصيانة الفعلية، مبينا أن هذا المشروع الكبير يحتاج إلى تمويل كبير لصيانة هذه القواطع وتطوير قواطع أخرى منها الطرق المزدوجة طبرق – امساعد، ودرنة – مرتوبة، واجدابيا – البريقة، والعزيزية – نالوت ومنها إلى غدامس، وصيانة القواطع من تاورغاء إلى منفذ رأس اجدير وتنفيذ طريق مرادة – العقيلة، وهذه المشاريع تدخل في إطار المرحلة الأولى من صيانة وتطوير الطرق العامة.
وأكد أن كل الشركات المُتعاقد معها باشرت العمل في الطريق الساحلي وأن نسب الإنجاز متفاوتة في هذه القواطع ما بين 40 و50 في المائة حيث تم رصف الطبقة الإسفلتية الأولى بالكامل، واستكمال الطبقة النهائية من الإسفلت وتوقع افتتاح المشروع خلال شهرين أو ثلاثة أشهر بحد أقصى.
وأضاف أن تنفيذ طريق عين زارة في ضواحي طرابلس مستمر وتم إنجاز حوالي 65 في المائة تقريبا من المشروع بالرغم من وجود عوائق وتحديات، منها تدني الموارد المالية لهذا المشروع وغيره من المشروعات.
كما أكد أن تنفيذ الطريق الرابط بين ترهونة وقصر بن غشير – طرابلس، مستمر وأن الشركة التركية المنفذة تحقق في نسب إنجاز جيدة جدا، حيث أنجزت حوالي 35 كم في اتجاه الذهاب إلى ترهونة، و35 كلم، في اتجاه الإياب، رغم مصاعب في التغطية المالية كذلك.
ودعا ” العبش ” في حواره مع (وال) إلى ضرورة توفير التغطية المالية لهذه المشروعات الطرقية المهمة حتى لا تتعثر الشركات المنفذة بعد أن قطعت شوطا طويلا في التنفيذ.
وبخصوص المطارات قال رئيس جهاز تنفيذ مشروعات المواصلات إن العمل في مطار مصراتة سينطلق بداية شهر يناير 2024 مع وصول الهياكل المعدنية بعد أن استكملت الشركة المنفذة عمليات التأسيس مشيرا في ذات السياق إلى أن الجهاز قطع شوطا كبيرا في مشروع مطار بنينا حيث تم توريد وتركيب الهياكل المعدنية ويُنتظر وصول باقي التوريدات المتعلقة بالأسقف والحوائط.
أما في الجنوب، بحسب العبش، فإن مشروع صيانة المهبط والساحات في مطار سبها موجود لدى لجنة العطاءات وسيكون ضمن المشاريع المُستهدف تمويلها من ميزانية السنة المالية 2024.
وتحدث العبش في رده على سؤال بخصوص وضع الموانئ الليبية فأوضح أن مشاريع الموانئ تُعتبر من المشاريع الكبرى وتحتاج إلى ميزانيات ضخمة، ويُفكر الجهاز في تمويلها من خارج الميزانية العامة للدولة، عن طريق المشغلين والمستثمرين، مؤكدا أن الموانئ في ليبيا في حاجة إلى تطوير كبير وأن بعضها مصنف تحت المستوى.
وأشار في هذا الصدد إلى أنه سيتم قريبا البدء في مشروع صيانة وتطوير الأرصفة في ميناء طرابلس مع شركة تركية في مشروع ميناء طرابلس، إلا أنه كشف أن المشروع لم تتوفر له التغطية المالية حتى الآن ومن المرجح أن يُدرج في ميزانية 2024.
أما بخصوص موضع حاجز الأمواج، أوضح العبش وجود عقد قديم مع شركة لبنانية ولجأت إلى القضاء الليبي ورفعت قضية ضد الدولة الليبية غير أنه كشف عن إجراء الجهاز مفاوضات وصفها بـ “الجادة” مع هذه الشركة حيث تم تجميد القضية والمفاوضات لا تزال مستمرة للوصول إلى حلول معربا عن الأمل في الوصول إلى تسوية ودية في نهاية المطاف. (الأنباء الليبية)