بنغازي 12 يناير 2024 (الأنباء الليبية) -يشكل الزجاج الطبيعي المنتشر في مناطق بالصحراء الليبية قرب الحدود الشرقية مع مصر، أحد أثمن الأحجار الكريمة المنتشرة في البلاد، والذي شكل وجوده لغزا علميا على مدار السنوات الماضية، ودائما كان محط أنظار علماء “الجيولوجيا” الذين قدموا عشرات التفسيرات العلمية لوجوده.
-كنز ليبي ثمين
تمثل هذه الأحجار البلورية المنتشرة كنز ثمين، حيث أنه يقدر بأثمان باهظة جدا، كونه يستخدم كبديل للماس، كما أن ندرة هذه الأحجار تتسبب في ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
ووفقا لما ذكره رئيس قسم العلوم والتاريخ الطبيعي في دار “كريستينز” للمزادات، “جيمس هيسلوب”، عما يمثله هذا الزجاح من قيمة سعرية، فإن القطعة الواحدة منه قد يصل سعرها إلى (20) ألف دولار أمريكي.
-آلية تشكيل الزجاج
قال “هيسلوب”: إن هذه الزجاجات المنتشرة بين رمال الصحراء في بعض المواقع، تشكلت بفعل اصطدام كويكبات بالأرض منذ ملايين السنين، مؤكدا أن هذه الصخور اصطدمت بالأرض ثم بعد ذلك ذابت، لافتا الى أن مثل هذه المناطق قد يوجد فيها أحجار ومعادن أخرى نتجت عن الاصطدام نفسه.
-بحث جيولوجي يفحص أصل الزجاج
نشر في نوفمبر الماضي موقع (phys.org) العلمي البريطاني، مقالا عن أصل الزجاج الصحراوي الليبي، مؤكدا أنه يمثل نوع غريب ونادر من الزجاج الأصفر الموجود حصرا في صحراء بحر الرمال الأعظم، الممتدة على مساحة (72) ألف كيلومتر مربع، بين مصر وليبيا.
وأكد الموقع في المقال العلمي، أنه يمكن ملاحظة هذا الزجاج المنتشر في صحراء الشرق الليبي، والأجزاء الجنوبية الغربية من مصر، إلا أن هذه الثروات تحتاج إلى من يرعاها ويحميها من المهربين والمنقبين التقليديين.
-مخاوف من السطو على الثروات الليبية
كون هذه الأحجار ثمينة فإنها تحتاج إلى أجهزة أمنية قادرة على الوصول لمثل هذه المناطق، وفرض رقابة عليها بما يضمن حمايتها للأجيال الليبية القادمة، إلا أن الاضطرابات السياسية والأمنية التي تعيشها المناطق الحدودية الليبية تعرض مثل هذه الثروات للخطر.
وبمجرد البحث عبر موقع “فيس بوك”، يظهر كثير من الأشخاص الذين يعرضون مثل هذه الزجاجات للبيع بطرق غير قانونية، وهو ما يعني وجود عمليات تنقيب عليها في الصحراء الليبية، حيث تباع بأسعار زهيدة لا تمثل القيمة التي عليها مثل هذه الأحجار الزجاجية الثمينة.
ويطالب كثير من المهتمين بمكافحة التهريب والرحالة بضرورة وضع تصور حكومي لحماية المناطق التي ينتشر بها مثل هذا الزجاج، سواء عبر دوريات أمنية، وزيادة حملات التوعية بمثل هذه الثروات وكيفية الاحتفاظ بها وحمايتها.
-قلادة توت عنخ آمون
الغريب في قضية الزجاج الليبي المنتشر في الصحاري أنه قديم حيث عثر في قلادة الفرعون المصري الشهير “توت عنخ آمون” قطع منه، وعلى الرغم من ندرته إلا أنه يوجد في مناطق أخرى من العالم مثل حجر “المولدافيت”، من فوهة ريس في أوروبا، و”التكتيت” (نوع من الأجسام الزجاجية ذات لون أسود أو رمادي) من ساحل العاج، إلا أن هذه الأنواع ليست غنية بمادة السيليكا الموجودة في زجاج الصحراء الليبية. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.