بنغازي 04 ديسمبر 2023 م (الأنباء الليبية) – كشفت دراسة استقصائية أجرتها منظمة الهجرة الدولية أن أعداد المهاجرين غير النظاميين في ليبيا تقدر بحوالي سبعمائة ألف مهاجر موزعين على عدة بلديات ومدن ومناطق ليبية، وأن 79% منهم من فئة الرجال، و11% من النساء، و10% من الأطفال، بينهم 4% أطفال غير مصحوبين بذويهم.
وأشارت الدراسة التي نشرت تحت عنوان “ما بعد الصدمة: تقييم لتأثير التغير المناخي على الهجرة والهشاشة في ليبيا” أن التغيرات المناخية كانت أحد المحركات غير المباشرة لتدفق المهاجرين نحو الأراضي الليبية ومنها إلى سواحل أوروبا، إذ إن هذه الظروف تتسبب في تصحر الأراضي وتراجع كميات الغذاء المنتجة مما يؤثر بشكل سلبي على الاقتصادات الهشة والضعيفة والذي يشكل دافعاً رئيسياً للهجرة.
وأوضحت الدراسة التي اعتمدت على حوارات مع (3418) مهاجرا في ليبيا، شكلوا عينة الدراسة الرئيسية أن ربع هذه العدد تعرض لصدمة مناخية كانت سببا في التفكير في الهجرة.
وكشف 56% من المهاجرين من خلال الحوارات التي أجريت معهم إنهم تأثروا بالتغييرات المناخية بشكل سلبي، وأن الجفاف الذي حل بمناطقهم وتراجع إنتاج المحاصيل أثر بشكل بالغ على مصادر دخلهم، وكذلك على معدلات استهلاك الغذاء.
ووفقا للدراسة عانى حوالي 40 % من عينة الدراسة من تراجع الفرص المتاحة للدخل في دولهم الأصلية بسبب الصدمات المتعلقة بالمناخ، وهو ما دفعهم للتوجه إلى ليبيا.
وبموجب الدراسة تعرض حوالي 59 % من المهاجرين من صدمات مناخية أو أكثر خلال العام الذي سبق قرار الهجرة، وشملت هذه الصدمات أعراضا صحية واقتصادية، أو صدمات شخصية تمثلت في المرض أو موت أحد أفراد العائلة بسبب التداعيات المناخية.
وقال المهاجرون في الدراسة إن أحوالهم ازدادت سوءا بعد الوصول إلى ليبيا، حيث عانوا من مستويات مرتفعة من الدين، وواجهوا صعوبات مالية، ومشكلات تتعلق بالسلامة وانعدام الخدمات من بينها المياه النظيفة.
وأكدت نتائج الدراسة أن غياب فرص العمل كان سبباً رئيسا للهجرة إلى ليبيا، حيث يقصدها المهاجرون بحثا عن مصدر رزق في البلد الذي يتمتع برصيد نفطي كبير، حيث يشاركون في أعمال البناء والتشييد، أو يقصد بعضهم السواحل للهجرة للخارج عبر البحر بطريقة غير شرعية. (الأنباء الليبية)