طرابلس 17 يناير 2024 (الأنباء الليبية) -تعد بريطانيا من الدول الفاعلة في المشهد السياسي الليبي، ومنذ بداية الحراك في 2011 تسعى لندن إلى مد جسور من التواصل مع طرابلس في كافة المجالات خاصة السياسية.
وجاءت التصريحات الأخيرة لسفير المملكة المتحدة لدى ليبيا “مارتن لونغدن”، خلال لقائه النائب بالمجلس الرئاسي “عبد الله اللافي” لتؤكد حرص بريطانيا على ضرورة الاستقرار في ليبيا، وحل المشكلات بين الفرقاء السياسيين، إذ شدد على ضرورة كسر الجمود الراهن والتقدم في العملية السياسية، وإنجاز ملف المصالحة وعدد من الملفات الثنائية بين البلدين.
وعبر ” لونغدن”، منذ توليه مهمته في أكتوبر الماضي 2023، عن سعادته بالوصول إلى العاصمة طرابلس سفيرا جديدا لبريطانيا.
وقال في تسجيل مصور بثته السفارة عبر صفحتها “بالفيس بوك”: أنا متحمس جدا لمهمتي، ولفرصة مقابلة الليبيين من جميع أنحاء هذا البلد الرائع.
-تحديات صعبة
أضاف السفير البريطاني الجديد، أن ليبيا تواجه تحديات سياسية صعبة، مشيرا أنها تتمتع بإمكانات كبيرة، وخاصة في ظل الدعم المناسب من المجتمع الدولي، وذكر أنه عمل في عمّان والدوحة وبيروت وهذه هي المرة الأولى له في ليبيا.
ومنذ تسلم “لونغدن” مهام عمله خلفا للسفيرة السابقة “كارولين هورندال”، أكد في تصريحاته دعم بلاده خطة المبعوث الأممي في ليبيا “عبدالله باتيلي” بشأن الملف الليبي في جميع جوانبه، كما التقي عددا من المسؤولين الليبيين وبحث معهم آخر تطورات الوضع في ليبيا .
يذكر أن الحكومة البريطانية، كانت قد أعلنت عن حزمة مساعدات أولية تصل قيمتها إلى مليون جنيه إسترليني (1.25 مليون دولار) لتلبية الاحتياجات الفورية للمتضررين من الفيضانات الكارثية في مدينة درنة.
وقال وزير الخارجية البريطاني “جيمس كليفرلي”، سنواصل التنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة والسلطات الليبية، بشأن الدعم الإضافي الذي قد يكون مطلوبا”.
-وجهة تنموية
تصنف تقارير بريطانية ليبيا وجهة تنموية واعدة محتملة في السنوات المقبلة، في حال وصلت مرحلة الاستقرار الدائم، نظرا لاحتياجاتها الكثيرة لإعادة الإعمار، بعد الحروب تركت بصمات مدمرة على البني التحتية للبلاد، وينتظر أن تشهد توافدا كبيراً من الشركات الأجنبية من بينها البريطانية، إما لاستكمال المشاريع التي جمّدتها الحرب، أو التعاقد على أخرى جديدة.
ولهذا الغرض، بدأت بريطانيا في الاستعداد لدخول سوق الاستثمارات في ليبيا، من بوابة قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، الذي سجل تراجعا كبيرا في السنوات الأخيرة، متأثراً بالظروف الاستثنائية التي عاشتها البلاد.
– علاقات تجارية واقتصادية
عرفت العلاقات التجارية والاقتصادية، بين لندن وطرابلس، تذبذبا كبيرا، وعدم استقرار خلال نصف القرن الأخير، منع قيام شراكة اقتصادية قوية بينهما، متأثرة بالعلاقات السياسية المشحونة بين البلدين، طيلة سنوات حكم “القذافي” .
يذكر أن السفير البريطاني “مارتن لونغدن”، كان قد التقى وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية “محمد عون”، لمناقشة كيفية رفع إنتاج النفط والغاز، وطرق تطوير الحقول.
كما ناقش اللقاء أهداف وزارة النفط الرامية لرفع الإنتاج إلى ( 2 ) مليون برميل يوميا، مؤكدين التعاون المشترك بين الجانبين للاستفادة من الخبرات بينهما، إلى جانب الاستفادة من فرص التدريب في مجال النفط.
كما بحث السفير البريطاني مع وزير العمل والتأهيل بحكومة الوحدة، التعاون الثنائي، وإمكانية إنشاء المركز الليبي البريطاني للتدريب المهني. (الأنباء الليبية طرابلس) س خ.