بنغازي 23 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – شهدت العلاقات الجزائرية المالية حالة من التوترات الدبلوماسية في الفترة الأخيرة بسبب اتهام “باماكو” “الجزائر” بدعم المجموعات المسلحة المنتشرة في شمال البلاد، بينما ترد الجزائر بأنها تسعى لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وتطالب السلطات المالية بالجلوس لطاولة المفاوضات لإنهاء الأزمة السياسية بين البلدين.
انفصاليو مالي
وتشهد المناطق الشمالية لدولة مالي والقريبة من الحدود الجزائرية، اضطرابات بسبب انتشار مجموعات مسلحة تسمى نفسها: تحالف الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية “.
ويخوض التحالف مواجهات مسلحة مع القوات المسلحة المالية منذ إعلان التحالف من طرف واحد الانفصال بإقليم الشمال المالي وإعلان دولة ” أزودا”، وهو ما رفضته السلطات المالية وخاضت ضده حرب إخضاع شهدت تقدما ملحوظاً في الفترة الأخيرة.
استدعاء السفراء
وخلال الساعات الماضية أعلنت وزارة خارجية مالي في بيان لها، استدعاء سفيرها لدى الجزائر للتشاور عملاً بـ “مبدأ المعاملة بالمثل”.
وقبل الاستدعاء الرسمي للسفير، استدعت “باماكو” كبير الدبلوماسيين الجزائريين لديها للاحتجاج على استقبال السلطات الجزائرية، لشخصيات محسوبة على المعارضة المالية.
وردت الجزائر بحركة ممثلة حيث استدعت كبير الدبلوماسيين الماليين لديها للاستفسار عن التحركات الأخيرة. وتصاعدت الخلافات بين البلدين على خلفية استقبال الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون” الإمام “محمود ديكو” وهو شخصية دينية وسياسية مالية بارزة محسوبة على المعارضة المالية، وهو ما اعتبرته مالي تدخلاً في الشؤون الداخلية لها.
وكان “ديكو” من القلائل الذين أعلنوا معارضتهم للمجلس العسكري الحاكم في البلاد منذ أغسطس 2020م.
وساطة جزائرية قديمة
وسبق أن توسطت الجزائر بين الطرفين الماليين ونجحت في عقد اتفاق سلام بينهما، وقع في الجزائر عام 2015م بين الحكومة المالية وجماعات مسلحة. لكن الاتفاق أصبح مهدداً بعدما استأنفت الجماعات المسلحة عملياتها العسكرية ضد الجيش المالي في شمال البلاد بعد ثمانية أعوام من الهدوء، وردت القوات المسلحة المالية بعملية عسكرية موسعة استعادت خلالها مناطق استراتيجية بالإقليم الشمالي.
وترفض السلطات المالية استقبال الجزائر لشخصيات محسوبة على المعارضة، حيث وصف مكتب الإعلام والصحافة المالي الدور الجزائري بأفعال تشكل تدخلاً في الشؤون الداخلية لمالي. وحث المكتب الجزائر على” إعطاء الأولوية للحوار مع سلطات مالي “.
ورداً على ذلك، طالبت الجزائر السلطات في مالي، بالانضمام إلى الجهود التي تبذلها الجزائر حالياً لإعطاء الاتفاق زخماً جديدا، حسب بيان وزارة الخارجية الجزائرية.
ودافعت الجزائر عن اللقاءات التي تمت مع قادة المعارضة، موضحة أنها “تتناسب تماماً” مع جهودها لدعم الاتفاق والمساعدة في إحلال السلام بمالي. (الأنباء الليبية – بنغازي) هــ ع