بنغازي 21 يناير 2024 (الأنباء الليبية) -انطلق في منتصف يناير الجاري، معرض ثقافي تحت مسمى (أنا ليبيا .. أنا التاريخ ) بقاعة “السلفيوم”، بمقر مجلس الثقافة العام بمدينة بنغازي، وهو مشروع وطني بمبادرة المجلس، وتعاون مكتب مراقبة الآثار بنغازي، وقسم التربية الفنية بكلية التربية جامعة بنغازي.
وشكلت اللجنة التحضيرية برئاسة الأستاذ “محمد محيا” رئيس مجلس إدارة مجلس الثقافة العام، أما اللجنة العلمية كانت برئاسة الدكتور “سالم الفلاح”، واللجنة الاعلامية برئاسة الصحفية “الهام بن علي” وعمل المعرض على توثيق حقب “ما قبل التاريخ إلى تاريخ ليبيا الحديث، مرورا بالتاريخ الإغريقي والروماني، والبيزنطي والإسلامي، والدولة الفاطمية والعثمانية، إلى إعلان الاستقلال”.
كما تضمن برنامج المعارض، محاضرات تثقيفية لعدد من الأكاديميين، والمختصين في مجال الآثار والدراسات التاريخية، تناولت التاريخ القديم والحديث لليبيا.
– قطع أثرية حقيقية
عرضت لأول مرة قطع أثرية حقيقية مستخرجة من مواقع أثرية داخل مدينة بنغازي للجمهور، ولعدم وجود متحف آثري في المدينة، فإن كل الزوار لديه الرغبة لمشاهدة تلك القطع، وكان سببا في إقبال حضور الجمهور الكبير على المعرض. أيضا عرضت بالمعرض قطع أثرية نفيسة جلبت من مخارن أثار توكرة.
ألتقت “الأنباء الليبية” مع رئيس قسم المتاحف بمراقبة الآثار بنغازي “ابتسام بورقيعة”، ورئيس اللجنة المكلفة من قبل مراقبة الآثار المشاركة بالمعرض، وعضو اللجنة العلمية، حيث قالت: مشاركتنا في المعرض جاءت بدعوة من مجلس الثقافة العام عن طريق الدكتور “خالد الهدار” عميد الأثريين في مدينة بنغازي، لما تمتلكه المراقبة من قطع أثرية مهمة لم تعرض، مع ضرورة الاستفادة منها في المعارض المتحفية، وقد لبينا الدعوة لإيصال رسالة للمجتمع بوجود قطع أثرية في بنغازي، التي لا تمتلك متحفا.
وأضافت، اخترنا مجموعة من القطع الأثرية بناء على تسلسل تاريخي وضعه مجلس الثقافة العام، بحسب العرض العلمي المتبع في المعرض، ومرتبط بالحقب التاريخية، بداية من فترة ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية، وصولا إلى التاريخ الحديث لليبيا، كما عرضت قطعتين تعودان لعصور ما قبل التاريخ، وهي عبارة عن بيضة نعامة أثرية، عثر عليها في جنوب ليبيا، ونقش حجري وجد في منطقة “الرجمة”، وهو نادر ولا يوجد مثيل له في إلا “إقليم سيرينيكا” وطريقة تنفيذه بأسلوب هندسي ثلاثي الأبعاد، والصخرة يمكن حملها من مكان إلى آخر، وهذا ما يميزها.
-قسم القبائل الليبية
أوضحت أن هناك قسم القبائل الليبية، كما أعد نموذج للعربة الحربية التي تجرها الخيول لقبائل “الجرمنت”، والليبيون كان لهم السبق في صناعة هذه العربات، وأخذ “الإغريق” فكرة هذه العربات، وبينت أن هناك فترة سميت بالكلاسيكية، تبدأ من القرن الخامس قبل الميلادي، إلى القرن الخامس الميلادي من التاريخ الليبي، وللمرة الأولى تعرض قطع أثرية كلاسيكية بهذا الطريقة في بنغازي، موضحة أنه قد عرضت قطع أخرى وتعرضت للسرقة.
