تونس 12 فبراير 2024 (الأنباء الليبية) – وضع عدد من البرلمانيين والمراقبين والمختصين في الشؤون السياسية حلولاً لتحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا، مشددين على ضرورة إنهاء المراحل الانتقالية وتشكيل حكومة موحدة وإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتوحيد المؤسسات المنقسمة بين الشرق والغرب وخروج القوات المرتزقة والقوات الأجنبية، مؤكدون أهمية إنهاء الوصاية الخارجية والتدخلات الأجنبية، وتحقيق المصالحة الليبية.
كما حذروا من خطورة المخططات الأجنبية لتقسيم ليبيا، وطالبوا الأطياف السياسية والقوى الاجتماعية بتقديم تنازلات من أجل دفع المركب السياسي الليبي إلى شاطئ الأمان والاستقرار.
التدخلات الأجنبية
قال الباحث المصري في العلاقات العربية محمد شعت ل “الأنباء الليبية” أن ما تشهده ليبيا في المرحلة الراهنة يتطلب وقفة عاجلة لمنع التدخلات الأجنبية خصوصا أن هذا التدخل يعمق الانقسام الداخلي بين الأطراف السياسية، مشددا على ضرورة المضي قدما نحو التسريع بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأشار إلى ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وتحرك مجلس الأمن لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية التي تلعب دورا سلبياً في عدم تحقيق الاستقرار عن طريق مساندة طرف على حساب آخر، فضلا عن نفوذ بعض الميليشيات في العاصمة طرابلس وضرورة تقليم أظافر هذه العناصر وإقصائها تماما من المشهد السياسي الليبي.
وأشار إلى أن مصر ترى استقرار ليبيا امتدادا مهما لأمن المنطقة، مؤكدا أن الدور المصري واضح منذ بداية الأزمة الليبية بدعم خيارات الشعب الليبي وحقه في تقرير مصيره عن طريق اختيار ما يناسب توجهاته في المرحلة الحالية.
الاستقرار السياسي
وطالبت رئيسة المركز الدولي للدراسات الدولية والاستراتيجية في تونس بدرة قعلول بإشراك جميع أطياف المشهد السياسي والمدني الليبي لتحقيق مقومات الاستقرار السياسي في البلاد.
وصرحت قعلول بأن التقارب الكبير بين أبناء الشعبين الليبي والتونسي له جذور، مؤكدة أن للبلدين علاقات محورية مهمة وكلاهما يمثل العمق الاستراتيجي والأمني للآخر.
بدورها، شددت عضو مجلس النواب الليبي هناء خليفة أبو ديب، على ضرورة عدم تدخل المجتمع الدولي في الشؤون الليبية، لافتة إلى أنه إن كان هناك ضرورة للتدخل فيجب أن يكون في إطار الشراكة والندية وليس من أجل المصالح الذاتية وتغذية الصراعات.
وانتقدت النائبة الليبية، التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية الليبية، مؤكدة أنه السبب الرئيسي في الأزمة التي تشهدها البلاد، والتي تحول دون تحقيق الاستقرار والتنمية.
وثمنت حوار مجلسي النواب والأعلى للدولة، متوقعة بأن يفضي إلى توافق في الوقت القريب وتقديم تنازلات من أجل الدولة الليبية.
ويرى عضو مجلس النواب الليبي صالحين عبد النبي أن تحقيق الوحدة الوطنية لليبيا يجب أن يمر عبر وقف التدخلات الأجنبية، وتعزيز الشراكة مع المجتمع الدولي لإرساء مقومات الاستقرار والسلم.
ملتقى تونس
يذكر، أن تونس استضافت مؤخراً ملتقى نظمه المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع مؤسسة شمال أفريقيا لرعاية الشباب والتنمية، ناقش العديد من المحاور بشأن الاستقرار في ليبيا، من بينها الاستقرار السياسي والأمني من أجل البناء والتنمية، وإنهاء الوصاية وتكوين شراكات دولية مبنية على مبدأ الاحترام المتبادل، وكذلك دور المرأة والشباب في صناعة السلام والاستقرار، والمصالحة الليبية.
وأقيم المؤتمر على مدار يومي التاسع والعاشر من فبراير الجاري، في العاصمة التونسية، وشارك فيه خبراء ومحللون استراتيجيون من تونس والجزائر ومصر والنيجر وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وجنوب أفريقيا، فضلا عن أعضاء من مجلسي النواب والأعلى للدولة ومنظمات مدنية ومجلس حكماء ومشايخ ليبيا وممثلين عن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا. (الأنباء الليبية – ليبيا) هــ ع