بنغازي 17 يناير 2024 (الأنباء الليبية) –تتواصل لليوم الثالث على التوالي، خلال الفترات الصباحية والمسائية، فعاليات معرض (أنا ليبيا أنا التاريخ)، الذي ينظمه ويشرف عليه “مجلس الثقافة العام”، بمدينة بنغازي، وسط حضور لافت من الزوار، لمشاهدة المعروضات الأثرية، وحضور المحاضرات التثقيفية عن تاريخ ليبيا، والحقب التي مرت بها.
– الموسيقي الليبية عبر التاريخ
تناولت فعاليات اليوم خلال الفترة الصباحية عدد من المحاضرات، حملت عنوان (الموسيقي الليبية عبر التاريخ بين إبداع المكان وتخليد الزمان) ألقاها الدكتور “عبدالله مختار السباعي” من كلية الفنون والإعلام، قسم فنون الموسيقى العربية، وعضو هيئة التدريس بجامعة بنغازي سابقا، حيث قال: عرض خلال المحاضرة بداية نشأة الموسيقي، وكيف عرفها الإنسان بصفة عامة، ومن ثم تناولت الموسيقي في العصر العربي الإسلامي، فالعصر العثماني الأول والثاني، إلى الاحتلال الإيطالي، وفترة الحكم الملكي، وما مرت به الموسيقي الليبية في فترة سبتمبر، إلى يومنا هذا.
-نهضة الموسيقى الليبية
أوضح أن هذه مسيرة طويلة، مرت بها الموسيقي الليبية، ومحاور البحث تكون من ( 23) عنصر، واستعرضت أيضا الأسماء المشاركة في نهضة الموسيقى الليبية، التي وضعت قواعدها، من فنانين ورواد للكلمة وملحنين، كما تحدثنا عن المعاهد والمدارس الموسيقية، ودور الإذاعة الليبية التي افتتحت في 1957، وكان دورها كبير جدا في تأسيس الأغنية الليبية، وجمع الألحان والأغاني من كل مناطق ليبيا، وبثت باسم الأغنية الليبية على مستوى الوطن، وفتح مكتب للموسيقى في طرابلس برئاسة “كاظم نديم”، وفي بنغازي ترأسه “علي الشعالية”، وبدأوا بالتسويق للأغاني في ذلك الوقت، وتعتبر هذه الفترة الأهم في تاريخ الأغنية الليبية، حيث ازدهرت ومرت بمراحل كثيرة، منها التعليمية والمهنية والتجارية بأنماطها وفنونها المختلفة.
– شذرات من تاريخ الطرب الليبي
ضمن المشاركات الثقافية قدم الأستاذ “خالد إبراهيم القرقوري”، محاضرة بعنوان (شذرات من تاريخ الطرب الليبي)، وتحدث “لصحيفة الأنباء الليبية” قائلا: من مقالة مقتبسة للدكتور “عبدالله السباعي”: تحدثت بداية عن ارتباطي بالطرب الليبي، من خلال الدكتورة “هنية الكاديكي” رحمها الله، فقد كانت تعشق فن الفنان “محمد صدقي”، وتعمل على إصدار كتاب عن سيرته الفنية، وتعاونت معها في تجميع مادة الكتاب، وتوفها الله بعد إتمام الكتاب، مضيفا، وأكملت المسيرة بالتوثيق لفنون مطربين ليبيين، واستطعت تجميع السيرة الذاتية لثمانين مطرب، وتعاون معي في تجميع المعلومات المؤرخ الفني “جمال النويصري”، وقسمت الكتاب على جزئين، ثم بدأت الكتابة عن شعراء الأغنية الإذاعية، والملحنين، والكتاب جاهز، وسيصدر قريبا.
