بنغازي 02 يناير 2023 (الأنباء الليبية)- لم يكن تحرك الحكومة الليبية برئاسة “أسامة حماد”، بشأن عقد مؤتمر دولي حول ظاهرة الهجرة غير النظامية في مدينة بنغازي أواخر شهر يناير الجاري، هو الأول من نوعه في هذا المجال، إذ قطعت ليبيا خطوات كبيرة مع عدد من الدول العربية والأوروبية للبحث عن حلول لمنع تمدد هذه الظاهرة، خاصة بعد الجرائم التي يتعرض لها هؤلاء المهاجرون من أعضاء عصابات التهريب، الذين استغلوا الانقسام السياسي في البلاد، وانتشار السلاح وحولوا العديد من مراكز الاحتجاز الشرعية لمحطات عبور.
– الدعم الأوروبي
طالبت ليبيا في شهر ديسمبر من العام الماضي 2023، بضرورة تعجيل الدعم الأوروبي لتأمين ودعم جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية وحرس الحدود، بالتجهيزات والتدريب ومعالجة أوضاع المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، بإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.
وأكد الجانب الليبي عدة نقاط، سجلها الجانب الأوروبي، أهمها تواضع الدعم المقدم إلى ليبيا لمكافحة الهجرة غير الشرعية.
وفي مايو من العام الماضي أيضا، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية الشروع في استقبال البلاغات والشكاوى، بشأن وجود أوكار للمهاجرين يشتبه في استخدامها للنشاطات الإجرامية والتهريب والاتجار بالبشر في جميع المدن والمناطق، مؤكدا أن أعدادا كبيرة من الوافدين والمهاجرين غير الشرعيين انخرطوا في أعمال إجرامية، وشبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر والجريمة المنظمة، وهي أعمال وممارسات تمس بالأمن وتخل به، وتشكل جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات الليبي.
– أوكار للعصابات
تحولت ليبيا لدولة عبور للمهاجرين غير الشرعيين نحو أوروبا، وانتشرت فيها عصابات التهريب ومراكز الإيواء، ورغم المساعي التي تقودها أوروبا للحد من العمليات الهجرة، فإن بعض الخبراء يلقون باللوم على الدول الغربية التي استعمرت العديد من الدول الأفريقية، وتسببت في تخلفها بعد أن نهبت ثرواتها، حسب وصفهم.
– أرقام وإحصائيات
تشير التقارير الصادرة عن منظمة الهجرة الدولية حول الوضع في ليبيا إلى أنه الفترة من (2 سبتمبر 2021 وحتى 29 أغسطس 2022)، عن وفاة (1751) مهاجرا غير شرعي عبر المياه الليبية، كانوا يطمحون للوصول إلى الشواطئ الأوروبية وهو ما جعل مسارات الإبحار من ليبيا إلى أوروبا هي الأشد فتكا بالمهاجرين.
وخلال الفترة المشار إليها، وصل مياه المتوسط عدد (111) ألف، و (795) مهاجرا غير شرعيا، إلى الأراضي الأوروبية منهم (36) ألف، و (253) مهاجرا غير شرعي، انطلقت زوارقهم من سواحل ليبيا إلى أوروبا شمالا.
وبلغ عدد عمليات التعامل التي نفذتها بحرية الاتحاد الأوروبي في الفترة من (2 سبتمبر 2021 وحتى 29 أغسطس 2022) لمكافحة الهجرة غير الشرعية عبر مياه المتوسط، (1125) عملية، تنوعت بين اعتراض أو إنقاذ لنحو (52) ألفا، و (537) مهاجرا غير شرعي قبالة السواحل الليبية وذلك بفضل التفويض الأممي.
– الهجرة الدولية
شهدت الفترة من (يناير 2022 وحتى فبراير 2023)، زيادة في أعداد المهاجرين من ليبيا من (635) ألف، و (51) مهاجرا، إلى (706) آلاف، و (62) مهاجرا، بحسب منظمة الهجرة الدولية، كذلك عن عدد من حاول عبور مياه المتوسط عبر السواحل الليبية منذ بداية العام 2023 آملا في الوصول إلى الشواطئ الأوروبية.
وذكرت إنه بلغ عددهم (8496) مهاجرا، اعترضت زوارقهم وإعادتهم إلى الأراضي الليبية، كما كشفت المنظمة كذلك عن غرق (780) مهاجرا غير شرعي قبالة السواحل الليبية في بداية العام الماضي، انتشلت جثثهم، وكذلك عدد (944) مهاجرا غير شرعي في عداد المفقودين.
– تفاصيل المؤتمر
شرعت الحكومة الليبية برئاسة “أسامة حماد”، في التحضير لمؤتمر دولي حول “ظاهرة الهجرة غير النظامية” في مدينة بنغازي أواخر شهر يناير الجاري.
يسلط المؤتمر الضوء على التحديات والتداعيات التي ترتبت عن ظاهرة الهجرة، وأحدثت آثار سلبية على مؤسسات الدولة والمجتمع الليبي، وعلى الساحة الأفريقية والدولية بشكل عام.
ويتضمن المؤتمر ورشات عمل وجلسات تفاعلية، بحضور ممثلين عن حكومات ومنظمات دولية وخبراء ومتخصصين في ملف الهجرة غير النظامية، ضمن فعاليات المؤتمر التي ستكون على مدى خمسة أيام.
وفي السياق نفسه، ناقش وزير الداخلية بالحكومة الليبية لواء “عصام أبوزريبة”، خطة أمنية لمكافحة الهجرة غير النظامية والتهريب، وتأمين الساحل الليبي.
– تضرر أوروبا
تعد إيطاليا أكثر الدول الأوروبية تضررا من الأزمة، حيث إنه وفقا لوزارة الداخلية الإيطالية، وصل (105) آلاف، و (909) مهاجرين إلى إيطاليا بحرا، حتى 23 أغسطس من العام الماضي، مقارنة بعدد (51) ألفا، و (328) في نفس الفترة العام الذي يسبقه، ووصل إيطاليا في 2023 أكثر من (12) ألف قاصر غير مصحوبين لإيطاليا، حسبما قالت صحيفة “الجورنال” الإيطالية.
وكانت الحكومة الإيطالية أعلنت حالة الطوارئ في أبريل 2023 لمدة (6) أشهر، بسبب ارتفاع أعداد المهاجرين.
أما فرنسا الدولة التي تعد الأكثر عنفا في الاتحاد الأوروبي، مع وقوع (1000) جريمة قتل سنويا، و (100) هجوم بالسكاكين يوميا، هناك مخاوف من أن ارتفاع نسبة المهاجرين في البلاد يزيد من عمليات العنف. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.