البيضاء 30 يناير 2024 (الأنباء الليبية) _ألقى مرض “الجلد العقدي” للأبقار بعد تفشيه في مناطق الجبل الأخضر ومدينة البيضاء بعد تعرضهم لإعصار دانيال، بضلاله عبر العديد من المشاكل خاصة الأوضاع الاقتصادية للمزارعين الذي يعتمدون اعتمادا كليا على مهنة تربية الأبقار، والاستفادة من بيع مشتقاتها.
فيقول المزارع فرج عبد الله من مدينة البيضاء، في حديثه لصحيفة الأنباء الليبية: منذ تفشي هذا المرض بين الأبقار خسر ثلاث أبقار من أصل ستة من حيواناته، مما انعكس سلب على وضعه المعيشي.
وتابع “فرج” إن فئة المزارعين يعانون بشدة جراء تفشي هذا المرض، فبعد الخسائر في أرواح الحيوانات يبقى المزارع في خوف من إصابة باقي أبقاره بهذا الفيروس، ويعاني أيضا عندما تصاب الأبقار، فنواجه معضلة غلاء أسعار الأدوية من خافض حرارة وإبر معينة تعطى للبقرة حتى تشفى تماما.
وأوضح: منذ انتشار الفيروس وعملية بيع الألبان متوقفة، فنقوم بحلب الأبقار وسكبها على الأرض ولا نستفيد منها بأي شكل من الأشكال خوفا على صحة المواطنين.
وأضاف المزارع نعرف البقرة في أول إصابتها ونراقبها حتى تظهر عليها علامات الشفاء التام. مبينا إنه توجه إلى الجهات المسؤولة عند تفشي المرض في حظيرته، ولكن المساعدة اقتصرت على إرسال طبيب بيطري جاء وقام بالكشف فقط على الأبقار، والأدوية كانت على حسابنا الخاص بدل أن توفرها الجهات المسؤولة.
وناشد فرج عبد الله، الجهات المسؤولة بالالتفاف لهم ودعمهم وتوفير كافة الأدوية والمعدات الخاصة بتطهير الحائر، والنظر إلى فئة المزارعين التي تعاني من تفشي هذا المرض الذي ضرب باقتصادهم وأوضاعهم المالية.
وفي ذات السياق، ناشد مدير إدارة الثروة الحيوانية بالجبل الأخضر “صالح بو مباركة” عبر صحيفة الأنباء الليبية الجهات المسؤولة بضرورة توفير على الأقل سيارة مزودة بآلة رش مبيدات حشرية حاليا لرش الحظائر التي تم تسجيل فيها إصابات، بعد ارتفاع وتيرة إصابات الأبقار بمرض “التبقع الجلدي” الذي تم تسجيله بعد إعصار “دانيال” الذي ضرب مدن الشرق الليبي سبتمبر من العام الماضي، وللحد من انتقال العدوى للمناطق المجاورة.
وأكد “بو مباركة” في اتصال هاتفي مع الأبناء الليبية، بأنه منذ ظهور المرض سجلنا إصابة أكثر من 900 رأس من الأبقار ونفوق حتى اليوم 105 رأس ، وأن الأوضاع سيئة تعاني منها مدينة البيضاء جراء انتشار هذا المرض بين المواشي، وعدم اهتمام الجهات المسؤولة بهذا الموضوع الخطير.
وذكر: تم تكليف لجنة من قبل المجلس البلدي مكونة من الإصحاح البيئي والصحة الحيوانية حتى يستلموا عمل التفتيش داخل أماكن بيع اللحوم، بمدينة البيضاء، بحيث يتم الختم على اللحوم السليمة والكشف عن المصابة حتى يتم إعدامها بشكل مباشر ولكن هذا العمل معلق حاليا لعدم توفر الأختام للمجلس البلدي، وهو شي خطير لأنه سيساعد ضعاف النفوس من استغلال الوضع وبيع لحوم مصابة.
وأكمل: لا بد من توفير معقمات ومطهرات معينة وبعض الملابس الواقية ومبيدات الحشرية، كون هذا المرض ينتقل بشكل مباشر عن طريق البعوض وعن طريق الحشرات الناقلة بالدم، فعندما نقوم مثلا بإقامة حجر بيطري للحيوان المصاب، نجد اليوم الثاني أغلب القطيع مصابا أيضا بسبب المستنقعات وكثرة البعوض والحشرات. لافتا أنه بقرب فصل الربيع حيث تستقر الأجواء الشتوية نوعا ما وتزداد أشعة الشمس سيساعد الوضع في عملية انتشار المرض بشكل أكبر وأسرع.
وبين “بو مباركة” إن بلدية البيضاء تعاني من تهميش وعدم اهتمام جراء ما حدث لها من أضرار منذ الإعصار، وإنه لا يوجد أي دعم حقيقي وفعلي لهذه المدينة التي عانت الكثير.
وأوضح أن من ضمن عمل مكتب الثروة الحيوانية وبقل الإمكانات المتمثلة في أبسط الأشياء كتوفير سيارة خاصة للمكتب، لذلك نتوجه بسياراتنا الخاصة في حالة وصول بلاغ ما من أحد مربي الأبقار، ونقوم بزيارة له مع أحد الأطباء البيطريين وإعطائه إفادة مدتها أسبوعين وتجدد بعد أسبوعين، ونقوم بزيارة مرة أخرى حتى يتسنى للمربي بيع الألبان ومشتقاته، فيوجد العديد من المواطنين ممن يعيشون على بيع مشتقات الألبان والعجول، وفي حال وجود بقرة مريضة يتم صرف العلاج المناسب لها ويبدأ المربي في مرحلة علاجها.
الجدير بالذكر أن مرض “الجلد العقدي” انتشر قبل ثلاثة أشهر في بعض مناطق الشرق الليبي، بسبب تراكم مياه الفيضانات التي أدت لانتقال هذا المرض بين الأبقار الأغنام. (الأنباء الليبية _ البيضاء) هــ ع
تقرير: فاطمة الورفلي