غزة 22 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) _ما بين تحذيرات دولية من تفاقم أزمة إنسانية قد تصل إلى حد الجوع، وصمت وعجز كبير لمجلس الأمن عن اتخاذ قرار حاسم يوقف مجازر الكيان الصهيوني، ومحاولات من أطراف عربية ودولية من أجل التوصل إلى هدنة جديدة، يمر أهالي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي بواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية على مستوى العالم.
حذر تقرير أممي من أن خطر المجاعة يهدد أهالي غزة، في ظل تفاقم الوضع السيء في القطاع. وقال التقرير الصادر عن منظمة (التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) المدعومة من الأمم المتحدة أن “تكثيف الأعمال العدائية، وزيادة انخفاض فرص الحصول على الغذاء والخدمات الأساسية والمساعدات المنقذة للحياة، والتركز الشديد أو عزل الناس في ملاجئ غير ملائمة أو مناطق تفتقر إلى الخدمات الأساسية هي عوامل رئيسية تساهم في زيادة هذا الخطر”.
وقالت المنظمة إن سوء التغذية الحاد والوفيات غير المرتبطة بالصدمات ربما لم تتجاوز عتبة المجاعة بعد، لكنها حذرت من أن “هذه عادة ما تكون نتائج الفجوات الطويلة والشديدة في استهلاك الغذاء”.
النسبة الأعلى
وأشار التقرير إلى أنه بحلول 7 فبراير القادم سيكون سكان قطاع غزة جميعهم (نحو 2,3 مليون شخص) عند مستوى جوع يلامس الأزمة أو ما هو أسوأ. وهي أعلى نسبة على الإطلاق من أشخاص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي مقارنة بأي منطقة أو بلد.
كما أشار التقرير إلى أن “واحدة على الأقل من كل أربع أسر”، أي أكثر من نصف مليون شخص، ستواجه ظروفا كارثية .
وتواصل وكالات الأمم المتحدة التحذير من الأزمة الإنسانية العميقة في قطاع غزة حيث يعاني نصف السكان جوعا شديدا أو حادا مع حرمان 90% منهم من الطعام لمدة يوم كامل.
وأدت هجمات جيش الاحتلال إلى دمار هائل في غزة حيث خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة ونزح 1,9 مليون شخص قسرا من منازلهم وقراهم ومدنهم، وفق الأمم المتحدة.
خروج المستشفيات
على صعيد متصل، أعلنت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، مساء أمس الخميس خروج جميع مستشفيات شمال غزة من الخدمة ، وإن المرضى “ينتظرون الموت”، مناشدة وقف إطلاق النار للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع المدمر.
وذكر الموقع الرسمى للأمم المتحدة أن هذا التقييم الخطير الأخير من منظمة الصحة العالمية جاء بعد أن وصلت فرق الأمم المتحدة إلى المستشفى الأهلى العربى ومستشفى الشفاء ، وسط تقارير عن تكثيف العمليات البرية التى يقوم بها جيش الاحتلال واستمرار الغارات الجوية فى قطاع غزة.
وقال (شون كيسى) منسق فرق الطوارئ الطبية بمنظمة الصحة العالمية، واصفا المشهد فى المستشفى الأهلى العربي، حيث كان الطاقم الطبى يكافح للتعامل مع “المرضى كانوا يصرخون من الألم، لكنهم كانوا أيضا يصرخون من أجل أن نعطيهم الماء”.وأضاف أنه “لا يوجد طعام ولا وقود ولا ماء”.
كان الأمين العام للأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش) صرح بأن “القتال العنيف ونقص الكهرباء ومحدودية الوقود وانقطاع الاتصالات” قد قيدت بشدة جهود الأمم المتحدة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة للناس فى القطاع. وشدد على أنه “يجب إعادة تهيئة الظروف التى تسمح بعمليات إنسانية واسعة النطاق على الفور”.
صمت دولي
وفي موقف متوقع يعكس العجز الدولي عن ردع الكيان الصهيوني، أرجأ مجلس الأمن الدولي مجددا، التصويت على مشروع قرار حول الوضع في غزة إلى اليوم الجمعة، بعد إرجاءات سابقة متكررة، وهذه هي المرة الرابعة التي يؤجل فيها مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار حول الوضع في قطاع غزة.
وجاء هذا التأجيل الجديد بعد إعلان الولايات المتحدة استعدادها لتأييد النسخة الأخيرة من مشروع القرار، والتي تدعو إلى اتخاذ “إجراءات عاجلة” لتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن من دون المطالبة بوقف فوري للقصف الوحشي من جانب قوات الاحتلال.
وقالت وكالة “وفا” الفلسطينية، بحسب مصادر دبلوماسية، من المقرر التصويت على مشروع القرار اليوم الجمعة الذي يدعو بنسخته الجديدة التي صيغت أمس الخميس، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”، إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة من شأنها أن تسمح على الفور بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، وكذلك تهيئة الظروف لوقف دائم لإطلاق النار.
من جهته ، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد لقائه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بالأردن : “في مواجهة الوضع الإنساني الطارئ في غزة، فإننا لا ندخر أي جهد مشترك للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن لتوفير الاحتياجات العاجلة للسكان المدنيين”.
وأضاف:”من أجل إيصال المساعدات الإنسانية، فإنني أعرب اليوم عن دعمي لإقامة منصة إنسانية لغزة في الأردن”.
وتابع:”نحشد كل قوانا أيضا لإعادة فتح أفق سياسي حول حل الدولتين. وهذا هو الشرط الأساسي لتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة .. ولتحقيق ذلك، ستكون جهود المجتمع الدولي حاسمة”. (الأنباء الليبية _ غزة) هــ ع