بنغازي 26 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – تصاعد التوتر بين إيران والكيان الصهيوني خلال الساعات الأخيرة بعد اتهام طهران تل أبيب بالتورط في مقتل قيادي كبير في “الحرس الثوري” الإيراني، في هجوم بمنطقة السيدة زينب بضواحي العاصمة السورية دمشق.
وذكرت وكالة “تسميم” الإيرانية أن القيادي وهو سيد رضي موسوي، “أحد كبار مستشاري الحرس الثوري في سوريا”.
وأعاد مقتل موسوي، فتح ملف الاغتيالات في إيران التي وجهت في وقت سابق، اتهامات للكيان الصهيوني بالتورط في اغتيال أربعة من العلماء النوويين الإيرانيين هم (مسعود محمدي، مجيد شهرياري، داريوش رضائي نجاد ومصطفى أحمدي روشن ) خلال عامي 2010-2012.
وسارعت وزارة الخارجية الإيرانية بإصدار بيان يتضمن تهديداً مباشراً للكيان الصهيوني، قالت فيه “طهران ستحتفظ بحق الرد على جريمة اغتيال الكيان للقائد في الحرس الثوري الإيراني رضي موسوي بسوريا”.
وأضافت الإيرانية: “ندين هذه الخطوة الإرهابية بشدة ونعدها علامة أخرى على طبيعة الكيان”.
وتابعت: “هذا الاغتيال يأتي استمراراً لجميع الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني المنتهك جميع القوانين الدولية”. وأوضحت أن “إيران ستحتفظ بحق الرد على هذه الجريمة في الزمان والمكان المناسبين”.
من جهته، أكد الرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسيا” أن اغتيال الكيان الصهيوني لمستشار الحرس الثوري في سوريا رضي موسوي “علامة على إحباطه وعجزه وسيدفع ثمن هذه الجريمة بالتأكيد”.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” إن موسوي، كان المسؤول عن تنسيق التحالف العسكري بين سوريا وإيران. وأشارت إلى أنه “أحد أقدم مستشاري الحرس الثوري في سوريا”، وإحدى رفاق القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني الذي قتل في غارة أمريكية في بغداد في يناير العام 2020.
وذكر السفير الإيراني في سوريا حسين أكبري لوكالة مهر الإيرانية “تم استهداف منزل موسوي على ما يبدو بثلاثة صواريخ من الكيان الصهيوني، حيث دمر المبنى، وتم إيجاد الجثمان في ساحة البناء”.
وقال حزب الله في بيان “نعتبر هذا الاغتيال اعتداء صارخاً ووقحاً وتجاوزاً للحدود”، مضيفاً أن رضي الموسوي كان “من خيرة الذين عملوا على دعمه لعشرات السنوات”.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ مقراً في بريطانيا ويملك شبكة واسعة من المصادر في سوريا، إلى أن “صواريخ إسرائيلية استهدفت موقعين لحزب الله ومجموعات موالية لإيران في مزرعتين في منطقة السيدة زينب”.
وهي ليست المرة الأولى التي تعلن فيها طهران مقتل أفراد من قواتها المسلحة في سوريا، التي تؤكد أنهم يتواجدون في مهام “استشارية”. وتعد إيران حليفاً أساسياً للرئيس السوري بشار الأسد، وقدمت خلال النزاع المستمر في بلاده منذ 2011، دعما سياسيا واقتصاديا وعسكريا لدمشق.
مئات الضربات
وشنت قوات الاحتلال خلال الأعوام الماضية مئات الضربات الجوية في سوريا طالت بشكل رئيسي أهداف إيرانية وأخرى لحزب الله اللبناني حليف طهران ودمشق، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، ومواقع للجيش السوري.
وصعد الكيان وتيرة استهدافه للأراضي السورية، خصوصاً ضد مواقع تابعة لحزب الله، منذ بدء العدوان الغاشم على قطاع غزة في 7 أكتوبر.
ويتهم الكيان الصهيوني، إيران بدعم وتسليح جماعة الحوثي لاستهداف ناقلات وسفن تابعة لها في مضيق باب المندب، بينما أعلنت الحوثي استمرارها في قصف كافة السفن المتجهة إلى تل أبيب رداً على الهجوم الوحشي لقوات الاحتلال ضد أهالي قطاع غزة. (الأنباء الليبية – بنغازي) هــ ع