بنغازي 22 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) -تشهد مناطق شمال دولة مالي (غرب إفريقيا)، حالة من الاضطرابات الواسعة جراء المواجهات المسلحة بين القوات المسلحة المالية، ومجموعات تحالف “الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية” في “أزواد” والذي يضم مجموعات مسلحة تتشكل من العرب والطوارق المنتشرون في هذه المنطقة، حيث فرضت المجموعات المسلحة حصارا على بعض المناطق بالتزامن مع تعيين السلطات لحاكم جديد لمدينة “كيدال” الاستراتيجية التي استعادها الجيش مؤخرا من المسلحين.
-حصار شامل حتى حدود الجزائر
ذكرت تقارير إعلامية، أن تحالف الإطار الاستراتيجي فرضا حصارا شاملا على كامل المحاور الممتدة من الحدود الجزائرية إلى مدن (ميناكا وكيدال وغاو وتمبكتو وتودني)، وهي مدن استراتيجية هامة في شمال البلاد، إلا أنها تشهد اضطرابات مسلحة منذ سنوات، وذكر بيان صادر عن التحالف أمس الخميس، إن الحصار المفروض من قبله، سيشمل كافة الطرق، وبموجبه سيتم منع مرور المنتجات والسلع ووسائل النقل.
-حاكم جديد لـ “كيدال “
أعلنت السلطات المالية في 14 من ديسمبر الجاري، تعيين الجنرال الحاج “آغ غامو”، حاكما لعاصمة إقليم “كيدال”، وهو القرار الذي ربما تسبب في تسريع تحركات التحالف الاستراتيجي، خصوصا أن “بامكو” أرسلت قبل ذلك بأيام كتيبة “المجموعة التكتيكية المشتركة” التابعة للقوات المسلحة إلى “كيدال” من أجل استعادة الأمن والمحافظة على الهدوء بها.
ويعتبر الحاكم الجديد “غامو”، الذي تعينه الحكومة منذ عام 2012، وتراهن عليه في استعادة الأمن والاستقرار بالمناطق الشمالية، من العسكريين الماليين الذين ينحدرون من قبائل المنطقة، وتربطه علاقات كبيرة مع القادة الاجتماعيين لبعض القبائل والتجمعات السكانية، كما أنه يمتلك خبرات كبيرة في إدارة الصراعات.
-صراع مسلح
اندلعت المعارك بين الجيش المالي والمجموعات المسلحة في “كيدال” تزامنا مع الخروج النهائي لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام (مينوسما) من البلاد.
وفقدت المجموعات المسلحة عدد من المناطق خلال الأسابيع الأخيرة، بعد أن شن الجيش المالي هجوما كبيرا بلغ ذروته في منتصف شهر نوفمبر الماضي، وهو ما أسفر عن السيطرة على “كيدال” التي تعد أحد أهم المراكز الاستراتيجية للمجموعات المسلحة منذ سنوات.
وحقق العسكريون الماليون الذين استولوا على الحكم في البلاد منذ 2020، رفضا لتقاعس السلطات عن مواجهة المجموعات المسلحة نجاحا لافتا في مواجهة الجماعات المسلحة، وكذلك مواجهة النفوذ الأجنبي في البلاد وهو ما لقى تأييد شعبيا كبيرا في المدن الكبرى، إلا أن المسلحين المتمركزين في مناطق متطرفة خصوصا في الشمال لم يلقوا أسلحتهم، بل أعلنوا استكمال المسيرة ضد القوات النظامية.
وسمح التفوق الجوي للجيش المالي بتحقيق انتصارات كبيرة على المجموعات المسلحة وهو ما أجبر الكثير منها للفرار نحو الصحراء، وتعهد تحالف “الإطار الاستراتيجي الدائم” الاستمرار في “الكفاح” إلا أنه أعلن انسحابه من بعض المناطق لأسباب استراتيجية. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.