بنغازي 26 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – كشفت دراسة علمية شارك بها عضو هيئة التدريس بجامعة مصراتة وعضو الجمعية الليبية للتغذية “محمد البسيط ” أن أكثر الأسماك استهلاكاً في ليبيا كانت سبباً مباشراً في إصابة المواطنين بمرض “سرطان القولون” وخاصة في المنطقة الغربية.
اختبار العينات
وقال ” البسيط ” في تصريح لصحيفة الأنباء الليبية: إن الدراسة استهدفت ستة أنواع من الأسماك من بينها (التريليا، الفروج، السردينة) وتم أخذ عينات طازجة لهذه الأسماك، وقمنا بإعادة اختبار العينات ثلاث مرات للتثبت من صحة النتائج. مضيفاً: معظم الأسماك التي تباع في الأسواق المحلية ملوثة بالمعادن الثقيلة، وبعد القيام بعدة أبحاث اتضح لنا أن “سرطان القولون” مرتبط بشكل مباشر بالغذاء.
وتابع: على رغم من غلاء أسعار الأسماك في ليبيا إلا أنها غذاء رئيسي للمواطنين، فليبيا تتمتع بشاطئ طويل يبلغ طوله 1970 كيلو، وتعتبر من أهم الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط والغنية بالثروة البحرية، وبالتالي تمر بها عدة خطوط بحرية وهذه الخطوط ترمي بفضلاتها وملوثتها في البحر فتنتقل مباشرة إلى الأسماك التي تتغذى على الأعشاب والأعشاب مشبعة بهذه العناصر.
سرطان القولون
ونوه إلى أن أسماكا “السردينة، الفروج، الكوالي، الرزام والتريليا) هي أكثر الأسماك استهلاكا في ليبيا، واختبرنا أكثر من سوق يورد هذه الأسماك في مدن مختلفة (بنغازي، مصراتة، زليتن، طرابلس وإجدابيا)، لنتوفق في إيجاد النتيجة الصحيحة والمثالية، وجميع العينات أثبتت تشبع الأسماك بالمعادن التي تسبب في” سرطان القولون “.
وأشار “ابسيط” إلى أن العينات بينت ارتفاعاً كبيراً جداً في المعادن الثقيلة داخل هذه الأسماك وعددها حوالي 29 عنصرا، 9 عناصر منها هي المسؤولة مباشرة عن المشاكل الصحية للإنسان، ومن أهمها” سرطان القولون والذي بدأ ينتشر بشكل كبير في غرب ليبيا، مشيرا إلى أنه بحسب آخر الدراسات على مرضى “السرطان” في ليبيا بينت أن أعداد المصابين بــ “سرطان القولون” أكثر من أعداد المصابين بسرطان “الثدي وعنق الرحم”، وسجلت الدراسة إصابة 40٪ من المرضى بــ “سرطان القولون” بمختلف الأعمار من الذكور والنساء والأطفال.
مخالفة المواصفات العالمية
وأكد أن وجود تسعة عناصر داخل الأسماك المستهلكة تعد نسبة خطيرة تجاوزت النسب المسموح بها في المواصفات العالمية، وهذا ناتج عن عدة عوامل أهمها سكب فضلات السفن والبوارج وناقلات النفط مباشرة للبحر، ونحن لا نستبعد أيضاً تسرب وقود السفن في البحر، فضلاً عن أن جميع المدن الليبية الكبرى تسكب فضلاتها البشرية في البحر مباشرة دون معالجة أو كشف، وهذا سبب لنا مشاكل كبيرة جدا في ارتفاع التلوث التي ستسبب تباعاً الأمراض البكتيرية والمعدنية.
وأوضح “ابسيط”: أن الدراسة كانت عن الأمراض المعدنية فقط، وهذا لا يمنع وجود أمراض بكتيرية أخرى تحتاج إلى دراسات، فتراكم هذه العناصر داخل جسم الإنسان تسبب “سرطان القولون” لأنها لا تخرج من جسم الإنسان عن طريق الكلى، منوهاً عضو هيئة التدريس بكلية الصحة العامة وكلية البيطرة بجامعة مصراتة إلى أن بالرغم من الاستهلاك الكبير للأسماك من قبل المواطنين، غير أن كمية الاستهلاك تعد خجولة وهي تمثل 50 ٪ من المؤشر العالمي، وهو الحد الأدنى بسبب غلاء أسعار السمك في السوق المحلي وغياب مشاركة المواطنين الليبيين في توريده، واعتمادهم على العمالة الأجنبية مما زاد من فرص البطالة.
ودعا “ابسيط” الجهات المختصة، بزيادة الرقابة على الأغذية في الأسواق وفي المنافذ البرية والبحرية، خاصة الاستيراد غير الخاضع للرقابة والذي يباع بدرجات متدنية من ناحية الجودة. (الأنباء الليبية – بنغازي) ب ع / هــ ع