طرابلس- 18 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – يرى محللين سياسيين دوليين أن مستقبل المفاوضات التي دعا لها المبعوث الأممي عبد الله باتيلي لإنهاء الخلافات السياسية في ليبيا مشكوكا فيه، بسبب مواقف الخمسة الكبار المدعوين على طاولة مفاوضات البعثة الأممية، والذين ترى في جلوسهم معا قد ينهي حالة الانقسام السياسي الحالية، وصولا إلى الانتخابات المقبلة، والتي تواجه ولادة متعثرة بسبب رفض بعض الأطراف للقوانين التي أنتجتها لجنة 6+6 المنبثقة عن مجلس النواب والدولة.
وخلال الأيام الماضية أصدر المدعوين لمبادرة باتيلي بيانات تعبر عن موقفهم من المشاركة، ليبقى كل طرف متمسك بموقفه، وسط تكهنات بفشل المفاوضات قبل أن تبدأ، بينما يرى محللون أن دعوة باتيلي للحوار هي عودة لنقطة الصفر من جديد.
بيان رباعي من طرابلس
وصدر اليوم الإثنين بيان رباعي مشترك عن، عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة، ومحمد تكالة، رئيس المجلس الأعلى للدولة، ونائبي رئيس المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي وموسى الكوني، بعد اجتماعهم في العاصمة طرابلس، والذي أكدوا فيه دعمهم لجهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، بشأن الاجتماعات المزمع انعقادها للأطراف الأساسية الخمسة.
وتضمن البيان الرباعي إن التعامل بإيجابية وجهوزية للاجتماعات التحضيرية يجب أن يكون دون أي شروط مُسبقة تغليبًا للمصلحة الوطنية العامة.
ودعا البيان إلى إيجاد حلول وطنية تنبع من إرادة محلية، بعيداً عن أي إملاءات خارجية تعقد في ظروف مريبة خارج الوطن وأن الحل يكمن في إيجاد قوانين انتخابية عادلة ونزيهة تعبر بالبلاد لمرحلة الاستقرار، وإنهاء المرحلة الانتقالية الحالية، والرحيل المتزامن لكل الأجسام الحالية”.
وطالب البيان الرباعي جميع الأطراف بالترفع عن أي حساسيات ذات بعد جهوي أو فئوي، وعدم الرضوخ لسطوة السلاح والاستبداد، أو التورط في صفقات مشبوهة لغرض تشتيت الجهود المحلية المدعومة بتوافق دولي.
ودعا البيان كافة الليبيين إلى الوقوف في مواجهة أي طرف محلي أو دولي، يحاول مصادرة حقهم في إجراء الانتخابات
بيان ثلاثي من القاهرة
وقبل صدور البيان الرباعي من طرابلس بساعات أصدر كلا من “القائد العام المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي” بيانا من العاصمة المصرية القاهرة، بعد مشاورات عقدت هناك أكدوا خلالها أهمية دعم جهود البعثة الأممية في البلاد، ودعم الحل الليبي – الليبي المتوازن لإجراء الانتخابات.
وأعلن أطراف البيان الثلاثي ترحيبهم بالمشاركة في جولة الحوار دون إقصاء لأي طرف شريطة مراعاة تحفظات ومطالب المجتمعين والأخذ بها وأهمية إيجاد أرضية مشتركة تضمن نجاح الحوار.
ويرى مجلس النواب أن حل الأزمة يجب أن يكون عبر تطبيق الاتفاق الذي خلصت إليه أعمال لجنة 6+6 التي شارك فيها النواب مع مجلس الدولة والتي انتهت إلى إعداد قوانين انتخابية توافقية أقرها مجلس النواب في وقت سابق، إلا أنه يشترط تشكيل حكومة جديدة تكون قادرة على إدارة ملف الانتخابات في البلاد، وهو ما يرفضه قوى سياسية في المنطقة الغربية، والتي زعمت أن القوانين التي أنتجتها اللجنة تحتاج إلى بعض التعديلات.
ويصر البرلمان على أن القوانين هي نتاج توافق بين مجلسي النواب والدولة، وأن تمريرها هو الحل الأفضل لأنه لا توجد جهة يمكنها التعديل على القوانين وفقا للتعديلات الدستورية التي سبقت تشكيل اللجنة.
ومن جهته قال المبعوث الأممي للدعم في ليبيا عبد الله باتيلي، إن التوسع العسكري في المنطقة الغربية في الفترة الأخيرة أدى إلى توتر أمني في عدد من المدن القريبة من معبر رأس اجدير، لافتا إلى أن الأطراف الخمسة التي دعاها للمشاركة في المائدة الحوارية قبلوا المشاركة في المفاوضات.
وأضاف باتيلي في إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين، إن القائد العام، المشير خليفة حفتر، مستعد للمشاركة في الحوار شرط مشاركة الحكومة الليبية، وهو الشرط نفسه الذي أبداه مجلس النواب، حيث رفض عقيلة صالح المشاركة بوجود حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، لافتا إلى أن صالح متمسك بتشكيل حكومة جديدة.
وأوضح أنه لا يهون من أهمية دور الأطراف الدولية والإقليمية، لإنجاز العملية الانتخابية في البلاد، لافتا إلى ليبيا تمتلك إطاراً قانونياً ودستورياً لإجراء الانتخابات.
وقال إن القوانين الانتخابية الرئاسية والبرلمانية مقبولة فنياً لإجراء الانتخابات، إلا أنه بعض الأطراف لديها تحفظات على بعض النصوص.
وخلال الفترة الماضية طرح المبعوث الأممي مبادرة لتجميع الأطراف الخمسة الفاعلة للتوافق على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب فرصة ممكنة. (الأنباء الليبية)