غزة 25 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – تتواصل المظاهرات الغاضبة في العديد من دول العالم ضد استمرار مجازر الكيان الصهيوني ضد أهالي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، وندد المتظاهرون بوحشية الاحتلال، مطالبين بضرورة إنقاذ أهالي غزة الذين يمرون بواحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية.
في كندا، تظاهر العديد من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في الشوارع أمس الأحد، للتنديد بجرائم الاحتلال المستمرة في قطاع غزة. وفي العاصمة أوتاوا، طالب المتظاهرين بالوقف الدائم لإطلاق النار ووقف كندا عن بيع الأسلحة لجيش الاحتلال.
وفي تورونتو تواصلت التظاهرات بالمدينة الأكبر في كندا وعاصمة مقاطعة أونتاريو الرئيسية، وحثت سلطات إنفاذ القانون المتظاهرين قبل المظاهرات على اتباع القانون.
كما نظمت تظاهرات على نطاق أصغر في مسيساجا وميلتون ومدن كندية أخرى لدعم فلسطين، والتنديد بمجازر الكيان الصهيوني اليومية.
جاء ذلك بعد مظاهرات كبيرة شارك فيها الآلاف من الأوروبيين والعرب في أغلب المدن الأوروبية تندد بالاحتلال وتطالب بدعم أهالي غزة.
في العاصمة الألمانية برلين، شارك الآلاف في مسيرة حاشدة طالبت بوقف العدوان الصهيوني على غزة وإنهاء الدعم الحكومي الألماني للاحتلال، في حين شهدت مدن ألمانية مظاهرات مماثلة أبرزها ميونيخ، للمطالبة بوقف الجرائم في غزة وما وصفوه بالإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
كما خرجت مظاهرات أخرى في مدن فرانكفورت ودوسلدورف وشتوتجارت ومونستر في ألمانيا شارك فيها آلاف المتظاهرين المطالبين بوقف العدوان على غزة.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، طالب عدد من الناشطين الداعمين لفلسطين بوقف الحرب على القطاع، ووقف ما سموه التواطؤ الفرنسي الصهيوني تجاه “الإبادة الجماعية” في غزة.
وفي إيطاليا، تظاهر مجموعة من النشطاء المؤيدين لفلسطين، أمام قصر لوجيا الإيطالي للتعبير عن تضامنهم مع فلسطين ضد الاحتلال في قطاع غزة، مرددين شعارات مثل “فلسطين الحرة”، و “إسرائيل دولة إرهابية”.
وأشارت صحيفة “بريشيا” الإيطالية، إلى أن جمعية الصداقة الإيطالية الفلسطينية والمنظمات الأخرى قامت بتنظيم هذه المظاهرات في مدينة بريشيا من أجل إظهار الدعم للفلسطينيين الذين يتعرضون للمزيد من المجازر والهجمات.
وفي مدينة مانشستر البريطانية خرج الآلاف في مسيرة داعمة لفلسطين، ومطالبة بوقف إطلاق النار على القطاع، كما خرجت مظاهرات في الدانمارك، دعما للشعب الفلسطيني وتنديدا بمجازر الاحتلال.
مجازر جديدة
وتزامن ذلك، مع ارتكاب الاحتلال مزيد من المجازر إذ أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن طائرات الكيان الصهيوني نفذت مساء أمس الأحد أكثر من 50 غارة متتالية بينها مجموعة من الأحزمة النارية العنيفة بين مخيمات النصيرات والبريج والمغازي.
وحذر المكتب الإعلامي، في بيان، من ارتكاب جيش الاحتلال لمجازر جديدة بحق المدنيين والأطفال والنساء لا سيما أن هذه المخيمات مكتظة بالسكان وبيوت المواطنين متلاصقة.
من جانبها، أعلنت الصحة في غزة، أن الاحتلال يقصف الطرق الرئيسية بين مخيمات المنطقة الوسطى لمنع وصول سيارات الإسعاف والدفاع المدني.
واستشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين غالبيتهم من الأطفال والنساء، في مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، إثر استهدافها العديد من المنازل في مخيم المغازي، وسط قطاع غزة.
وأكدت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى وصول 70 شهيدا، بينهم من وصل أشلاء، جراء القصف المدفعي والغارات التي طالت العديد من المنازل في مخيم المغازي، مضيفة أن عددا من المصابين وصلوا كذلك، إلى المستشفى، بينهم حالات خطرة جداً.
