بروكسل 05 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – بحث وفد رفيع المستوى ممثلاً عن المجلس الرئاسي، أبرز القضايا والإشكاليات المشتركة مع الجانب الأوروبي، خصوصاً مشكلات الهجرة غير الشرعية، والإرهاب، والجرائم العابرة للحدود.
واجتمع النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكون، أمس الإثنين، في عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل، في جوهانسن، مفوض الهجرة والشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي، وحضر الاجتماع عدداً من المسؤولين الليبيين والأوروبيين، حيث ناقشوا حزمة من الأوليات المتعلقة برسم خارطة الطريق للشراكة مع الاتحاد الأوروبي.
التصدي للمشكلات المشتركة
وبحث الاجتماع آليات التصدي لأهم الإشكاليات التي تؤسس لقلق مشترك بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها تدفق الهجرة غير الشرعية، وتداعيات ذلك على الأمن والاقتصاد الليبي، وإشكاليات الإرهاب والجرائم العابرة للحدود وتداعيات ذلك على ليبيا وعلى الاتحاد الأوروبي الشريك الأقرب، والأهم في هذا الصدد.
وشدد الكوني خلال الاجتماع على أن قد حان الوقت لأوروبا لأن تترجم التعاون إلى أفعال أفعال واضحة على الأرض، وأن تتم بلورة شراكة واضحة المعالم، وفي مدة زمنية محددة لمساعدة ليبيا على حماية حدودها الجنوبية. حيث لا يجب الانتظار، حتى يصل المهاجر للبحر حتى يتم إرجاعه لمراكز الإيواء في انتظار ترحيله مرة أخرى لوطنه الأم.
معالجة المشكلة من جذورها
وأكد أن معالجة إشكاليات الهجرة من جذورها يكون بالاهتمام بتوفير سوق العمل والتنمية المستدامة في البلدان الأم، والذي يشكل الخطوة الأولى والأهم للتصدي للهجرة غير الشرعية، لأن ما يدفع المهاجر لترك وطنه هو الحاجة للبحث عن حياة أفضل.
وطالب الكوني بمساعدة ليبيا في تنفيذ مشاريع التنمية في مناطق الجنوب والاهتمام بتحسين الأوضاع لسكان هذه المناطق، والذي سيكون له أثره المهم للحد من تدفق الهجرة.
واعتبر الكوني أن تداعيات ما يجري في دول الجوار ستدفع ليبيا ثمنه الأكبر، حيث سيترك الأهالي أوطانهم في ظل القلاقل التي تعصف بهم، وسيبحثون عن المكان الأقرب، حيث فرص العمل.
قرار النيجر خطير للغاية
وأشار إلى أن القرار الذي صدر في النيجر بخصوص إلغاء قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية سيخلق تداعيات كبيرة جدا على ليبيا، وعلى الجنوب الليبي بالذات، بكل ما يمثله ذلك من تهديد لتسرب بعض المجرمين أو أفراد التشكيلات الإرهابية.
وقال إن أوروبا الآن أمام خيار أن تساعد ليبيا دون تأخير، للتصدي لكل ذلك، أو أن تترك ليبيا وحدها وحتى يخرج الوضع عن السيطرة.
التعاون المشترك هو الحل
واعتبر الكوني أن أفضل آلية للتعاون المشترك أن تتم الاتفاقيات والشراكات المستقبلية مباشرة بين الدولة الليبية والاتحاد الأوروبي، دون الحاجة للمرور بوسيط ثالث، حيث أثبتت التجربة فشل ذلك.
وذكر إن تهديد المرتزقة وخاصة مجموعة “فاغنر” يشكل خطرا ليس فقط على ليبيا بل على منطقة الصحراء الكبرى، والتي وإن بدت كدول عدة إلا أنها فضاء استراتيجي وإنساني واقتصادي واحد، ما يمس أي جزء منه يترك آثاره على كامل المنطقة.
انتقادات لما يحدث في شمال مالي
وانتقد الكوني صمت الاتحاد الأوروبي أمام ما يتعرض له سكان شمال مالي من ترويع وتصفيات على يد جماعات فاغنر وقوات نظام باماكو، ودون أن يتم انتقاد ذلك أو تجريم ما يحدث والذي يكاد يرتقي لمستوى الإبادة.
وشدد على أن هذا الصمت يمثل كارثة أمام ما يحدث في شمال مالي، والذي سيكون له تداعيات على ليبيا، وسيزيد من أعداد المهاجرين نحو الجزائر وليبيا. (الأنباء الليبية – بروكسل) ع ع / هــ ع