بنغازي 30 يناير 2024 م (الأنباء الليبية) – نظمت وكالة الأنباء الليبية بمقر إدارتها العامة ببنغازي وبالتعاون مع نادي المناظرة الليبي مساء اليوم الثلاثاء مناظرة حول قضية رفع الدعم عن المحروقات في ليبيا، وذلك ضمن مسؤوليتها الإعلامية والتضامنية مع المجتمع بتسليط الضوء على قضايا الرأي العام المحلي.
واستعرض الفريقان الموالي والمعارض لهذه القضية رؤيتهما للقضية وآثارها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وانعكاسات القضية على الحياة اليومية للمواطن الليبي.
حلول واستراتيجيات
القى مدير عام وكالة الأنباء الليبية «إبراهيم هدية» كلمة في افتتاح المناظرة تطرق فيها للجدل الذي حدث في الشارع الليبي حول قضية رفع الدعم عن المحروقات وما نتج عنها من خلافات وتصدعات.
وقال ” هدية” : أن قضية رفع الدعم عن المحروقات تمس حياة الناس بشكل مباشر وأشار أن قرار رفع الدعم سيترتب عنه آثار وتداعيات كبيرة قد تتعدى الآثار الاقتصادية وتمتد لتعصف بجوانب متعددة في حياة الناس ما لم يتم دراسته بشكل متأني وتوضع له استراتيجيات تضمن عدم إلحاق ضرر بالمواطنين وتحميلهم أعباء حياتية وضغوط معيشية إضافية.
720 مليار دينار قيمة تهريب الوقود
استند أعضاء الفريق الموالي لرفع الدعم عن المحروقات في دفاعهم عن هذا القرار أن الدولة تتكبد ما قيمته 3.5 دينار ليبي لشراء لتر واحد من البنزين الذي يصل الى المواطن بسعر مدعوم هو الأقل على مستوى دول العالم بما فيها الدول النفطية.
وأشار الفريق أن ثروات الليبيين تضيع في دروب التهريب الأمر الذي يتطلب خطوة حاسمة لحماية موارد الدولة من الاستنزاف المتواصل موضحاً أن تهريب الوقود يكلف الميزانية الليبية حوالي 720 مليون دولار سنويا.
83 مليار دعم المحروقات 2023
وشدد الفريق الموالي لرفع الدعم على ضرورة تبني السلطات التشريعية المنتخبة للقرار وتضمينه بقانون و تتولى السلطات التنفيذية متابعة مراقبة التنفيذ عبر مؤسساتها ، وأن يتم منح المواطنين بطاقات الكترونية محددة القيمة للتزود بالوقود ، وإقرار تسعيرة لنقل الركاب و البضائع ، و ان يتم استثمار قيمة الدعم في الاستحداث والتوسع في وسائل النقل العام ورفع سقف المرتبات لتعويض المواطنين عن الفروقات بين السعر المدعوم والسعر الحقيقي لثمن المحروقات.
وأشار الفريق المؤيد لقرار رفع الدعم أن الدولة الليبية انفقت خلال عام 2023 حوالي 83 مليار دينار لدعم المحروقات، بينما وصل سقف الرواتب للعام نفسه 65 مليار دينار ليبي، مما يوضح ان الدعم الأكبر يذهب للمحروقات وليس للمرتبات بحسب قولهم.
تجاوز السلطات التشريعية
فيما استند الفريق المعارض لقرار رفع الدعم عن المحروقات سوف يزعزع حياة المواطن في بلد لم يستقر منذ أكثر من عشر سنوات تعاقبت فيها حكومات انتقالية عجزت عن تحقيق الاستقرار.
ورفض الفريق المعارض للقرار حجة الفريق الموالي بأن رفع الدعم سيقضى على التهريب وقال يمكن القضاء على التهريب من خلال تعزيز الجهود الأمنية ورفع الغطاء الاجتماعي عن المهربين.
وحذر الفريق المعارض من تداعيات رفع الدعم الذي سينتج عنه بحسب قولهم تصاعد جنوني في الأسعار، مشيرين أن هناك تقارير تفيد بارتفاع كبير في نسبة الفقر في ليبيا. (الأنباء الليبية) متابعة / هدى الشيخي – تصوير / وليد الحفار