بنغازي 17 يناير 2024 (الأنباء الليبية) _ تستمر المحاضرات الثقافية المصاحبة لمعرض (أنا ليبيا… أنا التاريخ) في فترة الصباحية والمسائية، بحضور أعضاء اللجان المنظمة للمعرض، ولفيف من المختصين في التاريخ والآثار وجمهور من المهتمين.
وقدم يوم أمس الثلاثاء المحاضرة الأولى، أستاذ مشارك في جامعة طرابلس كلية الفنون والإعلام وأستاذ الفنون المرئية في الجامعات الليبية “نور الدين محمود سعيد” بعنوان (ليبيا في فيلم الإيطالي إبان عهد الاحتلال الفاشيستي)، وأدارها الدكتور “نجيب الحصادي”.
وفي هذا الصدد، قال “نور الدين محمود” للأنباء الليبية: من المعروف إن الاحتلال الإيطالي لليبيا منذ وصول البارجات الإيطالية، وما صحبها من دك عنيف بالقنابل لمدينتي بنغازي وطرابلس، ومن الساعات الأولى للاحتلال أرادت إيطاليا توثيق الحدث فهي تعرف كيف تكتب تاريخها، لهذا أرسلوا مجموعة من الجنود والضباط لفرنسا للتدريب في معهد الأخوين لميير في مدينة ليون، ورجعوا بعد أن تدربوا بشكل جيد وحملهم الجيش الإيطالي معهم لتوثيق البدايات الأولى لاحتلالهم لليبيا، وبعد فترة من الاحتلال أصبح هناك حاجة لمؤسسة فيلمية لتوثق التاريخ وترسخه، وأرادوا القول إنهم ليسوا محتلين لليبيا، وإنما هي حقنا والشاطئ الرابع لدولة إيطاليا، وهذا تزييف دون شك ولكنها بسلطة الصورة استطاعت أن تكسب الرئيس العام، حينها ومن هنا كانت الحاجة لعمل مجموعة من الأفلام الروائية لكي تقنع الشباب الإيطالي والرئيس العام العالمي بأن ليبيا بلد إيطالي.
وأضاف: أرادت إيطاليا الدخول في صميم الفيلم الإيطالي وأجريت مجموعة من البحوث من ضمنها محاضرة (ليبيا في الفيلم الإيطالي إبان العهد الفاشي)، فالأيديولوجية الإيطالية بقدر ما كانت عنيفة أرادت أن تظهر في الفيلم إنها ناعمة، وهنا مربط الفرس فكل الأفلام في تلك الفترة تظهر الإيطالي بأنه شخص متحضر ومتطور جاء ليعلم البدو كيف يعيشون حياة أجمل، في الوقت الذي كانت إيطاليا تعلق المشانق لليبيين وتقتلهم في كل مكان وفق السياسة الفاشية، ولكن إرادة الليبيين وعقيدتهم قوية كانت بالمرصاد لهذا الاحتلال، واستطاعوا مقاومته برغم فقرهم وجوعهم أمام الجحافل الإيطالية المدربة. ويعتبر الاحتلال الإيطالي من أسوء أنواع الاحتلال.
وتابع “نور الدين”: الفترة التي عملت فيها على مجموعة أفلام من إنتاج إيطاليا صورت في ليبيا كانت من تاريخ 1936 إلى194، فأردت تسليط الضوء على هذه الفترة ومعرفة الهدف من إنتاج هذه الأفلام.
وفي السياق، نظمت محاضرة الثانية ضمن الفعاليات حملت عنوانا (تحولات فنون ماقبل التاريخ في الموروث الليبي) ألقاها الكاتب “منصور بوشناف” وأدارها الدكتور “نجيب الحصادي”.
بدوره، ذكر “بوشناف”: أجريت بحثا على تتبع رسومات ماقبل التاريخ وتطورهم خلال الحقب التاريخية المختلفة، وكيف تحولوا إلى نقوش على النسيج والفضة وغيرهن من مواد المختلفة وموجودات بنفس الشكل، لأبين أن الفن لم يمت بل استمر إلى أن وصل إلينا في موروثنا إلى الآن، فهذه النقوش متجذرة فينا نحن الليبيون. (الأنباء الليبية_بنغازي) هــ ع