بنغازي 19 يناير 2024 (الأنباء الليبية) _ يعرف الأنسولين علمياً إنه هرمون تنتجه خلايا “بيتا في جزء لانجرهانز البنكرياسية” ويعتبر الأنسولين هرمون البناء الرئيسي في الجسم فهو ينظم عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والدهون والبروتين، من خلال تعزيز امتصاص الجلوكوز من الدم إلى خلايا الكبد والدهون والعضلات الهيكلية.
ومؤخراً انتشر الحديث عن مرض مقاومة الأنسولين وبحسب بعض المختصين هو مرض يأتي في المرحلة التي تسبق إصابة المريض كليا بمرض السكري، ويتم اكتشاف الإصابة بمقاومة الأنسولين عقب ضهور بعض الأعراض على المريض من بينها إصابة أحد الوالدين أو الأخوة بمقاومة الأنسولين، إذ قد يرفع ذلك من احتمالية الإصابة، وظهور بقع داكنة اللون على جانبيّ الرقبة أو خلفها، وظهور زوائد جلديّة تحت الإبط أو الرقبة، الشعور بالتعب غير المفسّر، الشعور بالجوع والعطش أكثر من الطبيعي، الشعور بتنميل أو وخز بالقدمين أو اليدين، تكرار الإصابة بالعدوى لفترات طويلة اللهفة الزائدة على تناول السكري.
ويتفق عدد كبير من الأطباء على أن زيادة الوزن سبب رئيسي في الإصابة بمقاومة الأنسولين فضلاً عن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لداء السكري والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً، والمرضى الذين يتناولون أدوية الاكتئاب وأدوية فيروس نقص المناعة البشري، وتوجد حالات طبية أخرى مرتبطة بمقاومة الأنسولين، مثل انقطاع النفس الانسدادي النومي ومرض الكبد الدهني ومتلازمة المبيض متعدد الكيسات ومتلازمة كوشينغ ومتلازمات الحثل الشحمي ومتلازمات الحثل الشحمي، وهي حالات تؤدي إلى فقدان الدهون بشكل غير طبيعي.
وفي هذا الشأن تواصلت صحيفة الأنباء الليبية مع مدير المركز الوطني للسكري بنغازي الدكتور “عوض قويري” والذي أكد أن ظاهرة تحليل مقاومة الأنسولين غير مجدية وغير مفيدة للمرضى، موضحاً أنها غير منطقية وغير صحيحة لأن مقاومة الأنسولين عادة توجد في السكري من النوع الثاني الذين لديهم تاريخ عائلي بالمرض والوزن الزائد واسمرار الرقبة والمرافق فدون الحاجة إلى إجراء أي تحليل يذكر، هذه الدلالات تؤكد الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
ونوه إلى أن هذا التحليل مربك للمرضى ويبعدهم عن التشخيص السليم للمرض، وأن ظاهرة تحليل مقاومة الأنسولين وهم أثير حوله الجدل، مؤكدا أن للسكري ثلاثة أنواع معروفة وشائعة وهي (السكري من النوع الأول، السكري من النوع الثاني، وسكري الحمل).
وتابع قويري: السكري من النوع الأول لا يعمل البنكرياس على إفراز الأنسولين نتيجة لعطب خلايا بيتا للأنسولين، ويعتقد أن سبب ذلك مهاجمة الجسم لها وتدميرها وهي ما يعرف بمنع المناعة الذاتية، بينما في السكري من نوع الثاني يقوم البنكرياس بإفراز الأنسولين، ولكن بكميات ضئيلة وغير كافية لحاجة الجسم أو أن خلايا الجسم لا تستجيب للأنسولين بالشكل الصحيح، وفي هذه الحالة تكون هناك مقاومة الأنسولين. أما سكري الحمل هو نوع من داء السكري يشخص للمرأة خلال بداية الثلث الثاني من الحمل أي الأسبوع الرابع والعشرين للحمل.
وذكر أن حالة ما قبل السكري هي إصابة رسمية بمرض السكري من النوع الثاني الذي من أسبابه زيادة الوزن، والخمول، وعدم ممارسة الرياضة، التاريخ العائلي بالمرض، المعاناة من مشاكل في النوم، الاثنيات العرقية، ومرضى الضغط، والدهون المرتفعة، جميعهم معرضون للإصابة بمرض السكري.
وعن إمكانية الشفاء من السكري النوع الثاني قال القويري: لا يوجد علاج لداء السكري من النوع الثاني، وإنما يمكن أن يساعد فقدان الوزن وتناول طعاماً متوازناً وممارسة التمارين في السيطرة عليه، وفي حال لم يكف اتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة للسيطرة على سكر الدم، فقد يوصى باستخدام أدوية السكري أو العلاج الأنسولين. (الأنباء الليبية _ بنغازي) هــ ع
حوار: بشرى العقيلي