المرج 05 يناير 2024 (الأنباء الليبية) – تعد مدينة المرج وضواحيها من المناطق التي تعاني نقصا حادا في إمدادات مياه الشرب، لذلك يعتبر مشروع آبار الغريب الذي يغذي المدينة من أهم المشاريع التي تلبي الاحتياجات المائية البلدية وضواحيها.
وقد تعرض المشروع لأضرار جسيمة نتيجة السيول والفيضانات التي اجتاحت مدن ومناطق شرق ليبيا في شهر سبتمبر من العام الماضي، وقامت إدارة جهاز النهر الصناعي بتكليف لجنة لتقييم الأضرار التي لحقت بالمشروع.
صحيفة الأنباء الليبية تابعت الموضوع الذي يشكل أولوية مهمة لسكان المنطقة وتواصلت مع إدارة جهاز النهر الصناعي وأجرت حوار مع مدير إدارة المشروعات بمنظومة السرير سرت- تازربوا – بنغازي المهندس “عبد السلام بالأشهر” لتوضيح أوضاع المشروع وإذا كانت هناك صعوبات تواجه تنفيذه.
وأوضح المهندس “عبد السلام بالأشهر” في الحوار التي أجرته معه صحيفة الأنباء الليبية : إن المشروع كان من ضمن مشاريع التنمية وأسند العمل عليه لجهاز النهر الصناعي في عام 2006، وقامت أمانة التخطيط بتمويل المشروع وكلفت شركة النهر لتصنيع الأنابيب والإنشاء بتنفيذه، وهي شركة مملوكة بالكامل لجهاز النهر.
بداية المشروع
وتابع “بالأشهر”: يتكون المشروع من 14 بئر حُفر عن طريق شعبية المرج في تلك الفترة تحت إشراف الهيئة العامة للمياه، واستلمنا المشروع منها وقمنا بالعمل عليه بتوفير البنية التحتية التي تتكون من رؤوس الآبار وخزانات المياه ومحطة ضخ وخطوط الأنابيب، لتغذية المرج والمناطق القريبة منها من حقل آبار الغريب، وتستهدف مناطق (البياضة، واسطاطا وبطة والعويلية). ومن المفروض أن تنتج الآبار 20 ألف متر مكعب يوميا، ووصل المشروع لنسبة كبيرة من الإنجاز، ولكن للأسف توقف المشروع في أحداث فبراير 2011، وتعرض للعبث والتخريب.
وحول خطوط سير المشروع، أوضح “بالأشهر”: إن المشروع له خطان رئيسيان خط تجميع (أ) وخط تجميع (ب) ويبلغ طولهن 8 كيلوا مترا، ويزودان خزان تجميع الماء بسعة 6000 متر مكعب، وأيضا محطة ضخ تتكون من 4 محطات رفع، والخزان الأوسط سعته 20 ألف متر مكعب وتخرج منه خط أنابيب لتوزيع المياه على مدينة المرج وضواحيها، بالإضافة لخزان التجميع الرئيسي الذي يقع في منطقة بو قراوة، والخزان الآخر بالقرب من منطقة البياضة.
وأضاف: عندما حاولنا استئناف العمل على المشروع منعنا من قبل المواطنين بسبب مرور خط الأنابيب بأراضيهم وطالبوا بتعويضهم، وفعلاً تمت تسوية الأمر معهم واستطعنا استكمال العمل وتوقيع عقود مع المستفيدين من الأراضي، وتأمين المشروع والحفاظ عليه كان بالتنسيق مع المجالس البلدية فقاموا بحماية مكونات المشروع طيلة فترة توقفه. وبدأنا في إصلاح الأضرار التي لحقت بالمشروع وقمنا بتركيب مضخات جديدة ووصلنا لمرحلة التسليم، وخاطبنا الجهات المعنية لاستلام المشروع لأن مثل هذه المشاريع التنموية ليست من اختصاصنا.
نسبة الإنجاز
وأوضح مدير إدارة المشروعات إن نسبة الإنجاز في المشروع وصلت 100 % قبل حدوث كارثة السيول والفيضانات ، وخاطبنا وزارة الموارد المائية وشركة المياه والصرف الصحي وأرسلنا لهم إنذارا قانونيا لاستلام المشروع، ولكن امتنعوا عن الاستلام لأسباب نجهلها.
وبينما كنا نستعد لتسليم المشروع والبدء في مرحلة التشغيل، حدثت بعد ذلك كارثة الفيضانات التي الحقت أضرار جسيمة بالمشروع ودمرت الآبار وخطوط الأنابيب وخطوط الكهرباء المشغلة للمشروع.
وأكمل مدير إدارة المشروعات: قمنا بتقييم أوضاع المشروع ورفع تقرير عن نسبة أضرار الآبار وخطوط إمداد المياه، ونحتاج حاليا لإعادة تأهيل المشروع بالكامل، فغرف التحكم الموجودة فوق الآبار غيرتها المياه ووصل منسوبها لمترين تقريباً، ونحتاج لتغيير مسار الأنابيب وإخراجها من مسار الوادي خوفا من عودة السيل مرة أخرى.
إعادة إحياء المشروع
وأوضح “بالأشهر”: خاطبنا صندوق إعمار درنة وبنغازي لتأهيل المشروع، وبالفعل طالبوا بتزويدهم بعرض مالي وفني لإعادة العمل على المشروع، وحاليا نبحث عن التمويل اللازم للنهوض بمشروع تزويد مدينة المرج وضواحيها من حقل آبار الغريب، لأننا قد نحتاج لحفر آبار جديدة أو توسيع الآبار لكونها عميقة وضيقة وليست بمواصفات الآبار المحفورة من قبل مشروع النهر الصناعي.
واختتم: شغلنا خط منطقة البياضة الأقل ضررا ورجعت المياه للمنطقة، وباقي الخطوط متضررة بالكامل. وأوضح مدير المشروعات أن القيمة التقديرية لإعادة إحياء المشروع تبلغ حوالي 30 مليون دينار ليبي، والأمر متوقف حاليا إلى حين إيجاد ممول لإنجاز العمل على أكمل وجه. (الأنباء الليبية – المرج)
حوار ومتابعة : هدى العبدلي
تحرير: هند عيسى