غزة 24 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – تشهد تصريحات الرئيس الأمريكي “جو بايدن” تناقضاً كبيراً إذ إن بعضها تتضمن إدانة للكيان الصهيوني لرفضه وقف مجازره في غزة، لكنه سرعان ما يتراجع عنها ما يكشف الانحياز الفاضح للإدارة الأمريكية للاحتلال، وهو ما ظهر في الساعات الأخيرة إذ في الوقت الذي طالب فيه “بايدن” بضرورة حماية المدنيين في غزة، وتأمين الإفراج عن جميع الرهائن، نفى مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بحكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو” بوقف إطلاق النار.
وقال البيت الأبيض، في بيان اليوم الأحد إن الرئيس الأمريكي ناقش خلال اتصال هاتفي مع “نتنياهو” الحملة العسكرية على غزة وأهدافها ومراحلها.
وأضاف بايدن: “أجريت محادثة طويلة مع نتنياهو اليوم وهي محادثة خاصة”. ورداً على أحد أسئلة الصحفيين قال: “لم أطلب وقف إطلاق النار”،
وقال البيت الأبيض إن “بايدن” أكد على الضرورة القصوى لحماية السكان المدنيين بما في ذلك من يدعمون عملية الإغاثة الإنسانية، وأهمية السماح للمدنيين بالتحرك بأمان بعيد عن مناطق القتال الدائر”.
وتابع البيان “ناقش بايدن مع نتنياهو أهمية تأمين إطلاق سراح جميع الرهائن الباقين”.
يأتي هذا بينما ارتفع عدد الشهداء في غزة جراء عدوان الكيان الصهيوني إلى 20057 شهيداً، بينهم 8 آلاف طفل، وبلغ عدد المصابين 53320 منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر الماضي، وفقاً لإحصائية أخيرة لفرع وزارة الصحة الفلسطينية في غزة. وحسب الإحصاءات الفلسطينية، لا يزال هناك 6700 مفقود تحت الأنقاض، فضلاً عن تدمير 70 % من الوحدات السكنية في غزة.
قرار المساعدات
كان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، طالب الجمعة الماضي، الأمين العام إلى تعيين منسق خاص للمساعدات لمساعدة الفلسطينيين في غزة، وإنشاء آلية لتسريع تسليم المساعدات بالتشاور مع جميع الأطراف المعنية. لكن لم ينص القرار على “وقف إطلاق النار”.
وتدخل المساعدات لقطاع غزة بكميات محدودة لا تقارن بالحاجات الكبيرة لسكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة نزحت غالبيتهم العظمى في ظل الحرب والدمار.
ومع استمرار الحرب دون توقف، يبقى من غير الواضح متى سيتم تعيين المنسق الخاص للمساعدات لغزة ومدى نجاح جهود هذا المسؤول. وقالت منظمات الإغاثة، إنه دون وقف كامل لإطلاق النار، سيكون من المستحيل تقريبا توزيع ما يكفي من المساعدات في غزة.
وفي ظل الوضع الإنساني الكارثي في غزة، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية “عيدروس أدهانوم غيبرييسوس” أن “الطلب الأكثر إلحاحاً هو وقف فوري لإطلاق النار”.
وأشار إلى أن مئات الآلاف من الفلسطينيين يعيشون في مخيمات مؤقتة، وتهددهم إلى حد كبير “الجوع والمجاعة وانتشار الأمراض”.
بدوره، قال مدير وكالة الأونروا في غزة، “توماس وايت”: “لا يوجد مكان آمن، نذهب إليه، الناس في غزة بشر وليسوا أحجاراً على رقعة شطرنج”.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني “نيبال فرسخ”، أن الاحتلال يفرض العديد من القيود على دخول المساعدات إلى قطاع غزة. معربة عن أملها بتفعيل قرار مجلس الأمن السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع عبر جميع المعابر، لا سيما أن كل ما دخل القطاع منذ العدوان لا يلبى 10 % من الاحتياجات على الأرض لسكان قطاع غزة بعد أن أصبح 90 % منهم نازحون.
وأضافت: أن سلطات الاحتلال تفرض قيودا على إدخال المساعدات وتحدد أعداد الشاحنات، مشددة على أن القطاع بحاجة إلى 500 شاحنة يوميا على الأقل ولكن سلطات الاحتلال تمنع ذلك حيث تستخدم المساعدات الإنسانية كوسيلة للعقاب الجماعي للفلسطينيين.
ضغوط عربية
وتتواصل الضغوط العربية لوقف إطلاق قوات الاحتلال النار على الفلطسطنيين في غزة إذ طالب العراق، المجتمع الدولي بالعمل على إيقاف الحرب في غزة والإسراع في تقديم المساعدات العاجلة للفلسطينيين الذين يعيشون في ظل ظروف إنسانية صعبة مع حلول فصل الشتاء، داعية إلى مقاطعة الكيان الصهيوني ومحاصرته والعمل على تجريمه وفضح ممارساته الوحشية أمام كل المحافل الدولية.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في المؤتمر السياسي التشاوري حول فلسطين في العاصمة الإيرانية طهران، وألقاها نيابة عنه وزير النقل العراقي رزاق محيبس السعداوي.
وأوردت وكالة الأنباء العراقية (واع) أن الكلمة تضمنت تأكيد العراق أن ما يحصل في غزة لا يتحمل الاكتفاء بعبارات الإدانة، إذ إن مشاهد القتل والمجازر بحق أهل غزة هي جرائم تطهير عرقي، مشيرة إلى أن الأمانة العامة للأمم المتحدة تسعى للفت انتباه مجلس الأمن إلى أن الوضع في غزة بدأ يتحول إلى كارثة، مشددة على أن الكيان الغاصب تحميه القوى الكبرى التي تخلت عن مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية.
وأكد العراق أن الدول التي طالما رفعت شعارات حقوق الإنسان تستكثر اليوم على أهل غزة الدفاع عن أنفسهم وتبرئ القاتل الحقيقي وتجرم الضحية.
كما رحب اليمن بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدا أن القرار يعد خطوة مهمة للتخفيف من الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع.
وأكدت وزارة الخارجية اليمنية مجددا، أن السبيل الوحيد لإنهاء هذه الكارثة وضمان عدم تكرارها، هو الوقف الفوري لإطلاق النار، والعمل الجاد على تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ورحبت منظمة التعاون الإسلامي، بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2720، الذي يدعو إلى اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني بشكل موسع وآمن ودون عوائق ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال القتالية، معتبرة القرار خطوة مهمة تستوجب التنفيذ فوراً.
ودعت المنظمة، المجتمع الدولي وخصوصًا مجلس الأمن الدولي، إلى إلزام الاحتلال بالامتثال الفوري والكامل لبنود هذا القرار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين والعاملين في المجال الإعلامي والطبي والإنساني، ورفض مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني.
وعلى الصعيد الميداني، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مدينة طولكرم ترافقها جرافتان عسكريتان من محور المدينة الغربي.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” اليوم الأحد إن القوات جابت منطقة دوار العليمي، والمحاكم، ودوار شويكة، وشارع السكة، باتجاه شارع نابلس بمحاذاة مخيمي طولكرم ونور شمس شرق المدينة. (الأنباء الليبية – غزة) هــ ع