برازافيل 07 فبراير 2024 (الأنباء الليبية) -أعلن المجلس الرئاسي، في 09 سبتمبر 2021، إطلاق مشروع المصالحة الوطنية الشاملة، وهي المهمة التي كلفه بها ملتقى الحوار السياسي الذي رعته الأمم المتحدة بين أطراف النزاع الليبي في جنيف، وانبثق عنه الرئاسي في 05 فبراير 2021، إلى جانب حكومة الوحدة الوطنية برئاسة “عبد الحميد الدبيبة”، ومنذ هذا التاريخ تواجه المصالحة الوطنية الليبية عقبات عدة.
-خطوة مهمة
قال مراقبون ومختصون في الشؤون الليبية: أن الدعم الإفريقي لعقد مؤتمر المصالحة الوطنية في أبريل المقبل بمدينة سرت، خطوة مهمة من أجل لم شمل الليبيين، ووقف الخلافات بين السياسيين والمسؤولين في شرق وغرب البلاد، وشددوا على ضرورة وقف التدخلات الخارجية في هذه الفترة المهمة، التي تحتاج إلى دعم جميع خطوات التقارب بين جميع طوائف الشعب الليبي، وإنهاء الصراعات التي عمقتها المصالح التي يسعى لتحقيقها عدد من الدول الطامعة في خيرات البلاد.
قال الباحث في العلاقات العربية والإفريقية “أحمد العناني” في تصريحات لـ” الأنباء الليبية”: جاء اجتماع لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى بشأن ليبيا في “الكونغو برازافيل، في توقيت غاية في الأهمية لمسار الأزمة الليبية، بعد رفض عدة أطراف رئيسة في ليبيا المبادرة الأخيرة للمبعوث الأممي “عبد الله باتيلي”، وعدم عبور الخلافات والانسداد السياسي بشأن الوصول إلى إقامة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي يعول عليها الليبيون لاستعادة الأمن والاستقرار.
ويرى “العناني” أن أبرز ما يعرقل المساعي الليبية لتحقيق المصالحة الوطنية، هي التدخلات الخارجية التي تسعى من خلالها بعض الدول على الصعيدين الإقليمي والدولي، لتحقيق مكاسب على حساب وحدة أبناء الشعب الليبي.
ويؤكد الباحث في العلاقات الإفريقية “العناني”، أن ما قد يعجل بوصول ليبيا إلى مرحلة وحدة الصف ولم الشمل، هو رفض أي مساع دولية باستثناء الأمم المتحدة، لافتا إلى أن كافة الخطوات التي اتخذتها دول ومنظمات دولية لم تجلب إلى ليبيا إلا مزيد من المشاكل.
-قبول الشعب الليبي
يؤكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي “محمد المنفي”، بأن إنجاز المصالحة الوطنية سيعزز من فرص “إجراء الانتخابات الشاملة التي ستحظى بقبول الشعب الليبي “.
وشدد النائب بالمجلس الرئاسي الليبي “عبد الله اللافي”، على عزم المجلس في الاستمرار نحو استكمال مسار المصالحة الوطنية، باعتبارها طريق نجاح أي حل سياسي لتحقيق الاستقرار والسلام المستدام.
ورحب البيان الختامي لاجتماع لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى بشأن ليبيا، باتفاق الأطراف الليبية على عقد مؤتمر المصالحة الوطنية في 28 أبريل 2024 بمدينة سرت، بالتزامن مع انطلاق المفوضية العليا للمصالحة الوطنية، مطالبا مفوضية الاتحاد الأفريقي بمواصلة دعم الليبيين، لضمان نجاح هذه العملية في الوقت المناسب وبطريقة فعالة.
ودعا البيان في ختام اجتماع اللجنة “بالكونغو برازافيل” برئاسة الرئيس الكونغولي “دينيس ساسو نغيسو”، والرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي رئيس جمهورية جزر القمر الاتحادية “عثمان غزالي”، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي “موسى فقي” جميع الأطراف الخارجية إلى التوقف والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا؛ لأنه يقوض المصالح الأساسية للشعب الليبي وتطلعاته المشروعة ، مؤكدا الحاجة الملحة لسحب كل المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، وفقا لقرارات الاتحاد الأفريقي والقرارات الدولية ذات الصلة.
