بنغازي 11 فبراير 2024 م (الأنباء الليبية) – شهدت الأيام الماضية تحركات واسعة للدبلوماسية الفرنسية في ليبيا، حيث التقى المبعوث الفرنسي الخاص، والسفير الفرنسي لدى ليبيا بعدد من الأطراف السياسية في البلاد، وكذلك مع المبعوث الأممي، تزامنا مع تقارير فرنسية تتحدث عن طرح باريس لمبادرة جديدة لحلحلة الأزمة السياسية في البلاد.
لقاءات موسعة لبحث الانسداد السياسي
وفي وقت سابق استقبل رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا، “بول سولير”، بحضور سفير الجمهورية الفرنسية لدى ليبيا، “مصطفى مهراج”.
وخلال اللقاء أكد المبعوث الفرنسي حرص بلاده على ضرورة استمرار حالة الاستقرار في ليبيا، ودعمها لرئيس المجلس في كل خطواته لمعالجة حالة الانسداد السياسي وضمان إجراء الانتخابات في بيئة ملائمة يُشارك فيها كل الليبيين.
وتطرق اللقاء، للعلاقات الثنائية التي تجمع البلدين في كل المجالات، بالإضافة لدعم فرنسا لعمل اللجنة المالية العليا بما يحقق تطبيق معايير الإفصاح والشفافية وترشيد الإنفاق والعدالة في استخدام الموارد المالية لتنفيذ مشاريع التنمية.
كما التقي المبعوث الفرنسي إلى ليبيا، “بول سولير”، بحضور سفير فرنسا “مصطفى مهراج”، النائب بالمجلس الرئاسي موسى الكوني، حيث ناقشا معا العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقالت السفارة الفرنسية في بيان لها، إن الطرفين تبادلا وجهات النظر حول العملية السياسية وكيفية إنهاء الانسداد وخلق بيئة مناسبة للانتخابات.
وأضافت الوزارة أنه تمت مناقشة آليات دعم الاستقرار والأمن في جنوب ليبيا وجميع أنحاء البلاد.
وبعدها بساعات التقى المبعوث أيضا مع عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي لدى ليبيا، وناقشا الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في البلاد، وسبل دعم الأطراف الليبية من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي يفضي إلى توحيد المؤسسات، ويمهد الطريق لإجراء الانتخابات.
مخاطر عدم التوصل لاتفاق
وخلال اللقاء تطرق الممثل الخاص للحديث عن ضرورة اضطلاع شركاء ليبيا الإقليميين والدوليين بمسؤوليتهم في تيسير التوصل إلى حل مستدام ينهي الوضع القائم، ويحصن ليبيا من الانزلاق مجددا نحو صراع طويل الأمد قد يعرض سلامة أراضي ليبيا لخطر جسيم”.
وشدد باتيلي على ضرورة استكمال عملية المصالحة الوطنية وجهود إعادة الإعمار في شرق ليبيا”، قائلا: “شددنا على الحاجة إلى تبنى مقاربة موحدة لإعادة الإعمار تعطي الأولوية لاحتياجات السكان المتضررين وتحظى بثقة ودعم الجميع، بما في ذلك الشركاء الدوليون.”
خطة بثلاث مسارات
وفي السياق ذاته أفاد موقع «أفريكا إنتليجينس» في تقرير حديث له بأن سلسلة المشاورات الواسعة التي أجراها مبعوث ماكرون، بأن الغرض منها هو عرض خطة جديدة، لإنهاء الأزمة في البلاد.
وأكد الموقع أن باريس تهدف إلى جمع الأطراف الليبية في ثلاثة مسارات، اجتماعي واقتصادي ومن ثم سياسي، على مراحل، بهدف الوصول إلى نقطة التقاء تجمعهم لإنهاء الأزمة الراهنة».
ويرى مراقبون أن فرنسا تسعى للعب دور جديد في المشهد الليبي، خصوصا بعدما خفت نجمها خلال الفترة الماضية، إذ تسعى بهذه التحركات إلى العودة للساحة الليبية، خصوصا مع إشارة تقارير إعلامية فرنسية مقربة من الاستخبارات الفرنسية إلى طرح مبادرة سياسية ترعاها باريس للعب دور الوسيط بين الأطراف السياسية في البلاد لحلحلة الأزمة القائمة وصولا إلى الانتخابات.
تأمين مصالح
ويقول المراقبون إن باريس تسعى لتأمين مصالحها في ليبيا، خصوصا وأنها تتطلع إلى زيادة استثماراتها في قطاع الطاقة، بالإضافة إلى تأمين احتياجاتها من النفط والغاز الليبي في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية خصوصا وأن باريس كانت تعتمد على الطاقة الروسية بشكل واسع وهو ما تسعى لتأمينه من الطاقة الليبية. (الأنباء الليبية)