بنغازي 25 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية)- الشيخ “أبو شجة بن محمد بن بابان” مولود بصحراء “شنقيط”، عام 1965.
صدر له ديوان تحت اسم “ذات البدع”، صدر عن اتحاد الأدباء والكتاب العرب في دمشق 2011، ثم صدر أيضا في طبعة ثانية عن المكتبة الوطنية الجزائرية في نفس السنة، وأيضا أصدر عن اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين.
يقول في حديث مع صحيفة “الأنباء الليبية”: شاركت في عدة منتديات دولية وعربية منها: المربد الشعري بالعراق، مهرجان اتحاد الكتاب العرب في دمشق، مهرجان البابطين بالبحرين، عكاظية الشعر في الجزائر العاصمة، سوق عكاظ بالطائف (الحجاز)، ملتقى النيلين للشعر العربي بالخرطوم، مسابقة أمير الشعراء النسخة الأولى، معرض الشارقة الدولي للكتاب (ندوة شعرية مشتركة مع الشاعر المصري محمد التهامي -رحمه الله- 2003)، مهرجان رأب الصدع بين الطوائف في بيروت إلى غير ذلك من الندوات والأنشطة الثقافية الدولية.
– كغيركم من الشعراء الموريتانيين، لابد أن تكون لديكم بدايات على درب الكلمة الجميلة، متى وأين كانت أول تجاربكم الشعرية؟
* بدأت قرض الشعر وأنا في الثانية عشرة من عمري، وأنا في البادية.
– دولة موريتانيا لقبت بدولة المليون شاعر وهي جديرة بذلك ولكن ماذا عن القصة القصيرة والرواية؟
* من البديهي أن القصة والرواية فنان جديدان على المجتمع العربي، خصوصا المجتمعات البدوية ولكم من بداية التحضر مع الثمانينات دخلت القصة والرواية كثقافة أدبية مستوردة عن طريق الترجمات، ومن الطبيعي أن يظل حضورها باهتا في مجتمع حلقت به أغاني القوافي، بدأت تنمو ولكن لا يزال حضورها محدود الانتشار بين الناس.
– الكثير من الشباب لديهم رغبة في أن يصبحوا شعراء فما هي وصيتك لهم؟
* وصيتي للشعراء المبتدئين، أن يحفظوا القرآن في سن مبكرة ما استطاعوا، ثم حفظ عيون الشعر العربي على امتداد العصور الثلاثة الجاهلي، الراشدي، والأموي، والعباسي إلى الأندلسي، ثم نسيان الجميع إلا القرآن، هذه هي النقطة الأساس ومن تأسس عليها لا يخيب إذا كان شاعرا أصلى لأن الشعر لا يتعلم كالمروءة والشجاعة.
– لاحظنا أن هناك إهمالا للشعراء الكبار في المشاركات الخارجية فما تعليقكم على ذلك؟
* سوء حظ، فقط أصاب الواجهة الحضارية للمجتمع العربي، سببه رداءة تفكير القائمين على النشاطات الثقافية الرسمية في الدول العربية.
– في قصائدك عادة تكتظ وتتزاحم الصور، ألا ترى معي أنك ترسم بالألوان أكثر من كونك تكتب بالأقلام؟
* لكل شاعر بصمته الخاصة النابعة من ذوقه الخاص، والذي هو في الحقيقة لا يستطيع غيره ولا يحب سواه، بعضهم مولع بالتجسيد، والبعض مولع بالتوسل ، إلى درجة أن يوصف بالنثرية، وأنا على دين البحتري حيث يقول (الشعر لمح تكفي إشارته – ليس بالهذر طولت خطبه).
– تعمقتم في كتابة الشعر العمودي، فما تعليقك حول قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر وهل حاولت اقتحامهما؟
* الشعر بالنسبة لي هو الشعر العربي فقط، أما هذه الحوادث التي جاءت عن طريق الترجمات الفوقية الاستعلائية من الغرب، فلم أجد الحاجة يوما لتقليدها، وكان الأجدر بك أن تقول: هل فكرت باقتراف خطيئتها فهي سهلة لا تحتاج للاقتحام.
-ما رأيكم في المسابقات الشعرية، وما انطباعكم عن مسابقة أمير الشعراء، وهل كان النقاد مؤهلين للتحكيم وخاصة أن من بينهم من لا يعرف الفاعل من المفعول به، ومن قال خلف الكواليس: إنهم يقولون ما يطلبونه منهم؟
* المسابقات الشعرية على طريقة التنجيم، تعتريها إخفاقات قاتلة أحيانا، لكنها من الناحية الإعلامية تفيد من لديه شعر جديد جيد، فتتيح له أن يسمعه الناس باختلاف أنواعهم، ولذلك يبرز ما يسمى بالمكسب الإعلامي، وهو إما لك أو عليك.
