بنغازي 10 فبراير 2024 م (الأنباء الليبية) – بدأت اليوم السبت بمدينة بنغازي أعمال المؤتمر الأول للسياحة تحت «شعار بين الواقع والطموح» والذي تنظمه وزارة السياحة والآثار بالحكومة الليبية، بمشاركة خبراء ومتخصصين ليبيين من مختلف المؤسسات الليبية إلى جانب العديد من الوفود العربية والدولية.
وحضر فعاليات افتتاح المؤتمر عدد من أعضاء مجلس النواب ووزراء الحكومة الليبية، والأمين العام للمجلس القومي للمرأة الليبية، ومديري إدارتي التوجيه المعنوي والاستثمار العسكري بالقوات المسلحة.
ومن جهته قال وزير السياحة ” علي قلمة ” في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن تنظيم المؤتمر يأتي ضمن جهود وخطط الوزارة للنهوض بقطاع السياحة باعتباره رافد من روافد الاقتصاد الليبي، وأحد القطاعات المهمة التي تفتح آفاق العمل أمام الشباب، إلى جانب التعريف بالموروث الحضاري والتراثي الليبي الذي يعد ذاكرة تاريخ وطن.
وأضاف الوزير أن المؤتمر يشارك فيه مجموعة كبيرة من الباحثين المتخصصين في مجال السياحة من بينهم 25 باحثا من دول مختلفة ينحدرون من إفريقيا وآسيا وأوروبا، لجانب عشرات الباحثين والأكاديميين من الجامعات والجهات الأكاديمية الليبية.
وتابع أنه لولا تضحيات الجيش الليبي الذي أمن البلاد وحقق الاستقرار، ما كان لهذا المؤتمر أن يتم، لافتا إلى أن جهود القيادة العامة وجنود القوات المسلحة أسهمت في تدوير عجلة التنمية والبناء، وأن ما تشهده بنغازي من نهضة عمرانية وتنموية خير دليل على ذلك.
وشدد على أن وزارة السياحة تبنت استراتيجية واضحة المعالم والأهداف منذ تشكيل الحكومة من أجل النهوض بقطاع السياحة بهدف تنويع الاقتصاد الوطني، والمحافظة على الموروث الحضاري الذي يعد ذاكرة ليبيا، وذلك عبر الاستفادة من المخرجات العلمية في مجال صناعة السياحة وتجارب الدول.
وقال إن الفعاليات تسعى لتطوير سياسات سياحية من خلال رؤية مستقبلية لدور وزارة السياحة والآثار في دعم عجلة التنمية بالبلاد، لافتا إلى أن الرسالة الرئيسية من المؤتمر هي “العمل على وضع خطط سياحية ونشر ثقافة الحفاظ على مشاريع التنمية من أجل استدامتها”.
ومن جهته قال اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقيادة العامة للقوات المسلحة، إن المؤتمر، تحقق بفضل تضحيات رجال القوات المسلحة وابطالها، فمن أجل أن ينهزم الإرهاب قدم رجال وأبطال الغالي والنفيس لتحقيق هذا الهدف، بقيادة المشير خليفة حفتر، مؤكدا أن الجيش الذي نجح في معركة الإرهاب، نجح أيضا في بداية معركة التنمية، والذي يعد هذه المؤتمر جزء منها.
وأوضح أن ليبيا تمتلك مقومات سياحية متنوعة، ويمكنها أن تحقق عوائد تنموية طيبة من خلال استغل مواردها السياحة، لافتا إلى أنه منذ ثلاثة عقود لم يتم عقد مؤتمر خاص بالسياحة في البلاد، والآن جاء الدور الآن لأن تأخذ السياحة مكانتها وأن تنعم ليبيا بهذا العقول العلمية المستنيرة.
ورحب عضو مجلس النواب إبراهيم الزغيد، ، بالحاضرين في المؤتمر، لافتا إلى إن هذا المؤتمر، وفي هذا المكان الذي كان من الصعب إقامته في وقت سابق، بل إنه كان من الصعب اجتماع خمسة أشخاص من قبل في نفس المكان.
وتابع أن القاعة التي أقيم فيها المؤتمر كانت في السابق مقرا لمقر مجلس النواب، ولكن بعد سيطرة الإرهاب اضطر البرلمان للانعقاد في مدينة طبرق، إلا أنه بفضل الله والقيادة العامة وأبطال القوات المسلحة، انهزم الإرهاب.
وتابع أنه بفضل هذه التضحيات باتت بنغازي وهي المدينة الثانية في البلاد بعد العاصمة طرابلس، عاصمة للثقافة والاقتصاد والتنمية.
ووجه الزغيد الشكر لوزارة السياحة على تنظيم المؤتمر، وتمنى أن تقدم المشاركات العلمية حلولا جديرة بالتنفيذ لنهضة قطاع السياحي في البلاد، مؤكدا على دعم رئيس مجلس النواب للمؤتمر ونقل تحياته للحضور.
ويهدف المؤتمر إلى الوقوف على واقع النشاط السياحي، والامكانيات المتاحة، ومدى مساهمته في الجذب السياحي، بالإضافة إلى تشجيع المستثمر المحلى، وجلب المستثمر الأجنبي لدعم الاقتصاد الوطني، وحماية التراث الحضاري، والوصول إلى تنمية سياحية متوازنة، وتحسين البيئة وتطوير المواقع التاريخية والأثرية، وتفعيل دور البنى التحتية المحلية والرقمية في دعم قطاع السياحة.
ويرتكز المؤتمر الذي يقام على مدار اليوم وغدا على عدد من المحاور التي تناقشها الجلسات المقررة لذلك، حيث يقام في كل يوم جلستين، تناقش كل منها مجموعة من المحاور من بينها “المحور القانوني والأمني، والذي ناقش “التشريعات القانونية ودورها في الحماية القانونية للسائح والأماكن السياحية، ومواكبة التطورات التشريعية التي تشهدها البلدان المتقدمة في مجال السياحة، وتجارب الدول التي قطعت شوطا في التشريعات السياحية”.
كما يناقش المؤتمر “دور المؤسسات الأمنية في الحفاظ على الأمن السياحي والأثري، والتقنيات الحديثة في تأمين المواقع السياحية والأثرية”، بالإضافة إلى مناقشة دور “الاستقرار السياسي وتأثيره على قطاع السياحة، العلاقات السياسية الدولية وأثرها في تنشيط واستقرار قطاع السياحة، سبل تنشيط السياحة عقب الأزمات السياسية”.
ويتطرق إلى بحث أدوار “القطاعين الحكومي والخاص في التنمية السياحية، ودور المنظمات المحلية والدولية في تنمية السياحة”، كما سيبحث في تأثير الصراع السياسي المحلي وأثره على تنشيط السياحة في ليبيا”. (الأنباء الليبية) متابعة / بشرى العقيلي – تصوير / عبد السلام الفيتوري