بنغازي 15 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – تعد زيارة رئيس مجلس النواب الليبي «عقيلة صالح» والوفد المرافق له إلى تركيا بداية لمرحلة جديدة من العلاقات بين أنقرة والشرق الليبي بعد مرحلة خلافات عميقة بين الطرفين استمرت عدة أعوام بسبب الدعم التركي الكبير للأطراف السياسية في الغرب الليبي.
ويشار أن زيارة المستشار «صالح» إلى أنقرة وهي المرة الأولى التي يقوم بها منذ توليه منصبه عام 2014، والتي تضمنت لقائه الرئيس التركي أردوغان ورئيس البرلمان وهي تعد خطوة مهمة تكشف وجود رغبة مشتركة نحو مزيد من التقارب وطي صفحة خلافات سابقة.
وعكست التصريحات الصادرة عن مسؤولين وسياسيين أتراك ، رغبة قوية من أنقرة في الحرص على أن يكون لها دور فاعل فيما تشهده ليبيا من أحداث ، حيث أكد رئيس البرلمان التركي «نعمان قورتولموش» خلال استقباله رئيس مجلس النواب «عقيلة صالح» على عمق العلاقات التاريخية والثقافية والتعاون المشترك بين تركيا وليبيا ، والتي أشار فيها أن تركيا أن ترى الوحدة والتضامن والأخوة والاستقرار السياسي في ليبيا.
حكومة جديدة
وقال فتحي المريمي، مستشار رئيس مجلس النواب الليبي، بأن زيارة رئيس المجلس عقيلة صالح إلى تركيا في إطار جهود مجلس النواب للعبور بالبلاد نحو الاستقرار من خلال تشكيل حكومة موحدة وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في القريب العاجل.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لمجلس النواب الليبي أن صالح أكد للرئيس التركي على موقف مجلس النواب بشأن تشكيل حكومة جديدة مهمتها الإشراف على الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.
وقال الصالحين عبد النبي أحد أعضاء وفد مجلس النواب المرافق للمستشار «عقيلة صالح» أن الاجتماعات مع المسؤولين الأتراك كانت مهمة، وتم التأكيد فيها على ضرورة إجراء الانتخابات، وكذلك العمل على تشكيل حكومة واحدة.
وأضاف عبد النبي : لمسنا رغبة كبيرة من الجانب التركي في التعاون معنا، كما وعدت أنقرة بتقديم كل الدعم لتعود ليبيا إلى مكانتها الطبيعية.
وكان البرلمان التركي، وافق في نوفمبر الماضي على مذكرة رئاسية لتمديد مهمة الجيش التركي في ليبيا 24 شهرا إضافيا.
وذكر المحلل السياسي الليبي (إدريس احميد) أن تركيا تسعى لتعزيز تواجدها في ليبيا عن طريق تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية لذا تحاول كسب الشرق من خلال مجلس النواب، وبذلك تكون قد وثقت علاقتها مع كافة الأطراف السياسية الفاعلة في البلاد ، فيما يسعى مجلس النواب الليبي من خلال التشاور مع الجانب التركي إلى شرح وجهة نظره فيما يتعلق بالانتخابات وتشكيل حكومة جديدة.
دعم إنساني
يشار أن بعد وقوع كارثة السيول والفيضانات التي اجتاحت مدن ومناطق الشرق الليبي وانهيار سدَّين بمدينة درنة بشرق ليبيا في 10 سبتمبر الماضي، سارعت تركيا إلى تقديم الدعم والمساعدة لليبيا ، وأرسلت وزارة الدفاع التركية سفينتين حربيتين إلى ليبيا تحملان طاقماً من 360 فرداً، من بينهم أعضاء في هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية ، وجمعية البحث والإنقاذ ، ووزارة الصحّة، وخفر السواحل وإدارة الإطفاء. وأرسلت أيضاً نحو 122 مركبة، بينها سيّارات إسعاف ومركبات إنقاذ وتدخُّل، بالإضافة إلى ثلاثة مستشفيات ميدانية وأغذية وخيم ومستلزمات طبيّة.
كما زار السفير التركي لدى ليبيا «كنان يلماز» مدينة درنة والتقى أسامة حماد رئيس الحكومة الليبية، الذي أشاد بعمل فرق الإنقاذ التركيّة.
علاقات اقتصادية
ووفقا لخبراء اقتصاديين فإن العلاقات التركية الليبية ستكتسب زخماً وتسارعاً كبيرين مع تقدم العملية السياسية في ليبيا، وستتسع مجالات التعاون بين البلدين في إعادة بناء الدولة الليبية، وتشييد البنى التحتية، وزيادة التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري.
وتشهد الاستثمارات التركية في ليبيا ارتفاعاً ملحوظاً، بعد أن فتحت السلطات الليبية الباب أمام المستثمرين الأتراك وخاصة في قطاع المقاولات والإنشاءات، على إثر مذكرتي التفاهم الموقعتين بين الحكومتين الليبية والتركية في 27 نوفمبر 2019. (الأنباء الليبية)