بنغازي 10 فبراير 2024 (الأنباء الليبية) -لايزال الرعب يسيطر على عدد من العواصم الأوروبية، خاصة المطلة على البحر المتوسط، من تزايد اعداد المهاجرين غير الشرعيين في ظل الاضطرابات والقلاقل والحروب في المنطقة.
قالت المترجمة في أحد مراكز إيواء المهاجرين في إيطاليا عبير السيد لـ “الأنباء الليبية”: نستقبل يوميا مئات المهاجرين، وأغلبهم من الصبية والأطفال، دفع بهم في رحلات هجرة غير شرعية من دول عربية وأفريقية، ودفع اهاليهم مبالغ مالية كبيرة متوهمين أن حلم الثراء ينتظر أولادهم، ولا يعلمون أن المجهول الغامض هو من ينتظر ابناؤهم، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة تمر بها القارة العجوز عامة وليس إيطاليا فقط.
وأضافت، أجد صعوبة في الحديث مع هؤلاء الصبية والأطفال الذين لقنوا تعليمات أن يلتزموا الصمت، لعدم كشف جنسياتهم وهويتهم حتى لا يعادوا إلى بلدانهم.
وقال الباحث في العلاقات الدولية أحمد العناني: لـ “الأنباء الليبية”: إن أوروبا بدأت تتخلى عن نغمة حرية حقوق الإنسان، واحتواء اللاجئين واستقبال الأعداد مهما كان رقمها بعدما تحول آلاف المهاجرين إلى عبء كبير عليها، كما أدى إلى ارتفاع نسب البطالة والجريمة، إضافة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي خفضت كثير من النفقات المالية في هذا المجال.
-حلول ناجزة
أضاف أن عددا من الدول الأوروبية المتضررة من تنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وعلى رأسها إيطاليا بدأت في التفكير في حلول ناجزة تحول دون تدفق هذه الأعداد الكبيرة إلى أراضيها، فكان أبرز الحلول عودة هؤلاء اللاجئين إلى موطنهم ووقف الأضرار التي تنجم عن تواجدهم في بلدان أخرى.
وأضاف العناني، بدون شك أن ليبيا أكثر دولة في شمال أفريقيا تعاني بسبب هذه الظاهرة، لموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يقصر مدة الوصول لأوروبا وتحديدا إيطاليا، لذا يجب عقد اتفاقيات ببن طرابلس وعواصم أوروبية تتضمن بنودا واضحة في هذا الملف، أهمها ضرورة الحد من تدفق اللاجئين ومنع المهاجرين غير الشرعيين.
-تحركات أوروبية
في إطار التحركات الأوروبية في هذا الشأن، زار مؤخرا وفد من المفوضية الأوروبية مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين بمنطقة (عين زارة) في طرابلس، بحضور سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، وممثل عن المنظمة الدولية للهجرة.
وأطلع الوفد الأوروبي على جهود جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية في إيواء وإعاشة المهاجرين، إلى حين استكمال إجراءات ترحيلهم طوعيا إلى بلدانهم الأصلية، وفق معايير حقوق الإنسان.
واستمع الوفد الأوروبي إلى بعض المهاجرين غير الشرعيين، الذين أكدوا تلقيهم المعاملة الحسنة ومطالبتهم بتسريع إجراءات الترحيل الطوعي التي تشرف على تنفيذه المنظمة الدولية للهجرة، وذلك للعودة إلى أوطانهم في أسرع وقت ممكن.
بدورهم، طالب أعضاء الوفد الأوروبي إعادة المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين بمراكز الإيواء إلى بلدانهم الأصلية، مؤكدين أنه هو «الحل الأمثل لمعالجة هذه المشكلة».
وزار الوفد ميناء طرابلس، لتفقد عمليات الإدارة العامة لأمن السواحل، وبحث سبل التعاون بين الطرفين. (الأنباء الليبية بنغازي) س خ.