أما الحكام الثابتون هؤلاء شبه موظفين وقد لا تكون كفاءاتهم متساوية، ولذلك لا ينظر للجوائز على أنها ذات قيمة استحقاقية، لأن الحكم موظف، ونصف الحكم من الأصوات العامة التي لا تفرق بين صوت الناقد البصير والجاهل المتعصب.
– شعراء موريتانيا في الدورات اللاحقة تعرضوا لنوع من الإساءة كما حدث للشاعر(…) حينما قال:
(أنا حامل جبل المعاناة على كتفي) فقال له أحد النقاد ساخرا: لا يجوز أن تقول “أنا حامل”، رغم أن الشعر واضح، وهو كونه يحمل جبلا على كاهله لا جنينا فما تعليقك حول ذلك؟
* ألا ترى معي أن هناك شعراء ظلموا حقا في مسابقة أمير الشعراء، مثل الشهيد خالد السعدي الذي يقول:
وكيف يهزم عصفور بريشته * وحشا على عشه المفزوع قد وقفا
وكاد الشاعر السعودي جاسم الصحيح أن يخرج من التصفيات الأولى، بسبب عدم إجازة أحد النقاد له رغم كونه قد فاز بالترتيب الثالث في المسابقة وهو القائل:
يا بحر يا دمع الطبيعة * عندما كانت على إنسانها تتألم
أي مسابقة شعرية يدخلها التصويت، ويكون حكامها موظفون لا يمكن أن تكون عادلة.
– كانت فكرة الارتجال في مسابقة أمير الشعراء، فكرة لا علاقة لها بالشعر فهي نظم محض، والشعر من طبيعته مداهمة صاحبه في لحظات نشوى خاصة، أشبه بالإلهام فما ردكم على ذلك؟
* فكرة الارتجال ليس من المسابقة وإنما هي ترفيه مصاحب للمسابقة.
– ما أكثر بيت شعر لاقى انتشارا واسعا في مسابقة أمير الشعراء؟
* لا أذكره.
-هناك بعض الشعر قاموا بهجاء مسابقة أمير الشعراء، وهجاء النقاد نتيجة شعورهم بالظلم فما تعليقك حول ذلك؟
* من أقذع الهجاء هو هجاء صديقنا الشاعر صلاح الدين الغزال، للراحل صلاح فضل عفا الله عنهما.
– هناك صور سيئة جدا في مسابقة أمير الشعراء، ذكرت فيها بعض الحشرات المقززة ألا ترى أن هناك من تم إقحامهم في المسابقة إقحاما؟
*
– ما تعليقكم حول أسلوب الناقد نايف الرشدان الذي كان ينتقد أحيانا بقوله إنه توجد في هذه القصيدة الكثير من الأخطاء افتراء على بعض الشعراء وعندما يسأله الشاعر خلف الكواليس يجيبه أنا لم أقل ذلك؟
*
– نلت في مسابقة أمير الشعراء لقب شاعر الجماهير بجدارة فهل أضاف لك هذا اللقب أي جديد؟
* لا.
-أسلوب التصويت عبر الرسائل لتقييم الشعراء، ما تعليقك حوله وهل هو أسلوب جدير بالتقييم؟
*هذا الأسلوب من الأخطاء التي أوقعت المسابقة في الرذالة والدون.
-كان الشعراء المشاركون من عدة دول عربية، وذوي مذاهب مختلفة، فهل أحسستم أن الشعر قد أذاب كل تلك الحواجز وأنكم من عائلة واحدة؟
*لم نحس يوما واحدا بمذهبية أو طائفية، لأننا نتكلم بلسان واحد ونتحدث عن هم واحد، وفي أكثر الأحيان نصلي في مكان واحد.
-لك مشاركات في العديد من الدول العربية، فما هي الدول التي لم تزرها بعد وأمنيتك أن تقوم بزيارتها يوما ما؟
*هي جمهورية ليبيا المحروسة.
-هل أطلعت على الشعر الليبي وما هو انطباعك عنه؟
*للأسف كان اطلاعي على الشعر الليبي قليل جدا، إلا أني اطلعت أخيرا على بعضه من خلال نافذتين مهمتين من نوافذ الشعر الليبي، وهما الشاعر والوزير السابق جمعة الفاخري، والشاعر الصديق صلاح الذين الغزال، والراحل علي الخرم، من خلال ما اطلعت عليه من الشعر الليبي لاحظت أنه ما زال يتمتع بجماليات اللغة العربية الناصعة.
-ما هي كلمتك الختـامية التي تحب أن توجهها إلى القراء والمتابعين لمسيرتك الشعرية؟
*كلمتي للقراء الأحباء ومتذوقي الشعر العربي، أن يعيدوا حميمية العلاقة مع الشعر العربي الحقيقي، أن يكتشفوا جواهره من خلال معاقرة الدواوين.(الأنباء الليبية بنغازي) ص غ / س خ.
-حاوره صلاح الدين الغزال.