-الوضع الأمني المستقر ببنغازي ساعد على عرض القطع الأثرية
أشادت “بورقيعة” بالوضع الآمن في بنغازي حاليا، الذي ساعد مراقبة الآثار على تحمل المسؤولية بإخراج القطع الأثرية وعرضها للجمهور، مع وجود جهاز الشرطة السياحية الذي كان متعاونا جدا.
وأوضحت أن هذه المجموعة المعروضة مميزة ونادرة، وتميزها يعود إلى طريقة استخدام القطعة، وشكلها وطرازها، ودقة تفاصيلها، ودرجة حفظها، ومن حق المواطن الاطلاع عليها، وهي قطع تعود للفترة الإغريقية والرومانية.
-العصر الإسلامي
أما بالنسبة للفترة الإسلامية المتمثلة في الآثار الفاطمية في أجدابيا، عرضت قطعة من الزخارف التي كانت موجودة على جدار “القصر الفاطمي”، والقطع الإسلامية الأخرى، عبارة عن شواهد قبور تعود لفترة الحكم العثماني، وهنا نلاحظ انتقال الفن المغربي من الفترة الإغريقية والرومانية، إلى زخارف الفن الإسلامي الخالية من الصور ذوات الأرواح، واستبدالها بزخارف نباتية وهنا يأتي التنوع في عرض القطع الأثرية.
-مشاركة طلبة كلية التربية
شارك طلبة كلية التربية الفنية في صنع مجسمات لبعض القطع الأثرية، حيث أرسل لهم الدكتور “خالد الهدار”، ملف يحتوي على صور عملات ودروع وشواهد أثرية، وقاموا بتجسيدها ببراعة وهي معروضة حاليا في قاعة “السلفيوم”.
-الجانب التنظيمي والتعريف بالقطع الأثرية
تقول “بورقيعة”: في البداية اخترنا القطع، ولكل قطعة بطاقة تعريفية متحفية، وهذه البطاقة تعتبر شهادة ميلاد للقطعة، أما التعريف كان بمثابة تحدي وخاصة أني طالبة ماجستير، ولأول مرة أخوض تجربة توثيق قطع أثرية، وجل القطع من اكتشاف حفريات بين مصلحة الآثار، وجمعية الآثار الليبية، وأجريت عليهن دراسات، وبعض البطاقات لم تذكر التاريخ الفعلي للقطعة، فاتجهت للبحث عن تاريخ كل قطعة، من خلال الدراسات واستطعت توثيق المجموعة بالكامل.
أما وصف القطعة أخذ من بطاقتها التعريفية، بحيث لا يتجاوز التعريف بالقطعة الأثرية ثلاثة أسطر، عملا بالأصول المتحفية.
-أثاث جنائزي وقطع مميزة
معظم القطع المعروضة هي أثاث جنائزي، أخذت من المقابر الأثرية من منطقة السلماني، وسيدي خريبيش، سيدي حسين، ومعظمهن اكتشفن بالصدفة من قبل المواطنين.
وأكدت أن جميع ما عرض من قطع أثرية في معرض (أنا ليبيا .. أنا التاريخ) هي من بنغازي، ولها قيمة تاريخية كبيرة، وحاليا جاري البحث عن كنز بنغازي المنهوب من المصرف التجاري.
وقالت أيضا: يوجد بالمعرض قطعة مميزة لفتت انتباه الزوار بشكل كبير، وهي عبارة عن قناع لسيدة، استخرج من “منطقة تيكا”، ويمتاز بالتفصيل ودقة الصنع، ومن المحتمل أنه يرجع لشخصية مهمة لكونها ترتدي تاجا، ومن الممكن أن يعود القناع لآلهة إغريقية.
يذكر أنه بسبب الاقبال الكبير على زيارة معرض (أنا ليبيا .. أنا التاريخ ) اعلن رئيس اللجنة التحضيرية، عن استمرار استقبال الزوار إلى 02 فبراير 2024.(الأنباء الليبية بنغازي) هــ ع / س خ.