الخرطوم 25 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية)- وسط “وساطات” عربية وأفريقية لوقف الحرب في السودان بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حذر مراقبون من خطورة تقسيم البلاد في حال اتساع هوة النزاع.
وكشفت هيئة (إيغاد) الإفريقية عن مشاورات لترتيب لقاء بين رئيس مجلس السيادة السوداني “عبد الفتاح البرهان” وقائد قوات الدعم السريع “محمد حمدان دقلو” “حميدتي”.
وكان البرهان أعلن في خطابه في قاعدة عسكرية بولاية البحر الأحمر، موافقته على الذهاب إلى التفاوض مع الدعم السريع، مشدداً على رفضه أي اتفاق سلام فيه مهانة للقوات المسلحة والشعب السوداني.
تجدد المعارك
يأتي هذا فيما تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صباح أمس الأحد، في ولاية سنار جنوب شرق البلاد. وأشار شهود إلى أن الطائرات الحربية التابعة للجيش شنت غارات على تحركات لقوات الدعم السريع في مناطق سكر سنار.
وفي الخرطوم تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع القصف المدفعي في عدد من المواقع في الخرطوم وبحري.
بينما أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم إزاء انتشار العنف وتدهور الوضع الإنساني في السودان، وأدانوا بشدة الهجمات ضد المدنيين، وتوسيع نطاق القتال في المناطق التي تستضيف أعداداً كبيرة من النازحين واللاجئين وطالبي اللجوء، خاصة في ولاية الجزيرة، حيث فر أكثر من 250 ألف شخص من مدينة ود مدني.
كما أعرب أعضاء المجلس، في بيان، عن قلق خاص إزاء التقارير المستمرة عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي، واستمرار انتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان. وحثوا جميع الأطراف على ممارسة ضبط النفس وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، خاصة القانون الإنساني الدولي.
ودعا أعضاء المجلس إلى زيادة المساعدات الإنسانية للسودان والدول المجاورة، كما دعوا جميع أطراف النزاع إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوفاء بالالتزامات التي قطعتها في جدة، والسعي إلى حل تفاوضي للصراع.
ومنذ اندلاع القتال في 15 أبريل الماضي بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، تحولت مدينة “ود مدني” الواقعة على بعد 180 كيلومترا جنوب الخرطوم، إلى ملاذ لآلاف النازحين من مناطق أخرى لكن مجلس الأمن قال إن القتال وصل إلى هناك أيضا، ما دفع بالنازحين إلى الفرار مرة أخرى.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك” إنه “بحسب المنظمة الدولية للهجرة، فر ما يصل إلى 300 ألف شخص من ود مدني بولاية الجزيرة في موجة نزوح جديدة على نطاق واسع”.
شبح التقسيم
وحذرت دراسة حديثة من شبح الفوضى والتقسيم في السودان، مؤكدة أن ما وصفتها ب “الحرب العبثية” تشكل مأساة بالغة للشعب السوداني. فقد أجبر ما يقدر بنحو 6.7 ملايين شخص على الفرار من منازلهم. ووفقاً لوكالات الإغاثة، فإن هذه هي “أكبر أزمة نزوحا على مستوى العالم”.
وقالت الدراسة التي أعدها “حمدي عبد الرحمن” أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة: التحول في دفة الصراع وبناء تحالفات جديدة للطرفين يزيد من المخاوف من وجود دولة منقسمة، خاصة وأن أيا من الطرفين لا يبدو مستعداً لتقديم تنازلات على طاولة المفاوضات ولم يحرز أي منهما تقدما حاسما على الأرض، مع استثناءات قليلة. ونتيجة لجولات المفاوضات العديدة التي اتسمت بالعقم، لم يكن من الممكن التوصل إلا إلى وقف مؤقت للأعمال العدائية، والتي سرعان ما استؤنفت بمجرد انتهاء الهدنة. ولم تؤد جولات المفاوضات في جدة بمشاركة الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أو في جيبوتي تحت منبر (الإيغاد) إلى أي انفراجه.
وأضافت الدراسة: يثير فشل الوساطات الدولية العديدة مخاوف من أن يؤدي استمرار هذا الوضع لفترة طويلة إلى تقسيم السودان، كما تؤدي الموجة المتزايدة من تسليح المدنيين إلى تفاقم الانقسامات الاجتماعية.
كارثة إنسانية
قال وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري “أيمن محسب” إن تفاقم الأزمة في السودان وتصاعد أعمال العنف ينذر بكارثة إنسانية يدفع ثمنها الشعب السوداني الذي يواجه الجوع والتشريد والموت.
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي، حذر في أحدث تقرير له، من حدوث مجاعة وشيكة تهدد (18) مليون سوداني بحلول موسم الجفاف العام المقبل، بالإضافة إلى تفشي الأمراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى الضنك.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف أن (19) مليوناً من أطفال السودان في مختلف المراحل الدراسية أصبحوا خارج أسوار المدارس، وأن البلد على وشك أن يصبح موطناً لأسوأ أزمة تعليمية في العالم. (الأنباء الليبية – الخرطوم) هــ ع