بنغازي 25 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – لم تلقَ دعوة الولايات المتحدة الأمريكية بتشكيل تحالف بحري لحماية الملاحة والسفن التجارية في البحر الأحمر رداً على هجوم جماعة الحوثي اليمنية على السفن في مضيق باب المندب، قبولاً لدى الدول العربية التي رفضت الانضمام لهذا التحالف باستثناء البحرين التي انضمت إلى “كندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وأسبانيا وسيشيل والمملكة المتحدة” قبل أن تتراجع أسبانيا وتعلن نفي انضمامها.
يواجه تحالف “حارس الازدهار” الذي تقوده الولايات المتحدة تحديات كبيرة خاصة بعد رد المسؤول الحوثي “محمد البخيتي” على تشكيل هذا التحالف قائلاً: “حتى لو نجحت أمريكا في حشد العالم كله فإن عملياتنا العسكرية لن تتوقف إلا بتوقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود لسكانها المحاصرين مهما كلفنا ذلك من تضحيات”.
وما يزيل الكثير من الغموض حول أسباب انضمام البحرين تحديداً رغم المقاطعة العربية إلى هذا التحالف، هو أن البحرين هي مقر الأسطول الأمريكي الخامس الذي يرتكز نشاطه في المنطقة الممتدة من البحر الأحمر إلى الخليج العربي، مروراً بالمحيط الهندي وبحر العرب.
موقف مصر
وعن أسباب غياب مصر عن هذا التحالف على الرغم من أنها من الدول المتضررة من هجمات الحوثي التي قللت عدد السفن العابرة عبر قناة السويس، قال الخبير الاستراتيجي المصر “سمير فرج”: مصر لا تدخل في أي حلف منذ عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر.
وأكد أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفض الدخول في الحلف، لأن هذا معناه أن معدات وآليات الحلف يمكنها دخول مصر في أي وقت مثلما يحدث في حلف الناتو.
وأشار إلى أن 40 % من تجارة العالم تمر من مضيق باب المندب وبعدها قناة السويس، وأن بعض شركات الملاحة قررت اتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح بسبب هجمات الحوثيين على السفن، وهو ما يرفع التكلفة.
يذكر أن قناة السويس، تمثل المصدر الرابع للدخل في مصر بالعملة الصعبة (أكثر من 9 مليارات دولار سنويا) بعد الصادرات، وتحويلات العاملين في الخارج، والسياحة، وإعلان كبرى شركات الشحن العالمية تحويل مسارات سفنها عبر رأس الرجاء الصالح سيصيب الدخل المصري بخسائر كبيرة.
كان الفريق مهاب مميش مستشار الرئيس المصري للمواني طالب بضرورة توفير قوة تأمين مصرية تتمركز بمحاذاة إحدى الدول في البحر الأحمر.
السعودية والإمارات
مراقبون فسروا رفض السعودية والإمارات اللتين خاضتا حربا ضد جماعة الحوثي الانضمام إلى تحالف “حارس الازدهار” لظروف تشكيله حيث إن من أهدافه حماية سفن الكيان الصهيوني في الوقت الذي يرتكب فيه الأخير مجازر في قطاع غزة، خاصة أن الحوثيين أعلنوا أنهم لا يستهدفون الملاحة الدولية في المنطقة باستثناء السفن التجارية المتجهة لموانئ الاحتلال.
يشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” وجهت انتقادات لاذعة للسعودية وللتحالف العربي بشأن حرب اليمن، وأوقفت دعمها لها، وعلقت بيع أسلحة وذخائر لجيشها، كما رفعت الحوثيين من قائمة الإرهاب.
كما أن الإمارات، عانت أيضًا من تعليق إدارة بايدن، صفقات سلاح مهمة معها، وعلى رأسها صفقة طائرات إف–35 الحربية، بسبب حرب اليمن.
مغامرة عسكرية
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه في ظل الدعم الأمريكي للحرب الصهيونية على غزة لا يبدو أن أي دولة في المنطقة ترغب في الارتباط بالولايات المتحدة في مغامرة عسكرية.
وليست الدول العربية وحدها المتوجسة إزاء هذا التحالف، إذ تحدثت تسريبات عن انسحاب دول أوروبية منه لإدراكها أن واشنطن تحشد العالم لمجرد فك الحصار عن الكيان الصهيوني.
يشار إلى أنه في 19 من نوفمبر الماضي، قام الحوثيين بخطف سفينة تجارية مرتبطة برجل أعمال صهيوني في البحر الأحمر بالتوازي مع مهاجمة سفن أخرى بمسيرات حيث شهد مضيق باب المندب الذي يربط خليج عدن بالبحر الأحمر، معظم هذه الوقائع.
الجدير بالذكر، أن المضيق يبلغ عرضه نحو 32 كيلومترا عند أضيق نقطة فيما يسمح للسفن بالوصول إلى قناة السويس التي تعد أقصر طريق بين أوروبا وآسيا.
وعلى وقع هذه الهجمات، قررت العديد من كبرى الشركات الابتعاد عن المضيق والإبحار صوب “رأس الرجاء الصالح” حول قارة أفريقيا لتفادي المرور عبر البحر الأحمر. (الأنباء الليبية – بنغازي) هــ ع