الخرطوم 28 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية) – أصيب أبناء الشعب السوداني بإحباط شديد بعد تأجيل اللقاء الذي كان مقرراً اليوم الخميس بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وعلق السودانيون أمالاً عريضة على هذا اللقاء لإنهاء القتال الذي اندلع في منتصف أبريل الماضي في العاصمة الخرطوم ثم انتقل لمدن أخرى.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في الجيش، في الوقت الذي كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
وأرغمت المعارك الأخيرة وسط البلاد نحو 300 ألف شخص على الفرار، وهذه العمليات الجديدة بحسب الأمم المتحدة ترفع عدد النازحين إلى 7,1 ملايين، بينهم 1,5 مليون لجئوا إلى البلدان المجاورة.
وحذرت المنظمة الدولية للهجرة من أن ما يشهده السودان “مأساة إنسانية ذات أبعاد هائلة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الرهيبة في الأساس”.
وأسفرت الحرب في السودان عن سقوط أكثر من 12 ألف قتيل حتى مطلع ديسمبر الحالي وفق حصيلة منظمة ” أكلد ” المتخصصة في إحصاء ضحايا النزاعات.
الخارجية السودانية
من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية السودانية بيانا بشأن تأجيل اجتماع رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” قالت فيه إنها تلقت مذكرة من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية جيبوتي، رئيس دورة إيجاد، بتاريخ ۲۷ ديسمبر تفيد بعدم تمكن قائد قوات الدعم السريع من الوصول إلى جيبوتي، لعقد اللقاء الذي كان مقرراً له اليوم الخميس بالعاصمة الجيبوتية مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وذلك لأسباب فنية على حد قولها، وسيتم التنسيق مجدداً لعقد اللقاء خلال يناير القادم 2024.
وأضافت الخارجية السودانية: “جدير بالذكر أن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حرصا منه على إنهاء معاناة السودانيين، قد أبدى موافقته رسمياً لرئاسة إيجاد على عقد اللقاء، وكان مستعداً للمغادرة إلى جيبوتي مساء الأربعاء حتى تم الإعلان عن تأجيل اللقاء”.
كما أعربت الخارجية السودانية، عن أسف حكومة السودان لمماطلة قيادة الدعم السريع في تحكيم صوت العقل، وعدم رغبته في إيقاف تدمير السودان وشعبه، ويتضح ذلك من عدم استجابته لحضور الاجتماع “.
أسباب فنية
وفي وقت سابق، أكدت الهيئة القومية للتنمية الإفريقية” الإيغاد “، تأجيل لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو” حميدتي “إلى يناير المقبل، مرجعة السبب إلى ما وصفته” بأسباب فنية “.
وأشارت” الإيغاد “إلى أنه تم إخطار البرهان باعتذار حميدتي عن حضور الاجتماع الذي كان من المخطط انعقاده في مقر المنظمة بدولة جيبوتي.
ومن جهتها، طالبت تنسيقية القوى الوطنية بالسودان كلا من البرهان وحميدتي بالالتزام بتنفيذ اتفاق جدة، بالإضافة إلى عقد مفاوضات غير مشروطة.
من جانبه، أكد عمران عبد الله حسن مستشار قائد قوات الدعم السريع الاستعداد التام لعقد اللقاء بين عبد الفتاح البرهان ودقلو في الموعد الجديد الذي تحدده الإيغاد.
وأكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو تمسكه بمخرجات قمة رؤساء” الإيغاد “التي انعقدت في جيبوتي وتنفيذ الالتزامات من أجل إنهاء الحرب ورفع المعاناة عن السودانيين واستعادة الأمن والاستقرار للبلاد.
جاءت تصريحات “دقلو” خلال أول زيارة خارجية معلنة له منذ اندلاع الصراع، إذ بحث في أوغندا مع الرئيس يوري موسيفيني التطورات في السودان، قائلاً إنه قدم إلى الرئيس موسفيني رؤيته للتفاوض ووقف الحرب وبناء الدولة السودانية على أسس جديدة عادلة.
جرائم واسعة
بدورها، شجبت نقابة الصحفيين السودانيين، ما وصفتها بالجرائم الواسعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع ضد المدنيين بولاية الجزيرة وسط السودان، وطالبت المنظمات الدولية بالضغط عليها لفتح ممرات آمنة للعالقين من منسوبيها والمدنيين في مناطق الخطر.
وذكرت في بيان إنها” تشجب ممارسات قوات الدعم السريع، وتحذر من مغبة إرعاب العزل، إذ باتت سمة مميزة لهذه المليشيات في جل المدن والمناطق التي وصلتها طلائع قواتها “. حسب قولها.
وناشد المنظمات الدولية والمجتمع الدولي الضغط على قوات الدعم السريع بغية توفير ممرات آمنة فوراً، دون قيد أو شرط لمئات الآلاف من النساء والأطفال وكبار السن العالقين بمناطق الخطر. (الأنباء الليبية – الخرطوم) هــ ع