بنغازي 21 يناير 2024 (الأنباء الليبية) – جدد رئيس حكومة الوحدة الوطنية “عبد الحميد الدبيبة”، الحديث عن ضرورة توطين العلاج بالداخل، مؤكداً أن الخطوة باتت ملحة، لا سيما أن العام 2024 سمى بعام الصحة، مؤكداً أن حكومته تسعى لتدريب الكفاءات الطبية الليبية، وتكثيف الجهود وتسخير الإمكانات اللازمة لتطوير الخدمات الطبية وتوطين العلاج وتطوير المرافق الصحية في ليبيا.
ولم تكن تصريحات “الدبيبة” هي الأولى من نوعها، بل رددها كثير وسبقه إليه كثير رؤساء الحكومات، إلا أنه على أرض الواقع لا يزال آلاف المرضى يعانون في الداخل، بينما من في الخارج يواجهون خطراً أكبر بسبب احتمالات عدم استكمال علاجهم، بعد تقاعس الحكومات المتعاقبة عن تسديد الديون المستحقة للمستشفيات ومصحات العلاج في الخارج.
ويرى مراقبون وخبراء في القطاع الطبي أن المساعي الحكومية في ملف توطين العلاج بالداخل لا تتناسب مع المعاناة التي يواجهها المرضى، وأن هذا الملف يحتاج لتحركات جادة، عبر تدريب الكوادر الوطنية، واستقطاب العناصر المميزة لتدعيم القطاع الطبي بها، وكذلك توفير الخدمات اللوجيستية في المستشفيات وتوفير الأدوية.
جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية
وبغرض توطين العلاج بالداخل وتطوير الكوادر الطبية الوطنية، أنشأ جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية، ليقوم بهذه المهمة وفق لقرار حكومة الوحدة الوطنية رقم 164 لعام 2022، إلا أنه الملف لا يزال معلقا حتى الآن، والإنجازات التي تحسب فيه فردية ولا يمكن تعميم على عموم المرافق الصحية حتى الآن.
وعلى الرغم من تشكيل اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي لتوطين العلاج بالداخل، إلا جهودها لم تتعد الخطوات التحضيرية حتى الآن، وكان آخر اجتماع لها في 10 مايو الماضي حيث بحثت وقتها، آخر المستجدات والتحضيرات لعقد المؤتمر في شهر القادم تحت شعار “عودة الحياة بتوطين العلاج” بتنظيم من جهاز دعم وتطوير الخدمات العلاجية.
توطين العلاج في المنطقة الشرقية
وفي المقابل أعلنت الحكومة الليبية في مطلع يناير الجاري، عن البدء في مرحلة الثانية من برنامج توطين العلاج بالداخل، وذلك بإجراء عمليات زراعة قرنية داخل مستشفى بنغازي التعليمي لطب وجراحة العيون.
وقال المكتب الإعلامي للحكومة عبر صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك” إن عدد الحالات المستهدفة بزراعة القرنية داخل مستشفى بنغازي 32 حالة، وبهذا يكون إجمالي حالات زراعة القرآنية في جميع مدن ليبيا خلال شهرين منذ انطلاق عمليات زراعة القرنية 100 عملية.
تحديات أمام ملف التوطين
ويواجه ملف التوطين تحديات جمة، أبرزها الانقسام المؤسسي في البلاد، والذي يعرقل أي خطوات لتأهيل وتطوير القطاع الطبي، وكذلك انتشار الفساد في القطاع الطبي والقطاع الدوائي، حيث سبق أن أحال النائب العام عدداً من القضايا المتعلقة بفساد المسؤولين في قطاع الصحة، والذين كان آخرهم وزير الصحة في حكومة الوحدة الوطنية علي زيدان والذي أحيل للمحاكمة مع عدد من المسؤولين على خلفية الفساد. (الأنباء الليبية – بنغازي) هــ ع