بنغازي 08 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – تسعى الأمم المتحدة إلى تمكين المرأة الليبية من المشاركة في الحياة السياسية خصوصا بعد ابتعادها عن الانخراط في العمل السياسي نتيجة الظروف المضطربة التي مرت بها البلاد منذ عام 2011، وتعول البعثة الأممية البعثة لدى ليبيا على المرأة الليبية في التأثير بشكل إيجابي على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع عقدها قريبا وهو ما يظهر في اللقاءات والمشاورات التي يجريها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عبد اللهِ باتيلي مع ممثلات للمرأة الليبية.
وفي لقائه الأخير بعدد من أعضاء المجلس الوطني الأعلى للمرأة الليبية تتقدمهم، ذكر باتيلي أن اللقاء جاء في إطار المشاورات التي يجريها مع كافة المكونات الليبية، وبالتوازي مع محاولاتي لجمع الفرقاء السياسيين لإيجاد تسوية سياسية تمهد الطريق للانتخابات.
وكشف المبعوث الأممي أن المشاركات في الاجتماع انتقدن نقص تمثيل النساء على جميع المستويات، وطالبن بتمكين المرأة الليبية من مشاركة سياسية فاعلة، كما رحبن بدعوته لإجراء حوار بين الجهات الفاعلة الرئيسية، ووعدن بتقديم مساهمة مكتوبة حول كيفية إنهاء حالة الانسداد السياسي في البلاد.
في السياق ذاته، ذكر المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد اللهِ باتيلي في اليوم العالمي للمرأة، إن المرأة الليبية تمثّل قوة للتغيير وستؤدي دوراً حيوياً في مستقبل ليبيا.
وأضاف باتيلي : أحث النساء في كافة أنحاء ليبيا للمشاركة بجدية في جميع المبادرات الرامية إلى إعادة شرعية مؤسسات الدولة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا ، ويجب على النساء التحرك للقيام بدور فعال في العملية الانتخابية .
وواصل باتيلي تصريحه قائلا: نحتفل هذا العام بالذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهي فرصة فريدة للاحتفال بحقوق الإنسان، ولكنها أيضاً فرصة للتذكير بأن المساواة في الحقوق بالنسبة للمرأة تعني الكرامة والحرية والعدالة للجميع.
وأشاد المبعوث الأممي بنشاط سيدات ليبيا وتحركهن من أجل مزيد من الإدماج والمشاركة في العملية السياسية، مؤكدا أن دورهن سيكون حاسماً في استعادة السلام والاستقرار والازدهار في ليبيا.
تأثير الظروف على مشاركة المرأة
ووفقا لتقرير بموقع (هيئة الأمم المتحدة للمرأة)، أثرت الأزمة الليبية سلباً على حياة المواطنين، خاصة النساء والفتيات اللاتي تحملن وطأة العنف وعدم الاستقرار، إثر النزاع المستمر والتمييز القائم على النوع الاجتماعي على النساء الليبيات، وقيّد فرصهن الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وأضاف الموقع : خطت المرأة الليبية خطوات واسعة في سعيها للمشاركة والتمثيل المتساوي في العملية السلمية. منذ عام 2020، شاركت 17 امرأة في منتدى الحوار السياسي الليبي لبناء توافق في الآراء حول إطار حوكمة موحد وترتيبات لاستعادة سيادة ليبيا والشرعية الديمقراطية لمؤسساتها، علاوة على ذلك، تم تعيين خمس وزيرات في حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، بما في ذلك أول سيدة تتقلد منصب وزيرة الخارجية في تاريخ ليبيا.
وأشار تقرير موقع (هيئة الأمم المتحدة للمرأة) عن المرأة الليبية إلى أنه على الرغم من وقف إطلاق النار في عام 2020، فإن المناخ السياسي المتقلب في ليبيا يجعل تقديم الدعم التنموي أمرًا صعبًا، لا سيما للفئات الضعيفة والمهمشة والمجتمعات التي يصعب الوصول إليها. بالإضافة إلى ذلك، يستمر الانتشار الجغرافي في تحدي الجهود المبذولة لضمان مشاركة متسقة ومتساوية مع النساء من غرب وشرق وجنوب ليبيا.
عقبات في طريق المشاركة الفعالة
ورصد تقرير لوكالة (رويترز) التحديات التي تواجه المرأة الليبية في طريقها للعمل السياسي، والمشاركة بفعالية في الانتخابات، مشيرا إلى أن مشاركاتها في “مواقع صنع القرار” مخيبة للآمال منذ العام 2011، كما ترى عدد من السيدات الناشطات في العمل العام بمدينة بنغازي.
وذكرت مديرة مركز “وشم” لدراسات المرأة عبير أمنينة لـ “رويترز” أن المرأة الليبية صُدِمت بعدم تغيير واقعها كثيراً بعد 2011، رغم موجة التفاؤل حينها، وبالعكس أصبحت المرأة أداةً للتوظيف السياسي.
بدورها، صرحت الكاتبة والمحللة السياسية عفاف الفرجاني، بأن وضع المرأة الليبية ما بعد 2011 اتسم بالردة بدرجة كبيرة على جميع المستويات.
وأضافت لـوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن وضع المرأة في ليبيا مرهون بسلوكيات المجموعات المسلحة، وأن فرصها أقل مما كانت عليه ما قبل 2011.
يذكر أن للمرأة الليبية دورا بارزا في الحياة السياسية والتشريعية إذ أنه في عام 2020، طالبت النساء الليبيات في ملتقى الحوار السياسي بتخصيص 30% في المناصب السياسية للنساء، علما أنه في عام 2012 بلغ عدد المرشحات أكثر من 600 امرأة في الانتخابات البرلمانية الأولى، وفزن بنسبة 16.5% من إجمالي عدد المقاعد، وشكلت الناخبات نسبة 45% من الناخبين المسجلين. (الأنباء الليبية)