كما شدد المجتمعون على الحاجة الملحة إلى تقارب وتكامل إجراءات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي؛ من أجل تجنب ازدواجية الجهود المبذولة من أجل ليبيا.
وأشار “موسى فقي” محمد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي إلى أن “الأزمة الليبية طال أمدها كثيرا وكلّفت شعبها غاليا”، وقال إن الأزمة غذت “الإرهاب في منطقة الساحل”.
وبحسب الاتحاد الإفريقي، فإن الأزمة الليبية متعددة الأبعاد، عسكرية وأمنية وسياسية ومؤسساتية واقتصادية ومالية.
-سحب المرتزقة
جدد الرئيس الجزائري “عبد المجيد تبون”، دعوة بلاده لإنهاء كل أشكال التواجد العسكري في ليبيا، مشددا على ضرورة سحب جميع المرتزقة مهما تغيرت مسمياتهم.
وأكد “تبون”، خلال كلمته أن استخدام القوة في ليبيا لن يؤدي إلا إلى “استمرار الأزمة وتفاقمها وتعريض مستقبل الشعب الليبي للخطر، وتقويض حقه في الاستقرار والأمن والرخاء، وزيادة تدهور الأوضاع في المنطقة، التي تتحمل أكثر من غيرها وطأة التأثير السلبي لعدم الاستقرار والانقسام السياسي الذي يحتدم في هذا البلد”.
ونوه في الكلمة التي قرأها نيابة عنه الوزير الأول “نذير العرباوي”، أن الوضع في ليبيا أصبح ملجأ للميليشيات المسلحة، والجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية لتهريب الأسلحة والمخدرات، ومعبرا للهجرة غير الشرعية.
كما جدد “تبون”، الدعوة لكل الأطراف الخارجية المعنية بالشأن الليبي من أجل الالتفاف حول هذا المسار البناء، والالتزام باحترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقلالية قرارها، لافتا إلى أن أي حل نهائي للأزمة الليبية، لن يتأتى إلا عبر مسار يكرس مبدأ السيادة الوطنية، ويتولى فيه الأشقاء الليبيون زمام أمورهم، ويحفظ حقهم الأصيل في ثروات بلادهم وفي تسييرها واستغلالها، بما يضمن لهم الاستقرار والتنمية والازدهار.
يذكر أن اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي حول ليبيا التي يرأسها الرئيس الكونغولي “دونيس ساسو نغيسو” تضم 10 دول، وهي: مصر والجزائر، والكونغو، وجنوب أفريقيا، وإثيوبيا، والنيجر، وموريتانيا، وتونس، والسودان وأوغندا.
-تحذير أممي
قال المبعوث الأممي لليبيا “عبد الله باتيلي”: إن العملية السياسية والمصالحة الوطنية، يجب أن يسيرا جنبا إلى جنب من أجل تحقيق سلام واستقرار مستدامين في ليبيا.
ودعا المبعوث الأممي في كلمة ألقاها في اجتماع لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى المعنية بليبيا، الذي القادة الليبيين إلى اعتماد مقاربة منهجية وتوافقية بشأن عملية المصالحة، مجددا التعبير عن مناشدته للاتحاد الإفريقي بتشكيل فريق خبراء في ليبيا لدعم العملية، وشجع جميع الشركاء الإقليميين على تجديد دعمهم لمسار المصالحة الوطنية في ليبيا.
وحذر “باتيلي” من أن الخلافات المستمرة بين القادة السياسيين أصبحت تشكل عقبة إضافية، أمام توحيد المؤسسات الليبية والمصالحة الوطنية، مبينا أن الخلافات في النهج التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة بين فريقي المصالحة الوطنية التابع للمجلس الرئاسي ومجلس النواب، بشأن رعاية العملية تحمل مخاطر عرقلة الأنشطة في المستقبل. (الأنباء الليبية برازافيل) س خ.