غزة 26 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – ردت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، على تصريحات رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو التي أشار فيها إلى تمرير مخطط ما وصفه ب “هجرة طواعية لأهالي قطاع غزة”.
وفي بيان مساء الإثنين قالت حماس: “ما ورد على لسان مجرم الحرب نتنياهو حول عمله مع دول لتمرير مخطط” هجرة طوعية “لأبناء شعبنا الفلسطيني من قطاع غزة، هو مخطط سخيف ومحاولة لتسويق أوهام لإطالة أمد العدوان بعد فشله وجيشه النازي في تحقيق أهدافهم، ظنا أنه يستطيع أن يهرب من استحقاق وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية”.
وأضافت الحركة في بيانها: “شعبنا الفلسطيني المرابط أكد موقفه الحاسم برفض الترحيل والنزوح، وأن لا هجرة ولا خيار سوى الثبات على أرضنا، ولن يسمح لهذا العدو الغريب الدخيل على أرضنا بأن يمرر أي مخطط يطمس فيه قضيتنا أو يبعد فيه شعبنا عن أرضه ومقدساته”.
من جهته، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ” أبو مازن” أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، وأن أي حل سياسي يجب أن يكون شاملا لكامل أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس.
جاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مساء الإثنين، لمناقشة آخر التطورات المتعلقة بالعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وأكد أبو مازن أن الأولوية الوطنية اليوم هي وقف العدوان، وقفا شاملا ودائما، وتأمين جميع الضرورات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، والتصدي لمؤامرة التهجير التي تستهدف وجودهم في وطنهم، ومواصلة النضال حتى تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في الحرية والتخلص من الاحتلال، وتجسيد الدولة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وحل قضية اللاجئين وعودتهم.
يذكر أنه خلال جلسة برلمانية مغلقة لنواب حزب الليكود الحاكم في دول الاحتلال، قال نتنياهو إنه يسعى إلى وضع خطط لتنفيذ “الهجرة الطوعية” للفلسطينيين من غزة إلى دول أخرى، حسب ما نقلت صحيفة (إسرائيل هايوم) مساء أمس.
وأعلنت أغلب الدول العربية، فضلاً عن الولايات المتحدة، بالإضافة لدول أوروبية رفض التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة إلى الخارج.
إبادة جماعية
جاء ذلك بينما قالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز ، إن الإبادة الجماعية التي يشهدها قطاع غزة حاليا، تجرى بإذن من العالم.
وعلقت فرانشيسكا ألبانيز على اتهام المفوضية الأممية لحقوق الإنسان، الكيان الصهيوني ب “إعدام خارج القانون” ل11 فلسطينيا أعزل أمام عائلاتهم، في حي الرمال بقطاع غزة قائلة: ما يجري في قطاع غزة لا يختلف عن المجازر الأخرى المرتكبة حول العالم بحق المدنيين.
وأضافت: “الإبادة الجماعية ليست تصرفا واحدا، بل عملية تمتد لمراحل ولا بد من عرقلتها”، مؤكدة أن الإبادة الجماعية التي تشهدها غزة حاليا ترتكب بإذن من العالم وعلى مرأى ومسمع منه.
وأوضحت ألبانيز أن الإبادة الجماعية والمجازر المرتكبة بحق الأطفال في غزة، يقوم بها “مرتزقة” قادمون من فرنسا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وأوكرانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وجنوب إفريقيا والهند. وأردفت: “لكن لا أحد يصف هؤلاء بالإرهابيين الأجانب”.
وطالبت بالضغط على أجهزة القضاء في البلدان التي ترسل مقاتلين يرتكبون جرائم حرب إلى الدول الأخرى بما فيها فلسطين، لمحاكمتهم ومحاسبتهم على ما ارتكبوه.
وفي حصيلة غير نهائية، أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي عن استشهاد 20.424 فلسطينيا، وإصابة نحو 54.036 آخرين، أكثر من 70 % منهم من النساء والأطفال.
مأساة الإسعافات
وكشف المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني عبد الجليل حنجل ، إن طواقم الهلال الأحمر تتلقى يوميا عشرات البلاغات حول وجود شهداء ومصابين خاصة في المناطق الشمالية والوسطى من قطاع غزة والتي
تتعرض لقصف متواصل من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلي ومدفعيته ويتعذر الوصول لهم جراء خطورة الأوضاع الميدانية.
وأضاف أن قوات الاحتلال قتلت 310 من الكوادر الطبية، واعتقلت 99 آخرون، آخرهم 8 من الهلال الأحمر بمركز إسعاف جباليا ولا يعرف شيء عنهم منذ خمسة أيام، إلى جانب اعتقال مدير مركز الهلال في خان يونس منذ 35 يوماً ولا يوجد أي معلومة عنه. وأكد أن قوات الاحتلال استهدفت 102 مركبة إسعافا كما تضررت 59 مركبة أخرى جراء استمرار العدوان لليوم الثمانين على التوالي.
واستشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، مساء الإثنين، جراء تواصل قصف الاحتلال الإسرائيلي لمناطق مختلفة من قطاع غزة.
في حي الأمل غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، استشهد 5 أشخاص وأصيب آخرون بجروح وصفت بالخطيرة، جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلا، فيما استهدفت غارات إسرائيلية أخرى مخيم البريج ومنطقة جحر الديك ومخيم النصيرات وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الأشخاص. وأفادت مصادر طبية وصحفية في مخيم النصيرات باستشهاد شخصين على الأقل وإصابة آخرين، في غارة على إحدى منازل المخيم.
كما تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي مستهدف مخيم المغازي وشرق مخيم البريج وسط القطاع، بينما استهدفت الطائرات الحربية المناطق الشمالية من خان يونس.
وذكرت مصادر طبية في قطاع غزة أن الاحتلال ارتكب 25 مجزرة بحق عوائل بكاملها راح ضحيتها 250 شهيدا و500 إصابة خلال الساعات ال24 الماضية.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 20 ألف قتيل، ونحو 55 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلاً في البنية التحتية، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً للأمم المتحدة، التي وصفت القطاع الذي يسكنه نحو 2,3 مليون فلسطيني بأنه أضحى مكانا غير قابل للعيش فيه. بينما نزح مئات الآلاف من سكان شمال القطاع ووسطه إلى الجنوب هرباً من القصف، إلا أن غارات الاحتلال والتوغل البري طال أيضاً بعض مناطق النزوح لا سيما مدينة خان يونس ورفح. (الأنباء الليبية – غزة) هــ ع