تقرير خاص/ ساسية اعميد
طرابلس 28 ديسمبر 2023 م (الأنباء الليبية) – قالت ” فـ. خليفة – 57 عاما ” من على فراش مرضها في المستشفى الجامعي بطرابلس إنها اكتشفت إصابتها بسرطان الثدي عام 2019 وتخضع حاليا للعلاج الكيماوي بعد أن أُجريت لها عملية استئصال للثدي الأيسر.
وأضافت هذه المريضة التي كانت في حالة نفسية سيئة في تصريح لمراسلة وكالة الأنباء الليبية التي كانت تتابع، في تحقيق صحفي، حالات الإصابة بسرطان الثدي، إنها تعاني حاليا من وجود الماء على الصدر ما يسبب لها صعوبة في التنفس مع استمرارها في تلقي جرعات مكثفة من الكيماوي.
وأفادت ” ن بلعيد، – 47 عاما ” من جهتها، أنها مصابة بسرطان الثدي في المرحلة الرابعة وتعاني من فقر الدم وتم قبولها يوم الاثنين 25 الجاري في قسم الأورام إلا أن الطبيب الأخصائي، عبد الحميد حميدة، قال إن علاجها مكلف ولم يتوصل المستشفى بالعلاج حتى الآن في حين أن المريضة لا تتوفر على الإمكانيات لشراء العلاج على حسابها الخاص.
وأكدت هذه المواطنة في حضور الطبيب المشرف على علاجها في المستشفى الجامعي بطرابلس أن أهلها تخلوا عنها ووجهت نداء من خلال منبر وكالة الأنباء الليبية إلى المسؤولين لإمكانية قبولها في دار الوفاء للمسنين.
ولا تزال الإصابة بالسرطان تمثل مشكلة في ليبيا سواء فيما يتعلق بارتفاع نسبة الإصابة مقارنة بعدد السكان أو بسبب ما يتردد عن نقص العلاج الكيماوي في المستشفيات العامة واستمرار غياب الإحصائيات الدقيقة خاصة وأن السرطان أصبح السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم.
وكشفت تقارير لندوات علمية عُقدت في بنغازي وطرابلس وسبها حول مكافحة سرطان الثدي عن أرقام مزعجة للإصابات في ليبيا خلال السنوات الـ 10 الأخيرة.
ويؤكد المختصون أن انعدام الوعي الصحي والخوف والخجل عند النساء وعدم إجراء الفحوصات الطبية المبكرة، جميعها عوامل تزيد من حالات الإصابة في ليبيا ومن تعقيداتها حيث تصل معظم الحالات إلى المستشفى في مراحل متقدمة من الإصابة.
وأبلغ الطبيب في قسم الأورام بالمستشفى الجامعي، ” عبد الحميد احميدة ” وكالة الأنباء الليبية أن سرطان الثدي منتشر بشكل مقلق في ليبيا مشيرا إلى أن المستشفى يستقبل في المعدل ما بين ست إلى سبع حالات يوميا.
وأشار ” احميدة ” إلى أن قسم الأورام يعاني من نقص في العلاج الكيماوي حيث تتوفر بعض الأدوية أحيانا وينقص بعضها أحيانا أخرى منها العلاج الكيماوي الخاص بسرطان الثدي (هارسابتين) الذي يُستهلك بكثرة نظرا لكثرة الإصابات.
وأضاف أن الإصابة بسرطان الثدي تسبب آثارا نفسية سيئة جدا للنساء المصابات مهما كانت أعمارهن، وتُخلف كذلك آثارا اجتماعية مدمرة للأسرة مشيرا إلى أنه عايش حالات طلاق بسبب الإصابة بهذا الداء وحالات لهجر بعض الرجال لزوجاتهم بعد عملية استئصال الثدي، وحالات أخرى عجزت فيها الأسرة عن علاج الابنة المصابة بسبب ارتفاع التكاليف في العيادات الخاصة وعدم توفر العلاج في المستشفى العام.
ونوه الطبيب أنه يمكن علاج سرطان الثدي بأكثر من طريقة اعتمادًا على نوع السرطان ومدى انتشاره مشيرا إلى أن العلاج يمكن أن يجمع بين أكثر من طريقة منها الجراحة والعلاج الكيماوي والعلاج الإشعاعي والعلاج البيولوجي والإشعاع الهرموني.
وتشير إحصائيات البرنامج الوطني لمكافحة السرطان للعام 2020 أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي في ليبيا بلغت 976 حالة من مجموع 6077 حالة إصابة بالسرطان في ليبيا، أي بنسبة 11 في المائة، وكانت بذلك الأعلى من بين أكثر السرطانات شيوعا في البلاد منها سرطان البروستات، الرئة، القولون، المعدة، الرحم.
وقالت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة (سند) لمرض سرطان الثدي، ثريا الجويلي، في تصريح لوكالة الانباء الليبية إن مؤسستها قامت على ثلاثة أهداف رئيسية هي علاج الأورام عن طريق صناديق التبرع، وتنظيم الحملات التوعوية والعمل على إنشاء مدينة طبية لعلاج الأورام في ليبيا للحد من معاناة الليبيين في الداخل والخارج الذين أنهكهم العلاج ماديا ونفسيا.
ودعت ” الجويلي ” إلى ضرورة تكاتف كافة الجهود بين كافة القطاعات في الدولة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني لبناء هذه المدينة وإنشاء مركز بحثي علمي مختص في الأورام وتوفير العلاج لمرضى السرطان ودعمهم والتخفيف من معاناتهم والمعاناة التي تطال أسرهم.
وأبلغت أخصائية الجراحة في مؤسسة (سند)، ايمان محمود، وكالة الأنباء الليبية أن مؤسستها تساهم في حملات التوعية بسرطان الثدي وحث النساء على التوجه إلى مراكز الكشف المجاني مشيرة إلى أن اكتشاف المرض بصورة مبكرة يضاعف من فرص التعافي وتجنب اللجوء إلى الجراحة والاستئصال.
وقالت إن المستشفيات تعاني نقصا في الإمكانيات والمشغلات لغرف العمليات إضافة إلى نقص العلاج الكيماوي ما يُعرض حالات كثيرة إلى الخطر.
وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن إمراه واحدة من بين ثـمـان سيدات معرضة للإصابة بسرطان الثدي في فترة ما من حياتها ويتم اكتشاف حالة جديدة كل 9 ثواني، وتموت إمراه كل 11 دقيقة بهذا الداء على المستوى العالمي.
وتزيد نسبة احتمال الإصابة بهذا المرض كلما زاد سن المرأة حيث تُشخص حوالي 77 في المائة من حالات سرطان الثدي بعد سن 55 عاما، في حين أن هذه النسبة تبلغ فقط 18 في المائة عند النساء في الأربعينيات من عمرهن. (الأنباء الليبية)