بنغازي 15 يناير 2017 (وال)- ودعت الأسرة الرياضية في بلدية بنغازى صباح الأحد،حارس مرمى المنتخب الليبي السابق العملاق إبراهيم المصري، بعد صراع مع المرض .
ويعتبر الراحل أحد أبرز وأفضل حراس المرمى فى تاريخ كرة القدم الليبية، الذين برزوا منذ آواخر الخمسينيات وطوال مسيرته الكروية الطويلة، كما تألق مع العديد من الأندية المحلية،حيث لعب للأهلي بنغازي والهلال والنجمة والاتحاد، وتوقف قليلاً فى آواخر الستينيات عند محطة نادي التحدي.
وكانت الرحلة الختامية للراحل مع فريق السواحل، تشجيعاً منه ودعماً للنادي الصاعد حديثاً لدوري الأضواء مطلع السبعينيات في آخر أيام رحلته الرياضية .
وحارس العملاق إبراهيم المصري هو الحارس الليبي الوحيد الذي شارك فى دورتين عربيتين متتاليتين،حين تألق في الدورة العربية الثالثة في المغرب عام 1961 والدورة العربية الرابعة عام 1965 في القاهرة.
كما تألق الراحل مع المنتخب الليبي فى دورتين عربيتين متتاليتين،ونال جائزة أفضل حارس مرمى فى الدورة العربية في الرباط، وقدم له السفير الليبي في المغرب ساعة ذهبية تقديراً وإعجاباً بما قدمه.
ففي الدورة العربية في الرباط عام 1961، قاد العملاق إبراهيم المصري منتخب لأول مرة إلى المرتبة الثالثة عربياً، بعد أن حقّق نتائج قوية استهلها بفوز على منتخب لبنان بثلاثة أهداف لهدفين، وفوز كبير على السعودية بخمسة أهداف لهدف، وخسر بصعوبة مع منتخب مصر بهدفين لهدف، ويعتز الراحل الكبير بهذه المباراة التى قال عنها فى إحدى لقاءات الصحفية معه إن المنتخب الليبي لا يستحق الخسارة فى هذه المباراة، رغم قوة المنتخب المصري وقتها، حيث كان يضم أبرز نجوم الكرة العربية أمثال : حمادة إمام ثعلب الكرة المصرية، والشيخ طه إسماعيل، والمرحوم رضا، ورفعت الفناجيلي، وعادل هيكل، وغيرهم من نجوم الكرة المصرية آنذاك.
وخلال هذه البطولة نال الراحل جائزة أفضل حارس مرمى فى الدورة العربية، وقدم له السفير الليبي في الرباط السنوسي باكير ساعة ذهبية تقديراً وإعجاباً بالمستوى الكبير واللافت الذي ظهر به رفقة زميله رجب الأحول الشهير بمسروبة.
ويعتبر الراحل الكبير إبراهيم المصري من أكثر حراس المرمى استعداداً ولياقة بدنية، فحتى عندما هاجر إلى ألمانيا لعب لأحد الأندية هناك، ثم عاد مجدداً إلى الدفاع عن شباك المنتخب الليبي من جديد، واستطاع العودة مجدداً بنفس القدرة رغم إجرائه عملية استئصال الغضروف على الركبة.
وكان المصري عاشق للتحدي والمغامرة دائماً، فكثيراً ما كان يتوجه إلى نقطة الجزاء عندما يتحصل فريقه على ركلة جزاء، ويسجل منها أهدافاً بل كان يتمنى اللعب فى الفرق الضعيفة التى تتبارى مع الفرق القوية، والتى يلعب لها مهاجمين مهرة يجيدون التسديد على المرمى، لقد كان نصف الفريق بالفعل ونقطة قوة فى كل الفرق التى لعب لها، ودافع عن شباكها وكان فى أقوى المباريات وفى ذروة إثارتها يحفز زملائه المهاجمين، ويطالبهم بإحراز ولو هدف ويتركوا الباقي عليه بكل ثقة، لينجح بالفعل فى الحفاظ على شباكه بكل براعة وقيادة فريقه للفوز.
عقب اعتزال الراحل إبراهيم المصري الملاعب، لم يبخل بتقديم خبرته وتجربته مجاناً للعديد من حراس المرمى فى عدد من الأندية المحلية التى عمل بها تطوعاً ودون مقابل، وكانت تراوده فكرة إنتاج شريط مرئي يحتوي على سلسلة دروس تعليمية تطبيقية في فنون الدفاع عن المرمى والشباك، ليقدمه هدية ودروس يستفيد منها حراس المرمى، كما كانت تراوده فكرة إقامة معرض رياضي صغير خاص بمقتنياته وصوره، لكن الظروف حالت دون ذلك، وهو من حراس المرمى القلة الذين يتمتعون بثقافة واسعة ويجيد التحدث بعدة لغات.
وكان الراحل عندما يمر من أمام مقر نادي النصر حالياً ملعب البركة سابقاً، كان يتوقف ويفضل الجلوس داخل مقر النادي ويلتقي برواد النادي، ويستعيد معهم ذكرياته الجميلة، ويروي لهم الكثير من الحكايات في هذا الملعب التاريخي، الذي كان خير شاهد على تاريخه ومواسمه الزاهية .
في السنوات الأخيرة، مرّ الحارس العملاق إبراهيم المصري بظروف صعبة وعصيبة، ومن ثم ساءت أحواله وظروفه الصحية أكثر في الآونة الأخيرة، وإصابته بمرض مفاجئ مؤخراً ونقله سريعاً إلى مستشفى 1200 سرير، حيث انتقل إلى جوار المولى عز وجل صباح يوم أمس الأحد، وكان عدد قليل من رفاق رحلة الأمس بجانبه فى أيامه الأخيرة، ليلقوا عليه النظرة الأخيرة قبل الوداع والرحيل المر، وفي صمت رهيب رحل العملاق الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وقتاً طويلاً دونما ضجيج . (وال- بنغازي) س أ / ر ت