ميونيخ 18 فبراير 2024 (الأنباء الليبية) _ جاءت تصريحات المسؤولين في مؤتمر ميونيخ للأمن منددة بمجازر الكيان الصهيوني في قطاع غزة، مطالبين المجتمع الدولي بمنع اجتياح مدينة رفح التي تشهد تكدس ما يفوق المليون نازح ما ينذر بكارثة مرعبة.
طالب وزير الشئون الخارجية الهندي “إس . جايشانكار” الكيان الإسرائيلي بالالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وأن يدرك جيدا أن هناك خسائر بشرية تقع بين مدنيين من جراء عملياتها في المنطقة.
وشدد على أن بلاده أكدت مرارًا على مدى عشرات السنين تأييدها لحل الدولتين، وأضاف : أعتقد أن كثيرا من دول العالم تشعر الآن أن حل الدولتين أمر ضروري، بل إنه أصبح الآن أمر ملح بدرجة أكثر من ذي قبل.
إطلاق النار
كما شارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في جلسة نقاش بعنوان: “نحو الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط: تحدي خفض التصعيد”، وذلك على هامش مؤتمر ميونخ للأمن 2024.
وشدّد خلال الجلسة على أهمية وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الأولوية يجب أن تكون أيضاً لإنهاء الكارثة الإنسانية التي تحدث في القطاع.وطالب بالتركيز على انسحاب قوات الاحتلال من غزة، وزيادة وصول المساعدات الإنسانية لسكان غزة.
وأكد أن الطريق نحو الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة، بما في ذلك الكيان الإسرائيلي، هو من خلال إقامة دولة فلسطينية، مطالباً المجتمع الدولي بالتركيز على ذلك.
وأوضح أن محادثات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية ركّزت على العديد من النقاط في القضية الفلسطينية، وشدّدت على أن الأولوية الملحّة هي معالجة الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والحاجة إلى إيجاد طريقة لوقف العدوان ، مع إيجاد طريقة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
كما أكد وزير الخارجية السعودي أن الاستفزازات التي تقوم بها قوات الاحتلال تؤجج حتماً مشاعر الأمتين العربية والإسلامية، خاصةً مع اقتراب عدد الشهداء إلى 30 ألف مدني، و17 ألف يتيم، واستمرار المعاناة الإنسانية الهائلة في قطاع غزة، ومنها نقص الغذاء، ونقص المياه، ونقص الدواء، وأن تلك الاستفزازات الإسرائيلية قد تخدم أيديولوجيات الإرهاب والتطرف في جميع أنحاء العالم.
الأزمة الإنسانية
وعلق وزير الخارجية المصري سامح شكرى، على أحداث غزة قائلا : “الأمر لا يتعلق مع أي نوع من أنواع الأمن من أجل تحقيق مستقبل أفضل وهناك الكثير من القضايا والأمور المتعلقة بالدفاع عن النفس وأيضا الحق فى مقاومة الاحتلال وضمان تحقيق المصير للشعب الفلسطيني. مؤكدا أن هناك مبادئ في الحق عن الدفاع عن النفس والعيش، وهناك العديد من الحقوق للشعب الفلسطيني .
وأضاف شكرى خلال مشاركته فى جلسة نقاشية حول السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط على هامش أعمال مؤتمر ميونخ للأمن : “هناك حاجة بأن نقتنع بأن الأمر لا يتعلق بالسابع من أكتوبر فقط، لقد وصلنا إلى 28 ألفا من الأبرياء الفلسطينيين الضحايا، هذا دلالة كبيرة على مدى الأزمة الإنسانية، والتدمير الذي حدث في غزة، والأمر لا يتناسب مع أي نوع من أنواع الأمن أو أي رؤية أمنية من أجل تحقيق مستقبل أفضل”.
الجهود الدولية
يذكر أن العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، أكد خلال لقائه المستشار الألمانى أولاف شولتس، أمس السبت، ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف إطلاق النار فى غزة.
وشدد العاهل الأردنى خلال اللقاء، الذى عقد على هامش أعمال الدورة الستين لمؤتمر ميونخ للأمن بألمانيا ، على أهمية أن يضطلع المجتمع الدولى بدوره لحماية المدنيين الأبرياء الذين يواجهون ظروفا قاسية نتيجة الحرب الدائرة فى غزة.
كما أكد أهمية إيصال المساعدات الإغاثية والإنسانية والطبية إلى الأهالى فى غزة بشكل مستمر، فى ظل ما يعانيه القطاع من نقص حاد فى المقومات الأساسية للحياة من غذاء وماء ودواء وكهرباء ووقود.
وجدد عاهل الأردن التحذير من الهجوم الإسرائيلى على رفح، جنوب قطاع غزة؛ الذى من شأنه أن يؤدى إلى كارثة إنسانية أخرى قد تدفع إلى تهجير السكان، مؤكدا رفض الأردن لأية محاولات لتهجير الفلسطينيين داخليا أو خارجيا.
كابوس إنساني
بدورها، وصفت محكمة العدل الدولية التطورات الأخيرة في قطاع غزة، وخاصة في رفح بالكابوس الإنساني إذ شددت على أن لها عواقب إقليمية لا تحصى، وأكدت أن هذا الوضع الخطير يتطلب التنفيذ الفوري والفعال للتدابير المؤقتة التي أشارت إليها المحكمة في أمرها الصادر في 26 يناير 2024.
وأكدت المحكمة أن “الكيان الإسرائيلي لا يزال مُلزما بالامتثال الكامل لالتزاماته بموجب اتفاقية منع الإبادة الجماعية والأمر الذي أصدرته المحكمة بما في ذلك من خلال ضمان سلامة وأمن الفلسطينيين في قطاع غزة”. وفقا لبيان مركز إعلام الأمم المتحدة،
وأشارت المحكمة إلى أن “هذا القرار جاء بناء على طلب من جنوب إفريقيا للمحكمة بشأن اتخاذ تدابير مؤقتة إضافية، في رسالتها للمحكمة في 12 فبراير 2024”.
يذكر أن جنوب إفريقيا قدمت طلبا لمحكمة العدل الدولية في 29 ديسمبر 2023، لإقامة دعوى ضد انتهاكات الكيان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.
كما طلبت جنوب إفريقيا من المحكمة “الإشارة إلى تدابير مؤقتة من أجل حماية الفلسطينيين في غزة من أي ضرر جسيم إضافي وغير قابل للإصلاح”. وبناء على الطلب عقدت المحكمة جلستي استماع علنيتين بشأن طلب جنوب إفريقيا في 11 و12 يناير وفي 26 يناير 2024، وأصدرت المحكمة أمرها بناء على طلب جنوب إفريقيا. (الأنباء الليبية _ ميونيخ) هــ ع