بنغازي 23 يناير 2024 (الأنباء الليبية) -تسببت أزمة شاحنات النقل الثقيل التي أعلن أصحابها قبل أيام الدخول في اعتصام مفتوح، في ارتفاع أسعار السلع والمواد بشكل غير مسبوق في السوق المحلي، كما أنها باتت تهدد حركة الواردات من دول الجوار.
ودخل سائقو شاحنات النقل الثقيل في إضراب عن العمل منذ أيام، بسبب رفضهم لعدم توفير الوقود على طول الطريق الساحلي، وانتشار بعض نقاط التفتيش غير الرسمية على الطريق الساحلي، والتي تفرض عليهم رسوما باهظة بعضها غير رسمي، والمعاملة السيئة على الطريق من قبل بعض البوابات الأمنية.
وبرغم اجتماع وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية “عصام الطرابلسي” مع ممثلي السائقين، وكذلك اجتماع وكيل وزارة الداخلية عن المنطقة الشرقية مع زملائهم في المنطقة الشرقية، وتعهد الطرفان بحل المشاكل، وتلبية مطالب السائقين، إلا أن حركة نقل البضائع لم تعد لما كانت عليه قبل الاعتصام حتى الآن.
-ارتفاع أسعار مواد البناء
ذكر شهود عيان أن أسعار مواد البناء تأثرت بشكل كبير بسبب الاعتصام، حيث وصل سعر الإسمنت على سبيل المثال لأسعار غير مسبوقة في السوق المحلي، لسعر القنطار إلى (85) دينارا، بينما كان لا يتجاوز (37) دينارا، في نهاية العام الماضي 2023 أي قبل نحو شهر من الآن.
وأرجع العاملون في مجال البناء والعقارات سبب ارتفاع أسعار الأسمنت ومواد البناء الأخرى، لتعطل حركة النقل بسبب اعتصام السائقين، مطالبين بضرورة حل المشكلة بشكل نهائي، وضمان عدم تكرارها مرة أخرى، خاصة وأن بعض التجار استغل الأزمة، واحتكر السلعة لتحقيق أكبر مكسب ممكن عبر التجارة في الأزمات.
-الموانئ معطلة
تسبب تعطل حركة النقل الثقيل في وقف العمل بشكل كامل خلال العشرة أيام الماضية داخل الموانئ الليبية، وفقا لما ذكره رئيس لجنة تنظيم حركة النقل بميناء الخمس ” حسين الميشات”، وأكد أن الحركة تعطلت تماما في الميناء منذ دخل السائقون في اعتصامهم.
وطالب “الميشات” بضرورة تلبية مطالب المحتجين، خصوصا وأنها مطالب مشروعة، ويطالبون بتوفير الوقود، وعدم فرض إتاوات عليهم من قبل الجماعات المسلحة.
-تأثر حركة التجارة مع دول الجوار
في السياق ذاته تأثرت حركة التجارة مع دول الجوار، خاصة تونس التي تعتمد بشكل أساسي على النقل البري في تجارتها مع ليبيا، وتقلص عدد الشاحنات التي تمر من معبر “الذهيبة – وازن” الحدودي الرابط بين البلدين إلى نحو عشر شاحنات يوميا فقط، بعد أن كان يمر منه يوميا حوالي (100) شاحنة.
وعلق رئيس غرفة التجارة التونسية – الليبية “علي الذوادي” على هذا التراجع مؤكدا أن (99%) من الصادرات التونسية إلى ليبيا، تأتي عبر البر، مؤكدا أن إضراب سائقي الشاحنات في ليبيا من الممكن أن يُرفع في أقرب وقت، بعد أن دخلت الحكومة في مفاوضات مع السائقين، مؤكدا أن الاعتصام أثر بشكل مبالغ فيه على حركة التجارة بين البلدين. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.