بنغازي 10 يناير 2024 (الأنباء الليبية) –فور إعلان مجلس النواب عن إقرار قانون تجريم “السحر والشعوذة” حتى عاد الحديث من جديد حول الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة في المجتمع الليبي، خاصة وأن الأجهزة الأمنية تضبط سحرة ومشعوذين في مختلف المناطق والمدن الليبية بشكل دوري، حتى أن الظاهرة تحولت إلى مسلسل درامي، عرض في مارس من العام الماضي تحت مسمى “التقازة”.
– احتفالات في طرابلس
شهدت شوارع العاصمة طرابلس مساء أمس الثلاثاء احتفالات حضرها عدد من رجال الدين، احتفالا بإقرار القانون، الذي يجرم أعمال السحر والشعوذة والكهانة، ويعاقب من يقومون بها بعقوبات قد تصل في بعض الأحيان للإعدام، وفي أخف الحالات بالحبس (5) سنوات والغرامة المالية، حيث اجتمعوا محتفلين مرددين هتافات ضد السحرة، والمشعوذين منها “قولوا الله حق يا ساحر جاك الحق” والله أكبر، كما قاموا بذبح ناقة احتفالا بهذا القانون.
وتعكس الحالة الاحتفالية التي أصر على المشاركة فيها عدد من رجال الدين في طرابلس، على الرغم من اعتراض عدد من الجهات والمنظمات المدنية على القانون، باعتبار أنه يشتمل على عبارات فضفاضة، قد تتسبب في التوسع في توقيع عقوبات الإعدام ضد أناس ليس من السهل إثبات تهمة السحر والشعوذة ضدهم، كما أنه قد يتهم استغلال هذا القانون في الخصومات الاجتماعية للإضرار بالبعض.
– “التقازة”
يعني مسمى “التقازة” في المستويات الشعبية، تلك السيدة التي تضرب الودع، أو تقوم بأعمال الشعوذة والدجل، لكن الملاحظ في الفترة الأخيرة أن الكثيرين باتوا ينجذبون لمثل هذه الممارسات، حتى أن الأجهزة الأمنية ترصد بشكل شبة يومي مثل هذه الأنشطة، كما أن حملات تنظيف المقابر ترصد الكثير مثل هذه الممارسات من خلال العثور على “أعمال وأحجبة” داخل بعض المقابر، عادة ما يعمد السحرة والمشعوذين إلى وضعها في هذه المناطق.
– لجنة لمواجهة أعمال السحر
بسبب تنامي مثل هذه الظواهر، لجأت لجنة الإفتاء في المنطقة الشرقية خلال الأعوام السابقة، إلى تشكيل لجنة دينية لمواجهة هذه الظاهرة، والعمل على ردع السحرة ومعاقبة من يتعاملون معهم.
– دراسة ترصد ظاهرة السحر في ليبيا
ترصد الباحثة “آمال سالم غبار”، في دراسة لها نشرتها مجلة “القرطاس” العلمية المعنية بنشر البحوث الإنسانية والتطبيقية، هذه الظاهرة، تحت عنوان “السحر والشعوذة وآثارهما النفسية والاجتماعية على الفرد والأسرة ودور الخدمة الاجتماعية في التعامل معهما”، مؤكدة أن أعمال السحر قد تتسبب في أثار نفسية واجتماعية كبيرة.
وتشير الباحثة إلى أن هذه الظاهرة موجودة في المجتمع الليبي من فترة ليست بالقصيرة، مطالبة بوضع برامج توعوية من قبل الجهات المختصة لمواجهة هذه الظاهرة.
وأوضحت الدراسة أن كثير من المشكلات الأسرية والمجتمعية في المجتمع الليبي لها علاقة بأعمال السحر والشعوذة، خاصة قضية العنف الأسري، مشيرة إلى أكثر أنواع السحر انتشارا في البلاد هو التصفيح، وهو أحد أنواع السحر الذي كان يمارسه اليهود قديما في منطقة المغرب العربي. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.