كما استشهد 18 فلسطينياً وأصيب العشرات بجروح، ليلة أمس، بعد قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي الحربي لمنزلين في خان يونس جنوب قطاع غزة.
حرب إبادة
على صعيد متصل، حذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، مساء الأحد، من محاولات إسرائيل السيطرة على الآليات التنفيذية للقرار 2720 لإطالة حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني وتهجيره.
وأدانت الوزارة بأشد العبارات، في بيان صحفي، حرب الإبادة الجماعية التي تواصل دولة الاحتلال شنها على قطاع غزة والتصعيد في ارتكاب المزيد من المجازر الجماعية والإبادة للمدنيين في عموم القطاع وفي شماله بشكل خاص، في محاولة لتصفية ما تبقى من وجود المدنيين الفلسطينيين في تلك المناطق وإحكام سيطرة الاحتلال عليها، بعد أن أحدث فيها دمار شامل وسواها بالأرض وارتكب فيها أبشع الجرائم التي تتكشف يوما بعد يوم، ليتحكم بمصير شمال قطاع غزة وحياة من بقي فيه حي من المدنيين.
كما أدانت الوزارة بشدة انتهاكات وجرائم قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين المسلحين بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، بما في ذلك استباحة المخيمات والبلدات والمدن الفلسطينية كما حدث مؤخراً في مخيم نور شمس بطولكرم، الذي خلف اقتحامه تدمير خط المياه المغذي له، وتجريف واسع النطاق للشارع الرئيس والبنية التحتية، وتدمير عدد من المركبات، وكذلك إقدام المستوطنين على تجريف أراضي المواطنين الفلسطينيين واقتلاع أشجار زيتون كما حدث في بلدة دير استيا بمحافظة سلفيت، وجرائم التطهير العرقي والتهجير القسري التي تتعرض لها التجمعات البدوية الفلسطينية في عموم المناطق المصنفة (ج) خاصة في مسافر يطا والأغوار، التي تتم بشراكة مكشوفة بين قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين الإرهابية.
اليمين المتطرف
وحملت الوزارة حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج حرب الإبادة وتداعياتها على أمن واستقرار المنطقة وعلى ثقافة السلام، مضيفة أن نتنياهو يتبنى وينفذ نظرية الوزير المتطرف “سموتريتش” وخياراته المشؤومة التي يعرضها على المواطنين الفلسطينيين، إما الاستسلام والتعايش مع الاحتلال أو القتل أو التهجير، ضاربا بعرض الحائط قرارات الشرعية الدولية، والمناشدات والمطالبات الدولية لحماية المدنيين ووقف العدوان، بل ويمعن أركان حرب الاحتلال في تصعيد وتعميق الكارثة الإنسانية التي فرضت على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، خاصة النساء والأطفال، ويمعنون أيضا في خلق البيئة المناسبة لتطبيق نموذج الدمار في غزة على الضفة الغربية المحتلة وتهجير سكانها، إشباعاً لرغبات وثقافة اليمين المتطرف في إسرائيل، وتحقيقاً لخارطة مصالحهم الاستعمارية العنصرية في فصل الضفة عن القطاع وضمها لدولة الاحتلال من جانب واحد وبالقوة.
تفريغ القطاع
وقالت الوزارة “إنه بات واضحاً أن إسرائيل تسابق الزمن في تصعيد حربها ومجازرها في قطاع غزة، وتحاول فرض آليات تكرس احتلالها لشمال القطاع بعد تفريغه بالكامل من سكانه وتتحكم في أية آليات دولية مقترحة لإيصال المساعدات الإغاثية الإنسانية، علما أن آلة القتل والدمار الإسرائيلية تواصل نشر الموت والخراب والنزوح والقتل بالتجويع والتعطيش والحرمان من الأدوية والعلاجات والوقود، خاصة في ظل فصل الشتاء والبرد القارس، في وسط وجنوب القطاع، في دليل متجدد ويومي أن إسرائيل اختارت طريق إبادة سكان قطاع غزة وتهجير من تبقى منهم، لتحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة للعدوان”.
يشار إلى أن مجلس الأمن وبتأييد 13 عضواً وامتناع الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت، اعتمد القرار رقم 2720 الذي يدعو إلى “اتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسع وآمن ودون عوائق ولتهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام للأعمال القتالية”. (الأنباء الليبية – غزة) هــ ع