بروكسل 05 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) -أشاد مسؤولون أوروبيون بالدور الليبي في دعم أهالي غزة، مؤكدين أن الجهود الليبية كانت حاضرة منذ بداية الأزمة لتقديم يد العون للأهالي الذي تقطعت بهم السبل بعد العدوان الصهيوني الذي بدأ في السابع من أكتوبر الماضي.
جاء ذلك خلال لقاء النائب بالمجلس الرئاسي “موسى الكوني”، مع الممثل السامي للاتحاد الأوروبي، ونائب رئيسة المفوضية الأوروبية، “جوزف بورل”، في بروكسل اليوم الثلاثاء.
-مبادرة “صحراء واحدة”
تصدرت مبادرة “صحراء واحدة” التي أطلقها النائب “الكوني”، خلال المؤتمر الإقليمي الذي عقد بتونس “في نوفمبر 2022″، حول التعاون الحدودي بين ليبيا ودول الساحل، بهدف مكافحة الجرائم الحدودية والإرهاب والجريمة المنظمة، والتي نبناها الاتحاد الأوروبي، جلسة المحادثات التي جمعت الأطراف الثلاثة.
وشدد “الكوني” وفقا لبيان صادر عن المجلس الرئاسي مساء اليوم، على وحدة الجغرافيا والحوار والتاريخ، الذي يجمع بين دول منطقة الساحل وأكد على ضرورة الإسراع في رسم خارطة طريق للتعاون المشترك بين ليبيا والاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات الناتجة عن التحركات والتغيرات بدول الجوار، والتي أخذت تعصف بليبيا وخاصة الجنوب الليبي، قبل أن تنتقل تأثيراتها إلى مناطق الحوض المتوسط وأوروبا.
– تداعيات إلغاء قانون تجريم الهجرة في النيجر
أوضح “الكوني” أيضا أن قرار النيجر بإلغاء قانون تجريم الهجرة غير الشرعية سيلقي بظلاله القاتمة على ليبيا، وسيسبب في تدفق المهاجرين للعبور نحو أوروبا.
وقال إن حدود ليبيا الشاسعة تجعل من الصعب السيطرة عليها دون دعم لوجستي من الاتحاد الأوروبي، والتنسيق لتبادل المعلومات وتدريب الكوادر الليبية لمواجهة هذه التحديات.
وأعرب عن قلقه من تنامي التواجد العسكري لبعض المرتزقة الأجانب وخاصة قوات “فاغنر” في ليبيا، وبعض دول الجوار، الأمر الذي صار ينبي بتوسع مقلق لتواجدهم على الأراضي الإفريقية.
وأشار إلى أن ما قاموا به في شمال مالي من ترويع وتقتيل للأهالي، يصل إلى درجة الابادة أمام صمت عالمي لما يحدث، يشكل عنصر مضافا للضغط على ليبيا. حيث أن الكثير من قبائل الطوارق والعرب الذين يسكنون هذه المنطقة أخذوا يتوجهون نحو ليبيا والجزائر بحثا عن ملجأ آمن.
وطلب الكوني من الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، الضغط على الأطراف الدولية لدعم الأطراف المتصارعة على السلطة، لرفع يدها عن تأجيج الصراعات، مؤكدا أن ما سيقود ليبيا إلى الاستقرار هو انجاح مساعي إجراء الانتخابات باختيار الشعب الليبي فريقا موحدا لحكم البلاد.
– خطر الإرهاب والهجرة
وقال “الكوني” إن خطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية، أو الجرائم العابرة للحدود هي اشكاليات تهدد ليبيا وأوروبا، التي يتطلب منها نقل المعركة من البحر إلى الجنوب، مؤكدا أنه لا يكفي أن ننتظر لنتصدى لذلك حتى وصول المهاجرين أو المهربين إلى البحر لنعيدهم إلى ليبيا، لتزدحم بهم مراكز الإيواء في انتظار ترحيلهم لأوطانهم.
وشدد على وجود آفاق للتنمية والأعمار، وفرص العمل في بلدان المصدر، وحتى لا يفكرون في ترك أوطانهم.-
أهمية الشراكة بين ليبيا وأوروبا
وشدد الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي على أهمية هذه الشراكة، مع ليبيا، ودعمها في مواجهة تحديات الهجرة، التي ستكون ضمن أولويات الاتحاد الأوروبي، خاصة مع التغيرات المقلقة التي حدثت في النيجر، حيث سينسحب فريق الاتحاد الأوروبي المدني الذي كان يساعد في إدارة هذا الملف الشائك من هناك، ووعد بطرح هذه الأولويات أمام الدول الأعضاء وحثهم على تخصيص الميزانية الضرورية التي تحتاجها ليبيا لمراقبة حدودها، والتصدي للتهديدات التي تصاحب الهجرة غير الشرعية والتهريب والإرهاب.
– وقف إطلاق النار في غزة
وناقش الطرفان القضية الفلسطينية، وما يتعرض له الشعب في غزة من اعتداءات خارجة عن القانون الدولي، والتي تعصف بالمدنيين الأبرياء الذين لم يكن لهم يدا أساسا في آية مواجهة عسكرية، وتوافقا على وضرورة تأكيد هدنة دائمة في غزة تجنب الأهالي المزيد من الترويع.
وشكر “بورل” بصورة خاصة موقف ليبيا من هذه القضية، والدعم الإنساني الكبير الذي لم تبخل به ليبيا لنجدة أهالي غزة والشعب الفلسطيني، كما توقف بامتنان نوعي أمام موقف إسبانيا من القضية، وأوضح أنها أخذت بالضغط على المجموعة الأوروبية لتتخذ موقفا حاسما من العدوان الذي يتعرض له المدنيين في غزة، والذي يخرج عن نطاق الدفاع عن النفس ليرتقي إلى مستوى جرائم حرب. (الأنباء الليبية بروكسل) س خ.