بنغازي 13 فبراير 2024 (الأنباء الليبية) – الفطر أو “عش الغراب”، وهو ما يعرف شعبيا باسم “القمحي”، من الثمار التي عرفها الإنسان منذ فترة طويلة، ويوجد منها في العالم (200) نوع، توجد في ليبيا أنواع قليلة منه، وتعد مصدرا غذائيا جيداً.
ويعتبر الفطر الليبي من أجود الأنواع، وأكثره فائدة لما يحتويه من مركبات غذائية وفيتامينات وغيرها، حيث يحتوي على معادن الكالسيوم والمنجنيز، والصوديوم والمغنيسيوم والفوسفور، والكلور والبوتاسيوم، والحديد والزنك، والنحاس واليود.
– سمة وهوية لمنطقة الجبل الأخضر
وذكر مخرج الأفلام الوثائقية السياحية بالجبل الأخضر “فتح الله المجدوب” لصحيفة الأنباء الليبية: إن الفطر من أكثر النباتات الشهيرة في الجبل الأخضر، المستخدمة للتعبير عن هوية المنطقة سينمائيا ووثائقيا.
وتابع، إن من أكثر أنواع الفطر انتشارا في ليبيا هو “القمحي”، وهو فطر جبلي ينمو غالبا عند جذوع الغابات المتشابكة الكثيفة، ويسمى المكان الموجود فيه ( بالمجنا ) أو حقل الفطر الصغير، وهو لذيذ ويمكن أكله مشويا أو مطبوخا أو مقليا.
– أنواعه وأماكن وجوده
أوضح أن “القمحي” يبدأ في خروجه من الأرض عند أول زخات للمطر على هيئة فقاعات صغيرة، ويسمى في هذه المرحلة ( الفقعي )، وهناك نوع آخر يسمى (السيكران) ينمو في الأرض الحرة القريبة من الصحراء وعند أطراف الجبل بكميات كبيرة، ويكبر بالقرب من شجيرة (الدرياس السامة)، ويشترك معها في بعض الخصائص، أهمها وجود نسبة من السمية القليلة لكنها غير مؤثرة في الإنسان، وهو فطر مفضل، ومصدر غذائي اقتصادي جيد.
وأشار إلى أن “السيكران” واحد من أشهر وأكثر النباتات مبيعا على الطرقات للمسافرين، وتشتهر بعض القرى ببيعه واستثماره منها قرية (مراوة، قندولة، واسلطنه )، ويبدأ موسم جنيه في شهر يناير من كل عام.
– الترفاس
عن “الترفاس أو الكمأة” قال “المجدوب”: هي ثمرة غالية الثمن تكثر في الجنوب الليبي، وخاصة منطقة (الحمادة الحمراء) والجفرة ، ولها مذاق طيب، وفائدة عظيمة وهي غذاء ودواء، فقد استعملت عصارته في تطهير العين من الرمد أو غشاوة العين (المياه البيضاء)
وأشار إلى أن “الترفاس” ينمو بلا جذور أو بذور، وهو عبارة عن طفرة نيتروجينية فطرية، تتحد مع غاز النيتروجين والهيدروجين الموجودين في الجو، فعندما تحدث الشرارة الكهربائية من البرق، يتكون مركب أميني ينزل للأرض، ويدور بحركة سريعة يجمع الأملاح والمعادن الموجودة بالتربة مكون هذه الدرنات باهظة الثمن، وهي على شكل حبة البطاطا. وقد صدرت منه كميات كبيرة إلى الخارج وخاصة دولة الكويت.
وهناك أيضا نوع من الفطر يعرف ب (زل الكلب)، وهو “كالقمحي، وسام جدا ويسبب كثيرا من الأمراض الجلدية عند لمسه، لكن أهل الجبل يعرفونه جيدا ويحددون نوعه وشكله بدقة، وهم من أطلقوا عليه هذا الاسم.
– الفطر صلاحيته للإنسان
حسب دراسات علماء الفطريات هناك (1400) نوع من الفطر، يحتوي كل جنس بشكل نموذجي على أنواع صالحة للأكل وأخرى غير صالحة، وصنفت ضمن أجناس معينة، ومن بين أنواع الفطر السام فطر يدعى (الملاك القاتل، والقيصر اللذيذ، وعش الغراب الطائر، أو الغاريقون المسبب للهلوسة).
وحسب بعض التجارب يمكن التعرف والتمييز بين الفطر السام والفطر غير السام، عن طريق رش بعض الملح عليه، فإن تحول اللون إلى اللون الغامق فهو فطر صالح للأكل، وإن تحول اللون إلى اللون الأصفر فهو فطر سام. (الأنباء الليبية – بنغازي)
متابعة: بشرى العقيلي
تحرير: هند عيسى