بروكسل 04 ديسمبر 2023 م (الأنباء الليبية) – وصل النائب بالمجلس الرئاسي «موسى الكوني» اليوم الإثنين إلى عاصمة الاتحاد الأوروبي «بروكسل» على رأس وفد رفيع المستوى لبحث سبل رسم خارطة طريق بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي للتصدي لأهم الإشكاليات التي تؤسس لقلق مشترك بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، والتي على رأسها قضايا الهجرة غير الشرعية والإرهاب والجرائم العابرة للحدود وتداعيات ذلك على ليبيا وعلى الاتحاد الأوروبي.
والتقى «الكوني» بالمفوضة بملف الهجرة والشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي «ايفا جوهانسن» التي اعتبرت اللقاء نقطة تحول نوعية في سياق مناقشة إشكاليات الهجرة وتداعياتها على ليبيا وعلى الاتحاد الأوروبي.
وشدد السيد النائب خلال اللقاء بأن أوروبا كانت تملك الوقت الكافي لأن تترجم التعاون إلى أفعال واضحة على الأرض، وأن يتم بلورة شراكة واضحة المعالم وفي مدة زمنية محددة لمساعدة ليبيا على حماية حدودها الجنوبية حتى لا يصل المهاجرون إلى البحر ويتم إرجاعهم لمراكز الإيواء في انتظار ترحيلهم مرة أخرى لوطنهم الأم.
وأشار «الكوني» خلال اللقاء لأهمية معالجة إشكاليات الهجرة من جذورها بالاهتمام بتوفير فرص العمل والتنمية المستدامة في البلدان التي تعتبر مصدرة للمهاجرين، ولفت أن مساعدة ليبيا في تنفيذ مشاريع التنمية في مناطق الجنوب وتحسين أوضاع سكان هذه المناطق، سيكون له أثره المهم للحد من تدفق الهجرة.
وحذر «الكوني» من التداعيات التي تجري في دول الجوار والتي ستدفع بمواطني تلك الدول لترك أوطانهم والهروب إلى أقرب مكان آمن نسبياً وتتوفر فيه فرص العمل، معرباً في الوقت نفسه عن قلقه البالغ من القرار الذي صدر في النيجر بخصوص إلغاء قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية والذي سينتج عنه تداعيات كبيرة جداً على ليبيا، وعلى الجنوب الليبي بشكل خاص.
ودعا «الكوني» الاتحاد الأوروبي للتعجيل بمساعدة ليبيا دون تأخير لتمكينها بالتصدي لكل هذه المخاطر وحتى لا تخرج الأوضاع عن السيطرة.
كما تطرق «الكوني» في محادثاته مع المفوضة «ايفا جوهانسن» إلى تهديد المرتزقة وخاصة «فاغنر» الذي يشكل خطرا ليس فقط على ليبيا بل على منطقة الصحراء الكبرى، والتي وإن بدت كدول عدة إلا أنها فضاء استراتيجي وإنساني واقتصادي واحد، ما يمس أي جزء منه يترك آثاره على كامل المنطقة.
وانتقد «الكوني» صمت الاتحاد الأوروبي أمام ما يتعرض له سكان شمال مالي من جرائم على يد قوات «فاغنر» وقوات نظام «باماكو» والتي تكاد ترتقي لجرائم الإبادة الجماعية والذي سيدفع بسكان شمال مالي للهروب نحو الجزائر وليبيا.
واختتم نائب المجلس الرئاسي حديثه مع المفوضة «ايفا جوهانسن» بتأكيده على أهمية التعاون المشترك المباشر بين ليبيا والاتحاد الأوروبي لإرساء أرضية صلبة للأمن والاستقرار في ليبيا بشكل خاص وفي عموم منطقة البحر المتوسط.
من جهتها رحبت المفوضة بملف الهجرة والشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي بالمقترحات التي قدمها «الكوني» وأكدت أن أهمية مواصلة الحوار للوصول لرسم خارطة الطريق باتجاه التعاون المشترك بين الاتحاد الأوروبي ودولة ليبيا. (الأنباء الليبية) ع ط