– مصادر التاريخ القديم
قدمت محاضرة بعنوان ( مصادر التاريخ القديم ) للدكتور “محمد المبروك الذويبي”، عضو هيئة التدريس في قسم التاريخ والآثار بجامعة طرابلس، تحدث حولها قائلا: تناولت ليبيا بمفهومها القديم في المصادر الإغريقية و واللاتينية، التي تطرقت إلى ليبيا إقليما وشعبا، وعاداتها وتقاليدها، وبعض ما كتب عن تاريخ ليبيا القديم، الذي كتب باللغتين الإغريقية واللاتينية، مضيفا، نحن في التاريخ القديم نتحدث عن فترة تبدأ من القرن التاسع قبل الميلاد وتنتهي في القرن الثالث الميلادي.
وأوضح نظرا لضيق الوقت اخترت عينة من المصادر، تلفت انتباه الحضور، وما يمكن الاطلاع عليه فيما بعد بمصدره الموجودة باللغة العربية.
يذكر أن “الذويبي” تخرج من جامعة بنغازي في 1979، وترأس قسم الآثار بالجامعة نفسها عام 1991 إلى عام 1998، كما شغل منصب عميد كلية الآداب جامعة بنغازي من 1998 إلى عام 2004، ولديه مجموعة من الإصدارات متمثلة في تراجم مصادر يونانية ولاتينية، ومجموعة أبحاث نشرت في دوريات مختلفة.
– ليبيا نواة للمذهب المالكي الصحيح
عرض الدكتور “علي بلقاسم الحرابي”، عضو هيئة تدريس كلية الآداب بقسم التاريخ الإسلامي تخصص آثار، محاضرة تناول من خلالها جوانب من التاريخ الإسلامي، والجوانب التي ترتبط بليبيا في الحقبة الإسلامية، وتبدأ من الفتح الإسلامي عام 21 هجريا، إلى دخول العثمانيين ليبيا عام 1551 ميلادي.
وأضاف، هي حقبة طويلة جدا، وما يميزها ليبيا في التاريخ الإسلامي لم تنشأ فيها دولة إسلامية، وإن كانت حلقة وصل بين المشرق والمغرب.
وذكر أيضا: ليبيا عبرتها جيوش الفاتحين المتجهة إلى المغرب الإسلامي، وصلت من خلالها إلى أسبانيا، كذلك استقبلت أفواج الحجيج في المغرب العربي، التي كانت تذهب إلى أداء فريضة الحج، واحتوت ليبيا الفارين من بطش الأسبان بعد سقوط الأندلس (غرناطة) 1492 ميلادي.
كما جاء الكثير من المسلمين ووجدوا الملاذ في درنة وبنغازي، وليبيا نواة للمذهب المالكي الصحيح، الذي برز ووجد صداه لدى السكان والهجرات الإسلامية فيما بعد.
– معالم أثرية إسلامية
اختتمت الفترة المسائية بمحاضرة لرئيس قسم الآثار بجامعة بنغازي الدكتور “مصطفي البركي” بعنوان (معالم أثرية إسلامية) وقال “للأنباء الليبية”: معرض (أنا ليبيا… أنا التاريخ )، يحتوي على تسلسل تاريخي لليبيا من العصور الحديثة، مؤكدا أن الفترة الإسلامية تعد سلسلة مهمة من فترات التاريخ الليبي، ويجب أن يعرض هذا الجانب بشيء من التفصيل، مع تسليط الضوء على آثار ليبيا الإسلامية، كما تناولت الحديث عن الفترة العثمانية، حيث أغلب الآثار الموجودة الآن ترجع لتلك الفترة التي بدأت من عام ( 1551 إلى 1911 ) ميلادي، إضافة لبعض الآثار التي ترجع لعصر الدولة الفاطمية من عام 300 هجريا، وهي مرحلة انتقال الخلافة الفاطمية من تونس إلى مصر.
كما عرض بالمحاضرة أهم الأمثلة للآثار التي أزيلت، والانتهاكات التي لحقت بالآثار الإسلامية وهدم عدد من المعالم في السنوات الأخيرة.(الأنباء الليبية بنغازي) هــ أ / س خ.