القاهرة 15 فبراير 2024 (الأنباء الليبية) – جاءت نتائج المشاورات بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان مثمرة للغاية فيما يخص الشأن الليبي إذ إنه بعد قطيعة وخلافات بين البلدين امتدت عدة أعوام في عدد من القضايا كان من بينها الملف الليبي، أعلن السيسي في كلمته “أكدنا ضرورة تعزيز التشاور بين البلدين حول الملف الليبي، بما يساعد على عقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية وتوحيد المؤسسة العسكرية بالبلاد، ونقدر أن نجاحنا في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا سيمثل نموذجا يحتذى به، حيث إن دول المنطقة هي الأقدر على فهم تعقيداتها وسبل تسوية الخلافات القائمة فيها”.
استقرار ليبيا
قال الباحث في العلاقات العربية والدولية أحمد العناني لــ “الأنباء الليبية”: التقارب المصري التركي يصب في خدمة استقرار ليبيا وإنهاء كثير من الخلافات حيث إن الملف الليبي كان من أكثر القضايا شديدة الحساسية بين القاهرة وأنقرة إذ الوجود العسكري التركي في ليبيا أثار مخاوف مصر نظرا لما تمثله ليبيا من عمق استراتيجي مهم لأمنها القومي.
وأشار إلى أن التوتر بين مصر وتركيا بسبب ليبيا، بلغ ذروته في يونيو عام 2020، حين كان لتركيا دور قوي في الغرب الليبي بدعم الحكومة المسيطرة على السلطة في العاصمة طرابلس وما أثير حينها عن احتمال بالزحف نحو مدينة “سرت”، حينها أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن (سرت- الجفرة ، خطا أحمر) لن تقبل مصر بتجاوزه. وهو ما اعتبره مراقبون تهديدا مباشرا من مصر لتركيا.
وشدد على أن التصريحات الصادرة عن السيسي وأردوغان تشير إلى دعم المسار السياسي وإجراء الانتخابات ووقف الخلافات وهي خطوة مهمة في التقارب بين البلدين في الملف الليبي نظرا لما تمثله مصر وتركيا من ثقل مهم في المنطقة ودور مؤثر في العديد من القضايا أبرزها دون شك الملف الليبي.
معالجة التوترات
وذكر الباحث في الشأن التركي كرم سعيد في تقرير عن هذه القضية: تمكنت مصر وتركيا خلال الآونة الأخيرة من إدارة التفاعلات التي شهدتها المنطقة، وبخاصة في ليبيا من خلال آليات تضمن معالجة التوترات، وبما يخدم مصالح البلدين، وظهر ذلك في تأكيد البلدين على دعم العملية السياسية في ليبيا، والحفاظ على وحدة أراضيها.
وأشار الباحث في الشأن التركي بشير عبد الفتاح في تصريحات تليفزيونية إلى أن القضايا الخلافية بين مصر وتركيا تتعلق بالاستقرار الإقليمي مثل الشأن الليبي،، منوها بأن هذه الخلافات لو تم التوافق بشأنها والوصول إلى حلول مرضية، فإن الاستقرار الإقليمي سيشهد انطلاقة نوعية حقيقية. مشيدا بنتائج لقاء السيسي وأردوغان والتركيز على الملف الليبي الذي يعد من أهم القضايا بالمنطقة، مشيرا إلى أن استقرار ليبيا يصب في خدمة مصالح القاهرة وأنقرة.
على صعيد متصل، قالت وزارة الخارجية التركية إن نتائج التطبيع مع مصر ظهرت في ليبيا وغزة، وذلك بمناسبة أول زيارة للرئيس رجب إردوغان إلى القاهرة منذ 12 عاماً.
وأكد الناطق باسم الخارجية التركية أونجو كتشالي ، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، أن أنقرة تولي أهمية كبيرة لسلامة واستقرار ورفاهية ليبيا، مشيرا إلى أنه من المقرر افتتاح القنصلية العامة التركية في بنغازي قريبا. (الأنباء الليبية – القاهرة) هــ ع