بنغازي 22 ديسمبر 2023 الأنباء الليبية -جدد اللقاء الذي عقدته وزيرة الإسكان والتجهيز التونسية “سارة زعفراني الزنزري”، مع ممثلين عن حكومة الوحدة الوطنية، في طرابلس، أمس الخميس الحديث مرة أخرى عن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، حيث تتطلع كثير من الشركات التونسية العودة إلى السوق الليبي، إلا أن معوقات كثيرة تقف في وجهها، في مقدمتها الديون المستحقة لهذه الشركات والتي لم تدفع منذ سنوات، بالإضافة إلى أن غياب الاستقرار السياسي يجعل كثير من الشركات تخشى الانخراط في السوق الليبية.
-ديون الشركات التونسية
خلال الاجتماع الذي عقد على هامش الدورة (40) لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، والمنتدى الوزاري العربي الخامس للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة، بطرابلس طالبت الوزيرة بمعالجة الديون المستحقة لصالح شركات بلادها العاملة في ليبيا، كما ناقشت الوضع الفني والمالي للشركات العاملة بمشاريع الطريق الساحلي، مؤكدة أن شركات بلادها تتطلع لزيادة التعاون مع الجانب الليبي.
وتحرص الشركات الليبية على المشاركة في ملف إعادة الإعمار، ففي المؤتمر الذي عقد الشهر الماضي في مدينة درنة، حضره (110) تونسيا ممثلا لـ (36) شركة تونسية.
الأمر نفسه كان حاضرا في مؤتمرات إعادة الإعمار، التي احتضنتها المنطقة الغربية، حيث شاركت الشركات التونسية بقوة في المؤتمر الذي انعقد العام الماضي في مصراتة، إلا أن ملف الديون يعد هو المعرقل الأكبر.
ووفقا لتصريحات سابقة لرئيس حكومة الوحدة، يبلغ عدد الشركات التونسية العامة في مجال المقاولات في ليبيا (56) شركة تونسية، تعمل في بناء الطرق والجسور والمدارس والبنية التحتية”.
ولا تقتصر الديون على حد الشركات التونسية التي تعمل في مشروعات ليبية، بل تمتد كذلك للمستشفيات التونسية التي تعالج الليبيين والذين بلغ مستحقاتهم (270) مليون دينار، إلا أن الحكومات الليبية دأبت على تقديم وعود بإنهاء الملف إلا أنه لم ينتهي حتى الآن، وهو ما جعل كثير من المستشفيات تهدد بطرد المرضى الذين يخضعون للعلاج فيها.
وفي وقت سابق تعهد “الدبيبة” خلال زيارته لتونس العام الماضي، بسداد (250) مليون دولار ديونا مستحقة “لتونس” قبل نهاية العام نفسه، وهي متعلقة بديون علاجية لمرضى ليبيين ومستحقات الكهرباء.
-تجارة نامية مهددة
على المستوى التجاري ارتفع حجم التبادل التجاري بين (ليبيا وتونس) خلال العام الماضي، إلى (3) مليارات دينار بزيادة قدرها (50 %) مقارنة بعام 2021، وهو ما يراه خبراء بادرة أمل لزيادة التعاون بين البلدين، إلا أن التوترات السياسية بالمناطق الحدودية تؤثر على هذا القطاع الحيوي.
ومؤخرا شهدت المناطق القريبة من معبر “رأس جدير” الحيوي توترات بعدما اتهم «المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا» “الدبيبة”، بجمع التشكيلات المسلحة بهدف الهجوم على المعبر الحدودي مع “تونس”. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.