بنغازي 09 فبراير 2024 (الأنباء الليبية) – عقدت حكومة الوحدة الوطنية اجتماعا وزاريا بحضور عدد من المسؤولين الدوليين لمناقشة أوضاع النازحين الليبيين في الداخل، واستعراض خارطة الطريق الخاصة بإنهاء معاناة آلاف الليبيين الذين أجبرتهم الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد على ترك منازلهم خلال السنوات الماضية.
وترأس الاجتماع الذي بحث آليات حل مشكلة النازحين، وزير الحكم المحلي “بدر الدين التومي”، وحضره وزير التخطيط، ومدير عام المجلس الوطني للتخطيط الاقتصادي والاجتماعي، ومستشار الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون النزوح، ونائب رئيس البعثة ومنسق الأمم المتحدة المقيم للشؤون الإنسانية.
وخلال الاجتماع ناقش الحضور التقدم المحرز في معالجة ملف النزوح الداخلي، واستعراض خارطة الطريق الخاصة بإنهاء مشكلة النزوح بشكل نهائي.
واتفق المجتمعون على تشكيل فريق من الفنيين لإعداد الخطة التفصيلية لخارطة الطريق والمباشرة الفورية.
ومن المفترض أن تعمل هذه اللجنة على وضع تصورات لحل أزمة النازحون المنتشرون في كثير من المدن الليبية، حيث يعيش بعضهم في مراكز إيواء أو مخيمات، أو يستأجر مسكن في أحد المدن ولا يستطيع العودة إلى مسكنه بسبب الخلافات السياسية التي لم تحل حتى الآن.
مئات الآلاف نازحون
ووفقا لإحصائيات صادرة عن منظمات حقوقية يوجد في البلاد ما يقارب 125 ألف من نازح ليبي من المدن المتضررة خلال النزاع المستمر، فضلاً عما يعادل 40 ألف شخص نزحوا مؤخرًا من درنة جراء السيول والفيضانات التي اجتاحت مناطق شرق ليبيا بحسب إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة.
وعلى الرغم من الرقم سالف الذكر إلا أن جهات حقوقية تقول إن الرقم أكثر من ذلك بكثير حيث وصل إلى نحو 278 ألف شخص وفق تقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بينما تقول إحصائيات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا أنه يوجد 220 ألف نازح لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم، وأن أعدادا قليلة فقط هي التي عادت إلى مناطقها نتيجة لقرار وقف إطلاق النار.
معاناة لا تتوقف
ورغم أن النازحون خرجوا من منازلهم منذ فترات طويلة، وتوقفت العمليات المسلحة في البلاد إلا أن تقارير لمنظمة الصحة العالمية أن واحدا من بين سبعة ليبيين هم في حاجة إلى رعاية نفسية جرّاء الحروب والأزمات الأمنية والسياسية، والتي زادت بسبب الأحداث التي عاشتها البلاد عقب انتهاء فترات الصراع خصوصا وباء كورونا وإعصار دانيال.
ووفق تقارير حقوقية فإن هؤلاء النازحون يواجهون ظروفا معيشية قاسية، لا تقف عند حد نقص الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والسكن الملائم، ولكنها تصل إلى حد التشتت العائلي، وانفصال بعض أفراد البيت الواحد عن بعضهم البعض.
نازحو تاورغاء
ويعيش قرابة 3500 ألف نازح من مدينة تاورغاء في معاناة إنسانية لا تتوقف، حيث تطالب منظمات حقوقية بضرورة جبر ضرر هؤلاء النازحين وإنهاء مأساتهم وتمكينهم من العودة لمنازلهم وتعويضهم عن فترات الشتات، مؤكدة أن محاولات المصالحة التي تناولت أوضاع هؤلاء النازحين لم تنجح بسبب عدم حماية السكان من المجموعات المسلحة في ظل غياب برامج إصلاح القطاع الأمني في البلاد. (الأنباء الليبية)