غزة 19 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – تطورات جديدة تشهدها مؤامرة التهجير القسري لأهالي غزة خارج أراضيهم من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وهو بحسب مراقبي الهدف الأساسي من الاعتداءات الوحشية والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي، وليس كما تزعم من أجل تفكيك المقاومة الفلسطينية خاصة حركة حماس.
وفي تطور لافت لهذه القضية التي أدانتها العديد من العواصم العربية والغربية، تدفع قوات الاحتلال الإسرائيلي سكان القطاع لترك منازلهم والنزوح نحو الحدود المصرية عن طريق ملاحقتهم بالقصف الجوي عبر الطيران، في الوقت الذي حذرت فيه منظمات دولية من خطورة هذه المخطط، مؤكدة أنه يفوق جميع عمليات التهجير التي تعرض لها الفلسطينيون منذ عام 1948.
منشورات تحذير
وألقت طائرات حربية إسرائيلية، أمس الاثنين، منشورات تتضمن تحذيرا لسكان غزة من خطورة البقاء في مناطق وسط وجنوب غزة خاصة خان يونس بذريعة تكثيف عملياتها العسكرية ضد المقاومة الفلسطينية، وطالبت أهالي القطاع بالنزوح بشكل جماعي إلى منطقة رفح الفلسطينية بشكل فوري.
وحذرت كل من مصر والأردن والرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن»، من محاولات تهجير سكان غزة، فيما استبعدت الولايات المتحدة وحكومة الاحتلال الإسرائيلي الفكرة على الرغم من أن ما يحدث على أرض الواقع عكس تصريحات المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين.
وكان «أبو مازن»، قد حذر من محاولات تهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ومن أي عمليات طرد للفلسطينيين من بيوتهم أو تهجيرهم من القدس أو الضفة الغربية، لافتًا إلى أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بالتهجير، وسيبقى صامدا على أرضه مهما كانت التحديات، مضيفا: لن نرحل وسنبقى في أرضنا .
التهجير القسرى
من جهته، قال الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية “واصل أبو يوسف” في تصريحات تليفزيونية، أن الاحتلال الإسرائيلي يمضى قدما في تنفيذ مخططاته بالتهجير القسري من شمال قطاع غزة إلى الجنوب في ظل الحماية الأمريكية والصمت الدولي، كما يواصل قتل الأطفال والنساء بمزاعم أن حربه تستهدف القضاء على حركة حماس وإطلاق سراح الأسرى.
في سياق متصل، حذر مسؤولون أمميون من مخططات التهجير القسري لسكان قطاع غزة بعد تكدس عدد كبير في مدينة رفح الحدودية مع مصر حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، تزايد الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر، وشدد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين “فيليبو غراندي” على عدم الترويج لعملية إجلاء السكان وعدم التشجيع عليها أو فرضها.
واتهم المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” “فيليب لازاريني” الاحتلال الإسرائيلي بتمهيد الطريق لطرد سكان قطاع غزة جماعياً إلى مصر عبر الحدود.
كما نشرت “أونروا” صورة لطفلة فلسطينية عمرها 5 أعوام قالت إنها تحلم باليوم الذي تعود فيه إلى منزلها. جاء ذلك في تدوينة نشرتها الوكالة عبر صفحتها الرسمية على موقع “إكس”، أشارت فيها إلى أن ما تعرض له سكان قطاع غزة منذ بدء الحرب، فيما يتعلق بتهجيرهم من منازلهم بالقوة، يفوق جميع عمليات التهجير التي تعرض لها الفلسطينيون منذ عام 1948.
وقالت الوكالة: إسرائيل استخدمت القوة في تهجير 1.9 مليون شخص من سكان غزة من منازلهم منذ بداية الحرب على القطاع.
حل الدولتين
في السياق ذاته، قالت وزيرة الخارجية الكندية “ميلاني جولي” إنها تعتقد أن حل الدولتين للصراع بين فلسطين وإسرائيل أصبح الآن أكثر إمكانية مما كان عليه قبل بدء الحرب على غزة قبل أكثر من شهرين.
وأضافت: أعتقد أن هذا الصراع صعب للغاية بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين وللعالم، لأننا شهدنا زيادة في التوتر، لذا فإن حالة المنطقة أصبحت محل اهتمام العديد من البلدان أكثر من أي وقت مضى.
ودعت الحكومة الكندية إلى حل الدولتين، وجددت هذا التوجه في بيان مشترك صدر مؤخراً مع أستراليا ونيوزيلندا، والذي يدعو أيضاً إلى “بذل الجهود من أجل وقف مستدام لإطلاق النار”.
مجلس الأمن
من جانب آخر، قال مصدر في مجلس الأمن الدولي أنه تم تحديد اليوم الثلاثاء موعدا للتصويت على مشروع قرار يطالب أطراف النزاع بالمساعدة في استخدام جميع الطرق لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأضاف المصدر: “من المقرر التصويت اليوم “.
كانت الإمارات قدمت في وقت سابق، مشروع قرار يتم تداوله ومناقشته خلف الكواليس وفقا لمصادر دبلوماسية. وتدعو المسودة إلى تسهيل لوجيستي لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وسبق أن فشل مجلس الأمن عدة مرات في إصدار قرارات بشأن وقف إطلاق النار بسبب الدعم المطلق من الولايات المتحدة لإسرائيل، ولم يصدر سوى قرار واحد يركز على الجانب الإنساني.
ولم يتمكن المجلس من اعتماد مشروع قرار قدمته الإمارات لوقف إطلاق النار لدواع إنسانية في غزة، بعد لجوء الولايات المتحدة إلى حق النقض (الفيتو) ضد المشروع الذي أيده 13 عضوا من الأعضاء الـ 15 مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت.
الصعيد الميداني
وعلى الصعيد الميداني، فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء، منزل عائلة الأسير أسامة بني فضل بلدة عقربا جنوب نابلس.
بينما قال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية إن مستشفى مستشفى كمال عدوان بشمال غزة والذي هاجمته القوات الإسرائيلية توقف عن العمل وأُجلي مرضاه ومن بينهم أطفال، مما يُعرّض الخدمات الصحية المنهارة في القطاع لمزيد من المخاطر.
وقالت السلطات في غزة، إن القوات الإسرائيلية استخدمت الأسبوع الماضي جرافة لتدمير محيط مستشفى كمال عدوان، مما أجبر النازحين على الخروج. وزعمت إسرائيل أن المستشفى كان يستخدمه عناصر حماس. (الأنباء الليبية – غزة) هــ ع