غزة 29 ديسمبر 2023 (الأنباء الليبية)- هل يصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بوقف مجازر الكيان الصهيوني في قطاع غزة؟ تبدو الإجابة معروفة إذ فشل المجلس على مدار التاريخ في إصدار قرار ملزم يردع الاحتلال.
– اجتماع عاجل
ودعت الإمارات إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن اليوم الجمعة بشأن الوضع المتصاعد سريعا في الضفة الغربية وتأثيره على حل الدولتين.
وقالت بعثة الإمارات لدى مجلس الأمن في حسابها عبر منصة “إكس” أن عنف المستوطنين المتطرفين والتقارير التي تتناول غارات الاحتلال يعرضان الأفق السياسي لخطر شديد.
وفي 22 من ديسمبر الجاري، تبنى مجلس الأمن قرارا يطالب الكيان الصهيوني بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ويدعو أيضا الأمين العام للأمم المتحدة لتعيين منسق لتسليم هذه المساعدات.
واعتمد مجلس الأمن القرار رقم (2722) بشأن توسيع المساعدات الإنسانية إلى القطاع ومراقبتها، بموافقة (13) عضوا في المجلس، فيما امتنعت الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت.
ووفقا لقرار مجلس الأمن “يدعو المجلس إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق وعلي أوسع نطاق، فضلا عن تهيئة الظروف لوقف الأعمال العدائية وقفا مستداما”.
وينص القرار على أن مجلس الأمن، يطلب من الأمين العام للمنظمة تعيين منسق كبير للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار من أجل تسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين في قطاع غزة.
وسيكون المنسق مسؤولا عن تسهيل وتنسيق ومراقبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فضلا عن التحقق من الطبيعة الإنسانية لجميع شحنات المساعدات الإنسانية التي يتم تسليمها عبر الدول من غير أطراف النزاع.
كما يطلب مجلس الأمن من المنسق “إنشاء آلية أممية على وجه السرعة لتسريع إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر دول ليست طرفا في النزاع”.
ويطلب مجلس الأمن تعيين منسق على وجه السرعة، كما يطلب المجلس من المنسق أن يقدم تقريرا عن عمله خلال (20) يوما، ثم يقدم مثل هذا التقرير كل 90 يوما.
– تحذير اليونيسيف
فيما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن عدد الأطفال الذين توفوا في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وصل إلى مستويات “غير مسبوقة”.
وقالت المديرة الإقليمية للمنظمة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “أديل خضر”، في بيان نشر على موقع المنظمة أن (83) طفلا قتلوا في الضفة الغربية خلال الأسابيع (12) الماضية، مشيرة إلى أن هذا الرقم يزيد عن ضعف عدد الأطفال الذين قتلوا في عام 2022 بأكمله.
وأضافت: “كان هذا العام هو العام الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للأطفال في الضفة الغربية”، لافتة إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، أصيب أكثر من (576) طفلا، كما تم اعتقال آخرين منذ 07 أكتوبر.
وقالت: “بينما يراقب العالم برعب الوضع في قطاع غزة، يعاني الأطفال في الضفة الغربية من كابوس خاص بهم، ومن المؤسف أن العيش مع شعور شبه دائم بالخوف والحزن أمر شائع جدا بالنسبة للأطفال المصابين”.
وقالت إن وكالة الأمم المتحدة، حثت جميع الأطراف على الالتزام “بحماية الأطفال من العنف المرتبط بالنزاع وحماية أبسط حقوقهم في البقاء على قيد الحياة”، مضيفة: “لا ينبغي أبدا أن يكون الأطفال هدفا للعنف، بغض النظر عمن هم أو مكان وجودهم”.
– استمرار الجرائم
قال الدكتور “أشرف القدرة”، المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية: إن جرائم الاحتلال مستمرة تجاه المنظومة الصحية منذ اليوم الأول للعدوان، الذي يقوم بخنق ومحاصرة واستهداف المنظومة الصحية، بعدم إدخال المساعدات الطبية والوقود، أو من خلال استهداف (142) مؤسسة صحية، وخروج (23) مستشفى عن الخدمة، و (53) مركز للرعاية الأولية.
وأضاف القدرة، أن الاحتلال ركز في قتل الأطباء في قطاع غزة، ووصل عدد الشهداء من الأطباء إلى (312) طبيب وكادر صحي، وأغلبهم من حملة التخصصات النادرة، إضافة إلى استهداف (104) من سيارات الإسعاف تدميرا كاملا، وخرجت عن الخدمة، إضافة إلى اعتقال (99) من الكوادر الطبية على رأسها مديرين مستشفيات شمال قطاع غزة، لذلك الاحتلال يمعن في قصف الوجود الصحي.
وأشار إلى أن (800) ألف نسمة في قطاع غزة، باتوا بلا أدنى خدمات صحية، كما يستهدف الاحتلال “مجمع ناصر الطبي”، وهو المجمع الأكبر في جنوب غزة، إضافة إلى “مستشفى الأمل” التابع لجمعية “الهلال الأحمر”، وارتكب مجزرة راح ضحيتها “20” شهيدا، مؤكدا استمرار سلاسل جرائم الاحتلال منذ بداية الحرب، وقال: المواليد في قطاع غزة لم يتلقوا تطعيماتهم، والاحتلال يسرق أعضاء الشهداء.
– جوع كارثي
في سياق متصل، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إن قطاع غزة يعاني من جوع كارثي، حيث إن (40 %) من السكان معرضون الآن لخطر المجاعة.
جاء ذلك في تصريحات لمدير شؤون “أونروا” في غزة، “توماس وايت الذي”
أضاف أن “كل يوم في غزة هو صراع من أجل البقاء، بحثا عن الغذاء والماء”، مشيرا إلى أن هناك (150) ألف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء ورضع ومسنون، أخبرهم الكيان الصهيوني على الهجرة من المحافظة الوسطى من قطاع غزة، و “ليس لديهم مكان يذهبون إليه”.
وأضافت الوكالة أن “أمر الإخلاء الذي أصدره الاحتلال مؤخرا، يتسبب في استمرار التهجير القسري في المناطق الوسطى من غزة”.
– حرب إبادة
يذكر أنه منذ أكتوبر الماضي يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة، خلفت آلاف الشهداء والجرحى ودمارا هائلا في البنية التحتية في القطاع وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
وارتفع عدد الضحايا في القطاع إلى (21320) ألف وأكثر من (55600) ألف إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
كما أعلن جيش الكيان الصهيوني، مقتل أكثر من (500) جندي في معارك قطاع غزة. (الأنباء الليبية غزة) س خ.